أحوال عربيةأخبارأمن وإستراتيجية

طوفان الأقصى.. قراءة أمنية و عسكرية

طوفان الأقصى

أسامة هوادف

عملية عسكرية غير عادية، في زمن غير عادي، ضد كيان غير عادي، هكذا يمكن وصف ما يجري في فلسطين منذ يوم أمس بعدما أعلن الجنرال العربي محمد ضيف القائد العسكري لكتائب عز الدين القسام عن بداية طوفان الأقصى بإطلاق ما يقارب 5000 صاروخ وقذيفة داخل عمق الكيان الصهيوني (فلسطين تاريخية) مع عملية توغل واسعة وغير مسبوقة دخل أرضي ما يسمى غلاف غزة.1-  عملية عسكرية غير مسبوقة
عملية طوفان الأقصى أذهلت كل الخبراء العسكريين وسياسيين في العالم فمن ناحية العسكرية والاستخباراتية يمكن أن نقول
1-  عندما تتفاجأ مراكز المخابرات ودوائر العسكرية والبحث واتخاذ القرار في كل من واشنطن وتل أبيب بعملية طوفان الأقصى وبعدم رصد أي إشارة عن تحضير لهجوم الواسع الذي حدث برغم من الإمكانات تقنية والأقمار الصناعية وشبكة العملاء فنحن أمام فشل استخباراتي كبير الكيان الصهيوني وحلفائه، في مقابل تفوق العقل الفلسطيني في معركة الاستخبارات.
2-  شن الهجوم المباغت والواسع داخل أراضي فلسطين المحتلة وفي أكثر من 50 موقعا هو الأول في تاريخ نضال فصائل الفلسطينية وثاني عربيا بعد حرب 1973، وهو له ما بعده منذ سنوات كانت مقاومة تنفذ تسلل محدود وعن طريق الانفاق وكانت تطلق صواريخ لا يتجاوز مداها بضعة كيلومترات الان ورغم الحصار تمتلك صواريخ تغطي كامل الكيان صواريخ عياش مثلا يبلغ مداها 250 كلم ومسيرات أصبحت أكثر تطور وهذا يؤشر على اننا أمام جيش محترف وليس مجرد مجموعة جهادية تدافع بما تيسر بل هناك عقول تبدع وتصنع وتجهز.
1-  الهجوم قامت به عدة تشكيلات وهي
-  عناصر المخابرات حيث قام بجمع معلومات عن كافة ثغرات وتمويه الجيد لهجوم بحيث لم يشعر العملاء ولا أجهزة المخابرات بشيء يمكن الاستنتاج منه أن هناك هجوم غير عادي سيحدث.
-  عناصر الاتصالات وحرب سايبر وهو ما قام العدو الصهيوني بقطع الاتصالات وتعطل محطات رادار في عدة موقع التي تم استهدافها
-  قواتالإسناد المدفعي وصاروخي حيث تم إطلاق 5000 صاروخ وقذيفة على قواعد عسكرية ومطارات العدو وتحصيناته
-  قوات المشاة الخاصة ولتي تولت مهمة اقتحام المنشآت العسكرية والمستوطنات في غلاف غزة
-  قوات الكومندو البحرية لتي تولت مهمة المهاجمة القواعد البحرية والإنزال على شواطئ- 
القوات الجوية ولتي تمثلت في طيران المظلي المروحي والذي استخدم الأول مرة
-  هيئة الأعلام الحربي ولتي وثقت بصور ومقاطع الفيديو تفاصيل الهجوم1- 
الهجوم استهدف موقع عسكرية محصنة من بينها
-  موقع ناحل عوز العسكري
-  موقع إيراز - 
قاعدة رعيم ولتي تحتوي على غرفة قيادة فرقة غزة
-  موقع صوفا العسكري
-  مركز شرطة مستوطنة سديروت
2-  مميزات الهجوم
-  الهجوم تم من خلال تشكيلات التي ذكرتها وتمت في منطقة مفتوحة ومن فوق الأرض وليس عن طريق الأنفاق.
-  في أي معركة يتم اخذ الحيطة من عدم أخذ الهواتف مما قد يكشف حركة التنقل من خلال الإشارة لكن شاهدنا العديد من أنصار المقاومة يلتقطون الصور ويوثقون الحدث مما جعل من صور تنتشر بسرعة مما أصاب الجميع بذهول لما حملته صور من تساقط جنود العدو كالجراد.
-  عدد القتلى والجرحى الكبير في صفوف العدو الصهيوني حيث وصل خلال يومين إلى 700 قتيل و2000 جريح، وهذه حصيلة هي الأكبر منذ عقود.
-  عدد الأسرى الكبير ولتي تقدر بأكثر من 100 أسير في قبضة المقاومة من بينهم 30 في قبضة سرايا القدس
-  العودة ببعض آليات العدو إلى قطاع غزة
-  السيطرة على مستوطنات غلاف غزة وموقع العسكرية طيلة يومين مما تسبب في أحدث صدمة في صفوف القيادة العسكرية الصهيونية.
•  توقيت عملية طوفان الأقصى
-  العملية جاءت بعد عدة اعتداءات على المسجد الأقصى واسم العملية دلالة على مركزية القضية المقدسية.
-  العملية جاءت بعد أسابيع من تهديد رئيس وزراء الكيان بتصفية قادة المقاومة.
-  العملية جاءت بعد أيام من تصريح ولي العهد السعودية عن قرب تطبيع مع الكيان الصهيوني.
-  العملية جاءت بعد أيام من إعلان بايدن عن ممر بايدن والذي يخدم الكيان الصهيوني ومشيخات التطبيع
تأثير عملية طوفان الأقصى
تأثير الحرب تتوقف في المقام الأول على نهايتها لكن من خلال مجرياتها وما أحدثته من صدمة في الأوساط العالمية مما يشير أن معادلات صراع جديدة ستسود لذلك سوف اذكر بعض نقاط المهمة.
-  عودة قضية فلسطين والأقصى إلى الواجهة مما قد يغير مفاهيم رأي العام دولي بخصوص طبيعة الصراع.
-  بعد نهاية هذه جولة سنشهد صراع سياسي حاد وتبادل الاتهامات في المجتمع الصهيوني.
-  إقالة عدة قيادات عسكرية واستخباراتية في دولة الكيان- 
الأول مرة سيتم تبيض سجون الكيان من الأسرى الفلسطينيين
-  عودة حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى الواجهة وبقوة خاصة بعد محاولة الكثير تشكيك بها وبسلاح المقاومة وأنه لا يحقق الكثير في الميدان من خلال معدل القتلى الصهاينة في الجولات سابقة.
-  قهر أسطورة الجيش الذي لا يقهر والجندي الأسطورة فالجميع شاهد كيف تساقط الجنود مثل الجراد
-  إن الحرب تعمل دائما على تجميع كلمة الأمة لذلك سنرى دعم غير مسبوق لمحور المقاومة وقد كان هجوم على سائحين الصهاينة في الإسكندرية مؤشر على ذلك
-  سقوط محور التطبيع والخيانة حيث ستنتفض الشعوب خلال المرحلة القادمة على حكامها المطبعين
-  تأكل قدرة الردع الصهيونية
-  هروب صهاينة من الكيان ورفض يهود العالم الاستقرار بها
-  تراجع الاقتصادي لكيان نتيجة هروب المستثمرين الأجانب- تراجع الاهتمام بملف حرب أوكرانيا
في الختام أختم بمقولة البشيرالإبراهيمي” إنّ غرسَصهيون في فلسطين لا ينبت، وإذا نبت فإنه لا يثبت، فانتظروا إنّا معكم من المنتظرين” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى