ثقافة

الفرق ما بين الخزعبلة والخرمنط

أعرف تمامًا أيّ الأصول اللّغوية يمكن من خلالها معرفة معاني ودلالات تلك الكلمتين ولكن يمكنني سبر أغوار الفرق المتعلّق بإستخداماتهما في الحياة اليومية.
وإذا ما نجحت بتحليل هذا الفرق فسيتّضح معنى الخزعبلة والخرمنط في اللغة المحكية. فمثلا عندما نقرأ أو نستمع لتصريحات وبيانات الساسة الفلسطينيين من مختلف الأطياف فلا يمكننا أن نقف عاجزين عن إبداء الرأي والتعليق والتعقيب ، لدرجة أنّ كمية كبيرة من الخزعبلة والخرمنط ستحيط بتلك التصريحات لمسؤولين فلسطينيين بضرورة إنهاء الإحتلال. إنّ أول ما يتبادر إلى الذّهن اللّغوي الخاصّ بالكائن الفلسطيني الخاضع تحت الإحتلال الكولونيالي الصهيوني تعبير خرمنط ولكي تتّضح المعاني بصورةٍ جليّة، دعوني في معيتكم أستعرض بعض التصريحات لمسؤولين سياسيين وللمثقفين فلسطينيين مع تصنيفها تحت بند خرمنط أو خزعبلة:

1- إنّ إنهاء الإنقسام وإستعادة الوحدة الفلسطينية مدخلنا لإنهاء الإحتلال. “خزعبلة”.
2- إنّنا نؤكد على ضرورة الإحتكام لقرارات الشرعيّة الدوليّة كمقدّمة لأيّة عملية تفاوض مستقبليّة مع الجانب الآخر. “خرمنط”.
3- إذا ما استمرّت إسرائيل بإنتهاكاتها في القدس والمسجد الأقصى فإن المواجهة القادمة ستغير وجه المنطقة. “خزعبلة.”
4- إن تأكيد السيد الرئيس على تنفيذ قرارات المجلس المركزي يعد حجر الزاوية لبناء إستراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإحتلال. “خرمنط”.
5- إنّ وضع اليسار الفلسطيني المأزوم يتطلّب منّا العمل على ضرورة توحيد هذا اليسار ضمن كتلةٍ تاريخيّة قادرة على تلبيّة تطلّعات شعبنا الصّامد. “خزعبلة”.
6- إن دور الجمعية العامّة للأمم المتّحدة الذي يُطالب إسرائيل برفع العقوبات عن السّلطة الوطنيّة مؤشّر هامّ على طريق إنهاء الإحتلال. “خرمنط”.

7- إنّ ما تمتلكه المقاومة في جعبتها سيفاجئ العدوّ الصّهيوني وسيكفّل إبرام صفقة مشرفة لتبادل الأسرى. “خزعبلة”.

إنّ الإستعراض السّريع والمكثّف هذا لنخبة من التّصريحات الهامّة للسّاسة الفلسطينيّين قد يُسهم في إيضاح الفرق في الاستخدامات والمعاني للخزعبلة والخرمنط، وللمزيد من الإيضاح, ما رأيكم قارئاتي العزيزات وقرّائي الأعزاء أن نلعب لعبة تسويق وتصريحات ساستنا الأعزاء المتخبطين ما بين الخزعبلةِ والخرمنط؟

باسم خندقجي
مُعتقل نفحة الكولونيالي
18/01/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى