غوانتانامو أمريكية جديدة اختراع دونالد ترامب

سجن «سيكوت»، هو قلعة جديدة شيدتها السلفادور لتكون بمثابة مقابر للعصابات ومكافحة الجريمة والإرهاب، ذلك السجن الضخم الذي يُمنع فيه الزيارات والترفيه والتعليم.
آثار سجن «سيكوت»، شهية حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتكون أداة جديدة تستخدمها لتحقيق أهداف معينة، أطلقها في بداية فترته الرئاسية الثانية، للحد من الهجرة، عندما نُقل إليه مئات المهاجرين الذين يواجهون الترحيل.
وصل حوالي 250 عضوًا مشتبهًا بانتمائهم إلى عصابات، باتجاه السلفادور جوًا، الأحد الأماضي، من بينهم 238 عضوًا من عصابة تحمل اسم «ترين دي أراجوا» الفنزويلية، و23 عضوًا من عصابة «إم إس – 13»، حيث رحلتهم الولايات المتحدة إلى السلفادور.
وأكد رئيس السلفادور «نجيب بوكيلي» أنه سيتم إرسالهم إلى سجن «سيكوت» الضخم في البلاد، وهو مركز احتجاز الإرهابيين.
وصل المهاجرون، الذين تزعم الولايات المتحدة أنهم أعضاء في عصابة ترين دي أراجوا الفنزويلية، بموجب اتفاق ينص على دفع إدارة ترامب لحكومة الرئيس نجيب بوكيلي 6 ملايين دولار، مقابل عام واحد من الخدمات.
خلال السنوات الماضية، نجح «بوكيلي» في تحويل سجون هذه الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى إلى علامة مميزة على مكافحته للجريمة.
في عام 2023، افتتح مركز احتجاز الإرهابيين أو CECOT، حيث أُرسل المهاجرون خلال عطلة نهاية الأسبوع، حتى مع إصدار قاض فيدرالي أمرًا بمنع ترحيلهم مؤقتًا بموجب إعلان حرب يعود إلى القرن الثامن عشر ويستهدف أعضاء العصابات الفنزويلية.
«جحيم العصابات».. سجن «سيكوت» بالسلفادور سلاح جديد لترامب للحد من الهجرة – صورة أرشيفية
أمر «بوكيلي» ببناء هذا السجن الضخم في بداية حملته ضد عصابات السلفادور في مارس 2022 وافتُتح السجن بعد عام في بلدة تيكولوكا، على بُعد حوالي 72 كيلومترًا شرق العاصمة.
يضم السجن ثمانية أجنحة واسعة، تضم عدد كبير من غرف الاحتجاز، وتتسع كل زنزانة لما بين 65 و70 سجينًا، يتسع السجن لعدد يصل إلى 40 ألف سجين.
لا يُسمح لسجناء مركز الإصلاح والتأهيل المجتمعي، بأية زيارات، ولا يُسمح لهم بالخروج أبدًا ولا يقدم السجن ورش عمل أو برامج تعليمية لإعدادهم للعودة إلى المجتمع بعد انتهاء عقوبتهم.
في بعض الأحيان، يُلقي السجناء الذين اكتسبوا ثقة مسؤولي السجن محاضرات تحفيزية. يجلس السجناء في صفوف بالممر خارج زنازينهم لحضور المحاضرات، أو يخضعون لبرامج تمارين رياضية تحت إشراف الحراس.
صرح وزير العدل في حكومة بوكيلي بأن المحتجزين في مركز الإصلاح والتأهيل المجتمعي لن يعودوا أبدًا إلى مجتمعاتهم.
«جحيم العصابات».. سجن «سيكوت» بالسلفادور سلاح جديد لترامب للحد من الهجرة – صورة أرشيفية
لا تُحّدث الحكومة هذا الرقم بانتظام، لكن منظمة «كريستوسال» لحقوق الإنسان أفادت أنه في مارس 2024، كان في السلفادور 110،000 سجين، بمن فيهم المحكوم عليهم بالسجن والذين ما زالوا ينتظرون المحاكمة.
وهذا يزيد عن ضعف عدد السجناء البالغ 36،000 سجين الذي أبلغت عنه الحكومة في أبريل 2021، أي قبل عام من تكثيف بوكيلي لجهوده في مكافحة الجريمة.
اتهمت «كريستوسال» ومدافعون آخرون، السلطات بانتهاك حقوق الإنسان، أفادت منظمة كريستوسال العام الماضي أن 261 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم في سجون السلفادور خلال حملة قمع العصابات. وأشارت المنظمة وجهات أخرى إلى حالات إساءة معاملة وتعذيب ونقص في الرعاية الطبية.
تم ترحيل المهاجرين بعد إعلان ترامب عن قانون «الأعداء الأجانب» لعام 1798، والذي لم يُستخدم إلا ثلاث مرات في تاريخ الولايات المتحدة.
يُلزم هذا القانون الرئيس بإعلان حالة الحرب في الولايات المتحدة، مما يمنحه صلاحيات استثنائية لاحتجاز أو ترحيل الأجانب الذين كانوا ليتمتعوا بحماية بموجب قوانين الهجرة أو القوانين الجنائية. زعّم ترامب أن عصابة ترين دي أراجوا كانت تغزو الولايات المتحدة مستغلة سلطة زمن الحرب.
نشأت عصابة ترين دي أراجوا في سجن «سيء السمعة» في فنزويلا، في الوقت الذي كان يهاجر خلالها ملايين الفنزويليين، سعيًا إلى ظروف معيشية أفضل بعد انهيار اقتصاد بلادهم في العقد الماضي.
لم تُحدد إدارة ترامب هوية المهاجرين المرحلين، ولم تقدم أي دليل على أنهم أعضاء في عصابة ترين دي أراجوا أو على ارتكابهم أي جرائم في الولايات المتحدة.
أظهر مقطع فيديو نشرته حكومة السلفادور، الأحد، رجالًا يخرجون من طائرات إلى مدرج مطار يصطف عليه ضباط يرتدون ملابس مكافحة الشغب. كافح الرجال، المقيدون بأيديهم وكاحليهم، للمشي بينما كان الضباط يدفعون رؤوسهم للأسفل.
كما أظهر الفيديو نقل الرجال إلى مركز احتجاز السجناء في قافلة كبيرة من الحافلات، تحرسها مركبات الشرطة والجيش وطائرة هليكوبتر واحدة على الأقل. وظهر الرجال راكعين على الأرض بينما كانت رؤوسهم تحلق قبل أن يرتدوا زي السجن الأبيض بالكامل.