كيف تنظر الإدارة الأمريكية إلى مصر.. ؟
![](https://dzayerinfo.com/wp-content/uploads/2025/02/ثثثegypppp-768x470.jpg)
![](https://dzayerinfo.com/wp-content/uploads/2024/02/sobhaaaaaaa.png)
رغم التوترات السياسية الحالية بين مصر وأمريكا على خلفية ما تعرفه القضية الفلسطينية من
تطورات تنذر بتصفية جميع الأراضي المحتلة من الوجود الفلسطيني، وافقت وزارة الخارجية
الأمريكية على صفقة عسكرية محتملة لمصر.
صبحة بغورة تكتب :
كيف تنظر الإدارة الأمريكية إلى مصر.. ؟
في ظل تفاقم أوجاع غزة وتزايد هموم العرب، بعد بلوغ تعقيدات القضية الفلسطينية حد الخطورة
القصوى حتى بات الجميع في مواجهة هواجس السؤال الحائر إلى أين تتجه الأزمة وقد أصبحت كارثة
تهدد بشرخ الشعوب ،برز من لا يزال مفهوم الغباء يسيطر على تفكيره ويوجه سلوكه بلجوئه إلى تكرار
نفس الأمر وينتظر نتيجة مختلفة ! قد يلتمس له البعض شيئا من العذر حيث لا ثقافة سياسية له بعدما سبق أن
كرّس حياته كلها كسمسار حتى أصبح امبراطور عقارات ، لذا فلا غرابه أن يتصرف بمنطق الكاوبوي
2025 مال وقوة.. وسياسة عرجاء تجاوزت كل الحدود والآداب وصارت وسيلة لتمزيق الروابط الدينية
ولهدم الثوابت الأخلاقية لشعوب تمتلك عقيدة الدفاع عن أرضها.
لقد تراجعت المواقف تباعا تراجعا مخزيا واختفت لغة التهديد والوعيد في الخطاب الرسمي عندما لجأت
الأمم في آسيا وأمريكا اللاتينية إلى مبدأ المعاملة بالمثل بل وأكثر، واليوم الأنظار اللئيمة هي صوب الشرق
الأوسط ، وتحديدا مصر، فموقفها الثابت المتمثل في دعم صمود الشعب الفلسطيني وتثبيت أقدامه على
أرضه أمام مؤامرات الكيان المحتل من خلال مواصلة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية و العلاجية ،
ورفض تهجيره ، والتمسك بحل الدولتين، قد انعكس عليها عداوة شديدة تنذر باندلاع الحرب مع الكيان
المدعوم من الولايات المتحدة ، ولكن يبدو أن عدم التراجع وإظهار قدر كبير من التماسك الشعبي والقوة
العسكرية على أرض الفيروز سيناء سيدفع من لا ثقافة سياسية له إلى الانزواء بعيدا للبحث عن حل آخر،
والحقيقة أنه لا حل آخر سوي حل الدولتين.
بالنظر إلى الواقع السياسي في منطقة المشرق العربي نجد أن المكانة الإقليمية لمصر ونفودها السياسي
وقوتها العسكرية أكسبتها ميزة جيوـ سياسية هامة استدعت على ما يبدو تصحيح نظرة الإدارة الأمريكية
إليها حيث اتضح لها أن مصر دعامة رئيسية للاستقرار الإقليمي خاصة بعد تأكيد التزامها بمعاهدة السلام
مع اسرائيل، وبروز دورها الهام في تهدئة النزاعات بالمنطقة ،لذلك أصبحت القناعة تتلخص في ضرورة
الحفاظ على جيش مصري قوي يمكن ـ حسب ما تعتقد الإدارة الأمريكية ـ أن يخدم مصالحها ،حيث يغلب
الظن أن ذلك يضمن وجود طرف قادر على تحقيق التوازن العسكري أمام قوة إقليمية أخرى خاصة إيران،
ووجوده يمنع حدوث أي فراغ استراتيجي قد تستغله أطراف غير مرغوبة.
ورغم علاقات الشد والجذب بين القاهرة وأمريكا فقد وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة عسكرية
محتملة لمصر بقيمة 625 مليون دولار تتضمن أنظمة قتالية متطورة تهدف إلى تحديث السفن الهجومية
السريعة، وتشمل أيضا تطوير أنظمة القتال وتحديث رادارات المراقبة الجوية والسطحية ، وتعزيز أنظمة
الحرب الإلكترونية، وتحسين أنظمة الاستشعار وهي خطوة جديرة بالتأمل لأنها تعكس في وقتنا الحرج إرادة
استمرار التعاون العسكري بين البلدين..
يحدث هذا في وقت صرّح فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تصفية غزة من أهلها الفلسطينيين ليس
بالأمر العاجل حاليا، فيما يرى مجموعة المستشارين بالبيت الأبيض أن إرسال جنود أمريكيين إلى قطاع
غزة خطأ لأنه ينطوي على حرج شديد لأمريكا أمام مجموعة الدول العربية وكافة دول العالم ، وأنه قد
يكون من الأفضل انتظار استلامه من إسرائيل بعد انتهاء مهامها القتالية فيه، ثم تطلق يد السعودية والدول
الخليجية الغنية في عملية إعادة الإعمار، هذا بينما كان الكيان المحتل يمني النفس في الاستقواء برؤية دعم
امريكي عسكري مباشر في كافة مراحل عملية تهجير الفلسطينيين من أرضهم ، بما في ذلك المواجهة
العسكرية المحتملة مع الجيش المصري ، ولكن من جهة أخري يعتبر البنتاغون أن مصر حليف رئيسي
قوي في المنطقة . وعلينا ألآن أن ننتظر ما تحمله الأيام لتقييم مكانة مصر بين الإدارة الأمريكية والبنتاغون.
.
نتنياهو – ترامب
أيهما يستغفل الآخر