لا للترحيل يا أصحاب الفيل وإلا فإن ثورة فيتنامية جديدة تلوح في الأفق !
![](https://dzayerinfo.com/wp-content/uploads/2025/01/lllllistin-rrr.webp)
احمد الحاج جود الخير
للمرة الثالثة على التوالي كرر الرئيس الامريكي دونالد ترامب،تصريحاته المستفزة والمثيرة للجدل بشأن ترحيل سكان قطاع غزة الى كل من الأردن ومصر ودول أخرى ، وبرغم رفض مصر والأردن القاطع لخطة التهجير القسرية التي يتبناها ترامب والاعتماد بدلا من ذلك على”حل الدولتين”لإنهاء الصراع،إلا أن ترامب لا يفتأ يكرر تصريحاته الصادمة في كل مؤتمر صحفي يعقده سواء في طائرته الرئاسية ، أو داخل البيت الأسود – عفوا – الأبيض ،مؤكدا بأن الحكومتين المصرية والأردنية ستوافقان على استقبال المهجرين الفلسطينيين عنوة من القطاع في نهاية المطاف على حد وصفه،وأقول : لا للتهجير ياخنازير لاللترحيل يا أصحاب الفيل لا لإفراغ القطاع يارعاع لا للنزوحيا _ سلبوح
ودعوني أعرج قليلا على خطط الحكومة “التراماسكية AI ” وأبدأ بما ورد في صحيفة “تخاريف”الاسرائيلية، ومثلها خطة أندونيسيا ،وخطة سنغافورة ،لأختم بسكارى أبي نؤاس، وأقول لقد سبق لشبكة NBC الأمريكية وأن كشفت عن إن إدارة ترامب تدرس نقل جزء من سكان غزة الى خارج القطاع خلال عملية إعادة الإعمار ومن بين الدول المستضيفة -مؤقتًا- بحسب المعلن،ودائميا بحسب المضمر قد وقع الاختيار على إندونيسيا التي تضم 18306 جزر،المأهول منها هو 922 جزيرة !
ليضيف ترامب في تصريحات سابقة ،بأن”القطاع المكتظ بالسكان يبدو كموقع هدم ضخم – وهذا هو عين ما حرص عليه الكيان المسخ طيلة عام ونصف من القصف العشوائي والتجريف الجوي والأرضي المتواصل ليحيل القطاع برمته الى ركام هائل لا يصلح للعيش وبما يشجع أمثال – أبي كذيلة وشعر سارح – ليقول دعونا نرحل السكان الى اللامكان بغية إعادة إعمار وتأهيل المكان ” مضيفا بالقول” قد نسهم في إعادة إعمار غزة والقيام ببعض الأمور الجميلة هناك..فالساحل مذهل، والطقس والموقع رائعان !!!!” .
وبما أعاد الى الأذهان ما سبق وأن طرحه آخرون لبناء جزيرة في عرض البحر الأبيض المتوسط، على بعد خمسة كيلومترات من ساحل غزة، لتكون مركزا تجاريا على غرار سنغافورة بحسب الظاهر من المخطط ، وعلى غرار- سجن جزيرة ألكتراز – سيء الصيت والسمعة لحجز أهالي القطاع ومحاصرتهم ونفيهم وسط البحر،بحسب المبطن المستتر من الخطة ومن ثم نقل سكان القطاع إليها في حال فشلت خطة التهجير الى سيناء والنقب البديلتين لتوطين سكان القطاع المحاصر هناك”،وبما استدعى الى الأذهان كذلك خطة صهر ترامب،المخنث اليهودي الأملط جاريد كوشن،حين صرح قبل أشهر لصحيفة الغارديان قائلا”سأبذل قصارى جهدي لنقل الناس ثم تطهير المكان فالواجهة البحرية في غزة، يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة!!” .
صحيفة معاريف،أو بالأحرى”تخاريف” لم تجد بدا من الاحتفال بهذه الأخبار السارة بالنسبة للكيان الفاشي اللقيط، وذلك في تقرير لها بعنوان “العالم العربي في حالة صدمة.. خطة ترامب لنقل سكان غزة”.
ليس هذا فحسب بل وقد ألغى ترامب العقوبات المفروضة على المستوطنين المتورطين بأعمال شغب وعنف ضد الفلسطينيين في أولى قراراته، في ذات الوقت الذي أكد فيه سفير الكيان لدى واشنطن بأن ترامب سيرفع وخلال أيام الحظر المفروض على توريد قنابل زنة 2000 رطل الى الكيان، ليسمح ترامب بأن يكون أول زائر أجنبي للولايات المتحدة منذ انتخابه رئيسا، هو النتن جدا ياهو ، برغم الحكم الصادر بحقه من قبل المحكمة الجنائية الدولية !
كل هذا العبث الاخلاقي، وكل هذا الغثاء الانساني،كل هذا الهراء الجيو سياسي،كل هذا الظلم والتعسف والطغيان وما زلنا نسمع بمن يثرثر عربيا وعراقيا بشأن ضرورة وأهمية الصلح والتطبيع المُدان مع الكيان !
وأما الى علمنجية وعركجية ومطيرجية ومطبلجية العراق والعالم العربي الداعين الى فصل الدين عن الدولة بزعم تضاده وعدم توافقه مع تأسيس دولة مدنية حديثة “فأحيلهم إلى المشاهد والمقاطع والمراسم والتقاليد الدينية البحتة والصلوات والكلمات والأناشيد والترنيمات الكنسية التي شهدها حفل تنصيب ترامب رئيسا لأمريكا وكأنك جالس في قداس ديني أو في محفل كنسي كل من رآه وسمعه قد تأكد كليا بأن أمريكا دولة قائمة على بريق وروح العهدين “القديم والجديد” وإن لم تطبق أو تقتبس من أخلاقياتها ومن تعاليمها ومن فضائلهما شيئا على المستوى الاجتماعي والأخلاقي والعائلي والأسري قط ، أما عن فكر وعقيدة وايديولوجيا ساسة أمريكا قاطبة ولاسيما جناح اليمين ممن يطلق عليهم مصطلح ” المسيحية الصهيونية” فإنه قائم كليا ومرتكز تماما على تعاليم التلمود والزوهار وجلها تدور حول إعادة بناء الهيكل على أنقاض الاقصى المصحوب باعادة تجميع اليهود المشتتين حول العالم في أرض الميعاد المقدسة، تمهيدا لعودة المشيخ والمخلص المنتظر = المسيخ الأعور الدجال والذي لن يظهر ليخلصهم إلا بعد عودة المشتتين كافة من الدياسبورا لقيادة العالم الغربي بعد القضاء على أعدائهم جميعا في معركة هرمجدون التاريخية انطلاقا من …من أين أخوية الحبيب ؟ من منطقة في فلسطين تقع على بعد 90 كلم شمال القدس ،تسمى منطقة “مرج بني عامر” أطرافها وبما يشبه المثلث وببساطة هي مدينة حيفا وجنين وطبريا !!
وتأسيسا على ما تقدم فإن كل حديث طوباوي محلي أو اقليمي فتنازي يدور حول فصل دين عن دولة، أو فصل دولة عن دين،إنما مراده في حقيقة الأمر وواقعه هو فصل الدين عن الحياة، والحياة عن الدين ليس إلا ليطلق الناس العنان لشهواتهم وغرائزهم البهيمية بزعم الحرية والليبرالية والديمقراطية، وبزعم إقامة دولة مدنية حديثة لا يمكن اقامتها بوجود دين قط على زعمهم، مستدلين بنماذج لا علاقة لها بالدين تدعي التدين بعد أن تورطت وارتكبت من الحماقات والبشاعات والفظاعات والسرقات ما لم يرد في الدين كله من ألفه الى يائه، وما محاولة هؤلاء لخلط الأوراق ،وتحميل الصالحين جريرة الطالحين، تحميل المصلحين وزر المفسدين ، سوى حديث خرافة عادة ما يروجه قمرجية الصالات ، وشعراء الحانات،اضافة الى سكارى فنادق ابي نؤاس ، وزبائن صالونات التجميل ومراكز المساج و التدليك والتاتو والبيرسينغ وعيادات تكبير الشفاه والأرداف والصدور، أو تصغيرها ، كذلك أدباء ومفكري ومنظري وأنصاف ثورجية مواخير ودور بغاء الباب الشرقي والبتاويين، وأمثالهم من مخدري أفكار وطروحات كافكا،والبير كامو ،وسارتر ،ونيتشه ،وأوسكار وايلد،وسيمون دي بوفوار،وصمويل بيكيت ،وجيمس جويس وغيرهم” ممن قدموا لنا وعلى مدار عقود عبثا فكريا وأخلاقيا هائلا مستلا من بيئاتهم ومجتمعاتهم التي عاشوا بكنفها ممزوجا بفوضى مجتمعية معجونة بإحباط ونكوص فكري سبقت وتزامنت وأعقبت الحربين العظميين الأولى والثانية ،علاوة على كوابيس وكآبة وعقد نفسية وأمراض عصابية وذهانية وأبرزها الشيزوفرينيا والسكيزوفرينيا، لا حصر لها ولا شفاء منها، وبما تسلل الى كل خلية وكرية بيضاء وحمراء تجري في أوردتهم وشرايينهم ما سبب لهم ولقرائهم هلاوس سمعية – بصرية – فكرية يصوغها بعضهم على شكل مقالات وأعمدة صحفية ومجموعات قصصية وقصائد وأدب عبثي وكابوسي ظاهره الرحمة وباطنه العذاب الشديد ، وكلما رفع أحد كتابهم من سقف المجون والانحطاط والليالي الحمراء والرذيلة المنثورة بين سطور وصفحات كتابه ،كلما حظي بمزيد من الرضا والإعجاب والجوائز، ولهؤلاء جميعا وأشباههم ونظائرهم من المثرثرين والمخدرين أقول “أليس منكم رجل رشيد ؟”.
اليوم خرج الآف المصريين الشرفاء ومن مختلف المحافظات والفئات والخلفيات الفكرية والوطنية والسياسية يحتشدون أمام معبر رفح رفضا وشجبا واستنكارا لخطة “التراماسكي AI” الذي أتوقع أنه ،والله أعلم، لن يكمل عامه الأول في سدة الرئاسة- ولا تسألني كيف،فلكل مقام مقال، ولكل وقت أذانه- ولسان حالهم ومقالهم فضلا على شعاراتهم ولافتاتهم وهتافاتهم تقول بصوت واحد “في أرضنا نصحو وننام ولن يهجرنا اللئام” و” في أرضنا نحيا ودفاعا عنها وعن كرامتنا نموت ” :
لاللتهجيررغماعنترامبوبنغفير
لاللترحيللصالحالمحتلالدخيل
لاللنزوحبعدكلالتضحيات_والجروح
لسناهنوداحمرأيهاالمغرور_الغر
المطلوب اليوم وبالحاح سلسلة من الاحتجاجات والوقفات والإعتصامات الحاشدة المماثلة في الأردن كذلك في جميع العواصم العربية والاسلامية تنديدا بقرارات التهجير القسرية الـ ترامبية النتن جدا ياهوية،السموتريشية البني غفيرية.
والمطلوب عقد قمة عربية طارئة تأخذ على عاتقها اجهاض مشروع ترامب ورفضه بالاجماع رفضا قاطعا في بيان ختامي واضح وصريح ولا غبار عليه البتة ، وعلى نحوها وبالتوازي معها المطلوب عقد قمة طارئة لدول منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة لنفس الغرض .
والمطلوب اطلاق تحالف دولي وإقليمي على غرار” مجموعة لاهاي” التي تضم تسع دول والتي أعلن عن تأسيسها في مؤتمر عقد بمدينة لاهاي الهولندية في 31 / 1/2025 تضم كل من دولة جنوب أفريقيا وماليزيا وكولومبيا وبوليفيا وكوبا وهندوراس وناميبيا والسنغال وجزر بليز، وشعارها هو ” رفض الالتزام بالصمت إزاء الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني اضافة الى دعم الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته، وملاحقة الكيان في المحاكم الدولية ، ومنع توفير أو نقل الأسلحة والذخائر والمعدات ذات الصلة لمنع ارتكاب أو تسهيل انتهاكات القانون الإنساني الدولي أو الإبادة الجماعية ، علاوة على منع رسو السفن التي تستخدم لنقل الأسلحة أو الوقود العسكري إلى الكيان في أي ميناء من موانئها” .
وأنا على يقين تام بأن من وقفوا ضد المقاومة الفلسطينية في القطاع طيلة عام ونصف العام من الموت والدمار والنزوح بذريعة تحالفها وتلقيها الدعم من فلان وعلان ..هم أنفسهم من سيقف اليوم بالضد كليا من وقفات الاحتجاج والاستنكار العربية المناهضة للتهجير القسري بذريعة أنها وقفات مسيسة وموجهة من الحكومات المحلية ،لا أشك في ذلك قيد أنملة،وبعضهم ممن لن يجرؤ على قول كل ما يعتمل في قلبه، ويعشعش في ذهنه، سيكتب”وشيفيد التظاهر والاحتجاج والاستنكار في وقت يعيش فيه القطاع المحاصر ألوانا من الخراب والدمار..يا أخي خلي الناس تعيش!”.
لقد سمعت بمثل ذلك منذ سبعينات القرن الماضي للطعن بكل فصائل المقاومة الفلسطينية كل فصيل منها بذريعة هشة وحجة واهية وزعم ، هذا بذريعة تحالفه مع الشيوعيين والاتحاد السوفياتي ، وذاك بزعم تحالفه مع القوميين العرب، وآخر بزعم تلقيه الدعم من النظام العراقي ، وآخر يزعم تلقيه المساعدة من النظام السوري، وثالث لأنه متحالف مع النظام الليبي ، وهذا يعمل ضد الارادة الملكية ، وذاك ضد القوانين الجمهورية ، وآخر لأنه اسلامي، والخامس لأنه وطنجي وعلمانجي وقطرجي ..وهلم جرا ولم يسلم من لسانهم فصيل مقاومة فلسطينية ، واحد قط .
لتخرج بنتيجة نهائية مفادها بأن هذا التحامل ليس مرده الى توجهات أو تحالفات أو انتماءات هذه الفصائل داخليا وخارجيا ، بقدر كونه تحاملا ضد فكرة مقاومة الكيان المحتل واسترداد الارض المغصوبة والمنهوبة ابتداء وانتهاء،ولو مدنيا ،ولو سلميا ،وإن لم يغادر حدود الشجب والإستنكار والتظاهر والاعتصام المدني السلمي ،وكل ما سيق ويساق من ذرائع ومسوغات وتبريرات على لسان من يهرفون بما لايعرفون للطعن بهذا وذاك فلا تعدو أن تكون مجرد رماد يُذَر أطناناً في العيون وبما يصب عمدا أو سهوا لصالح الكيان المسخ المجنون .
وأكرر لابد نزول مئات الملايين من الشعوب العربية والإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها الى الشوارع تعبيرا عن رفضهم القاطع والبات والنهائي الذي لا يقبل المساومة لتهجير سكان القطاع الى دول بعيدة أو قريبة بناء على خطة الحكومة الـ تراماسكية Ai” ليرى التراماسكيون بأم أعينهم حجم الرفض والشجب والاستنكار والتنديد بعد أن بلغ السيل الزبى ولم يبق في القوس منزع . اودعناكم أغاتي