أخبارثقافة

عرس فني جزائري أندلسي قسنطيني من طبوع المالوف بقاعة الحمراء بجنيف سويسرا.

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون ستراسبورغ فرنسا

الفنان عدلان فرقاني يطير بالمالوف القسنطيني الجزائري الأصيل من مدينة الجسور المعلقة إلى جنيف بسويسرا.

ويبقى المالوف الجسر الأول الممتد من مدينة الجسور المعلقة قسنطينة.

بدعوة من القنصلية الجزائرية العامة للجزائر بجنيف بسويسرا. احيي الفنان الجزائري القسنطسني عدلال فرقاني رفقة فرقته الموسيقية المرافقة له, لأفراد الجالية الوطنية المقيمة في سويسرا وكذلك الجمهور السويسري الصديق, سهرة فنية بحفل موسيقي جزائري لفن المالوف بالتعاون من قاعة الحمراء بجنيف.

قاعة الحمراء هي قاعة أداء في مدينة جنيف تم بناؤها في عشرينيات القرن الماضي 1920 وتم تصنيفها كنصب تاريخي. وتقع القاعة المخصصة للموسيقى الحالية في رقم 10 شارع لا روتيسيري وتم تجديدها بين عامي 2012 و2015. كان يطلق عليها قصر الحمراء في الأصل، وقد وصِف بأنه أجمل قاعة للصور المتحركة في سويسرا وكان أول تركيب سينمائي في عام 1928.

كانت سهرة فنية من راويع فن المالوف, أين أستمتع فيها أفراد الجالية الجزائرية وضيوف جنيف بأجواء فن المالوف الراقي، والموسيقى التراثية.حفلا فنيا ساهر إستمع الجمهور من خلاله لروائع وصلات سجلات التراث الجزائري للموسيقى الأندلسية. التي أخذهم من خلالها في رحلة ممتعة وشيقة عبر أنغام جد غنية بالطبوع والمقامات وعديد الألحان المليئة بجميل المعزوفات.

كانت أمسية خاصة لا تُنسى ولا تمحى من الذاكرة للجمهور الغفير الذي حضر السهرة من أهالي وأسر مرفقوين بذويهم وأبنائهم. سهرة مخصصة لهذا التراث الموسيقي الجزائري العريق والفريد من نوعه من حيث موازين طبوعه ومقاماته، السهرة الفنية التي كانت بقيادة الفنان الشباب الصاعد المتألق والذي يعد واحد من أبرز الأصوات الواعدة على الساحة الموسيقية الجزائرية والعربية و الممتدة خارج الوطن لتحط الرحال بأوروبا عموما و بفرنسا و سويسرا خصوصا.

بحلول وقت السهرة وبعد تربعه على الركح بكل شموخ بلباسه الجزائري التقليدي الأصيل من روائع الصناعة التقلدية القنسطينية وزخارفها المشعة بألوان زاهية يعكس بريقها أرجاء الركح. بعد تحية الجمهور الغفير الذي إكتظت به القاعة من مختلف مناطق جنيف ومن المدن المجاورة, أفتتح حفل السهرة بتعريف الجمهور بآعضاء الفرقة و تقديهم لتحيتهم.

بتقدديم التحية وتفاعل الجمهور المتحمس, إنطلق الحفل تحت الأضواء الخافتة والراسمة لديكور الركح عن بعد, عرض برنامج السهرة المتنوع والثري من حيث مضمون فقراته وأغانيه المختارة, فكانت البداية بنوبة المالوف و نوبة سيكا وغيرهم من المقامات ومع أغنية سلام على الأحباب في القرب و البعد, سلام عليكم. وياسلام وين نباتوا آمان أمان, اغنية وبلادي الجزائر وأنا عليها غاير. الاغنية التي حفظها وعشقها الجمهور نساء ورجال وبقيت منقوشة في الذاكرة والتي ردودها بحرارة. ومسك ختامها أغنية يا من يفهم جوابي يتصنت ليا.

أغاني ومقاطع بموشحات ومقامات بطبوع منقوشة في ذاكرة المحبين المولعين بفن المألوف, أهلبت القاعة و حركت مشاعر الحرائر وغرائزهن الدفينة بالزعاريد الصادحة من حناجرهن الذهبية, زادت السهرة بهجة وفرحة وسرورا لا يوصف. بتناغم لا يقاوم.

الفنان عدلان فرقاني:

عدلان فرقاني شبل من أسد سار على خطى سلفه بكل تأني، بات يحمل راية المالوف من جسور قسنطينة عاليا في كل مكان بكل فخر وإعتزاز, فخر سليل أشاوس مدرسة عائلة آل فرقاني في كل مكان. التي تبقى المدرسة العتيدة على مر عقود من الزمن خلت. تنتج وتبدع وتطرب وتتحف أذواق المستمع وتشف مسامعه ومحبي فن المالوف وتحببه إلى زيادة عشقه والولع به.

الفنان عدلان فرقاني, هذا الشبل المتشبع بأصول فن المالوف. أصيل مدينة الجسور المعلقة قسنطينة بالشرق الجزائري. نشا وتربى و ترعرع في بيت فني عريق عن كابر وفي مدرسة موسيقية عائلية عريقة يضرب بها المثل, بين أحضان أسرة فنية محافظة متمسكة بجذورها الأصيلة والعريقة والتي لا تحيد عنها. أسرة فنية غنية عن التعريف من الطراز الرفيع بالدرجة الأولى بلا منازع.

فن المالوف:

فن المالوف فن جزائري أصيل و عريق معرف ومتدوال منذ القدم. وللعمل يوجد بالجزائر ثلاثة 03 مدارس على المستوى الوطني للموسيقى الأندلسية والمالوف وهي على التوالي مدرسة قرطبة بتلمسان – مدرسة غرناطة بالجزائر العاصمة ومدرسة إشبيليا يقسنطينة شرق الجزائر.

أصبح المالوف في عصرنا هذا منذ سالف الزمان, أحد أرقى أنواع الموسيقى الأندلسية العريقة والمشهورة بالشرق الجزائري وبالعالم العربي..

مدرسة آل فرقاني للمالوف:

بحيث يشهد التاريخ بكل فخر ولا منازع, بأن مدرسة آل الفرقاني, هي التي وضعت أسس وقواعد المالوف وأحكامه وساهمت بكل ثقلها ووزنها في تقديم عروضه للجمهور المتذوق لفنه وإبرازه بالشكل المتعارف عليه والمتداول بشكل واسع عبر مناطق العالم حاليا لاسيما المغرب العربي ومنه لما وراء الضفة الأخرى بأوروبا منها فرنسا سابقا وسويسرا حاليا، المالوف هذا التراث العريق الفني الأصيل، الذي يعتبر في أصل ذاته رسالة فنية تربوية, سامية وأخلاق عالية, قبل أن يكون غناء ولحنا و أداء وعزفا.

مدارس المالوف بالجزائر:

للعمل يوجد بالجزائر ثلاثة 03 مدارس على المستوى الوطني للموسيقى الأندلسية والمالوف وهي على التوالي:

مدرسة قرطبة بتلمسان –مدرسة غرناطة بالجزائر العاصمة ومدرسة إشبيليا يقسنطينة شرق الجزائر.

حفلاته بالخارج:

وتأتي الحفلات والسهرات الفنية لفن المالوف التي يحييها الفنان عدلان فرقاني في بلاد المهجر, بناء على طلب ورغبة جمهوره المتعطش لفن المالوف من أفراد الجالية الجزائرية, لإقامة حفلات خاصة بفن المالوف الذي أبهرهتم أصالته وعراقته، وهذا ما يعطي أهمية كبيرة ذات قيمة ورسالة هادفة وسامية لإيصال هذا النوع من التراث الجزائري والفن الأندلسي الأصيل إلى بقاع العالم في ظل هذا التنوع الثقافي والسلم الموسيقي لتمازج الطبوع والمقامات للتراث الحضاري عامة، وللمالوف القسنطيني خاص الذي يعد في الأصل ذوق رفيع وإبداع فني أصيل. والذي يبقى مرجعا أساسيا للموسيقى الجزائرية العربية الأندلسية، ورائعة من روائع الثقافة الجزائرية، من الكنوز الثرية، التي كتبت ونقشت إسم المالوف بأحرف من ذهب في تراث الجزائري. والذي يبقى مقرونا بالتاريخ القديم والمعاصر الحديث لمدينة الجسور المعلقة قسنطينة العتيقة ومختلف ثقافتها وفنونها وتراثها ومآثرها عبر عقود من الزمن، والذي يشكل الهوية الفنية المنقوشة في الذاكرة وفي قلوب كل عاشق ومولع بهذا الفن التاريخي العتيق المنبعث من الترات الثقافي الجزائري الأصيل المرموق بمكانته.

الأستاذ الحاج نورالدين احمد بامون ستراسبورغ فرنسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى