أقبال كبير على زراعة الزيتون بالأغواط منتوج يحقق أرباحا تصل إلى 12 ألف دج للقنطار
![](https://dzayerinfo.com/wp-content/uploads/2024/12/arb.arbr_-720x470.jpg)
تشهد شعبة زراعة الزيتون بالأغواط تطورا كبيرا وبخاصة خلال السنوات الأخيرة حيث بدأت تستقطب اهتمام عديد الفلاحين بهذه الولاية، لما يحققه منتوجها من أرباح دون تعب ولا شقاء، زيادة عن ذلك يقول الفلاح مشراوي أحمد أن شجرة الزيتون شجرة مباركة ورد ذكرها في القرآن الكرين في كثير من السور، كما أنها يستعملها الفلاحون كمصدات للرياح وعلى مساحات شاسعة لتحقيق الربح الوفير، وهي شجرة معمرة لا تتطلب سوى بعض العناية الخفيفة ونزع الأعشاب من حولها..
أكد مدير المصالح الفلاحية للولاية العيد بوعزة أن مصالحه تولي اهتماما كبيرا لشعبة زراعة الزيتون، حيث تنصب الجهود حاليا حول تطوير هذه الشعبة وعصرنتها بما يساعد على تحقيق إنتاج وفير يساهم في الرفع من الحصيلة الولائية الإجمالية للإنتاج الزراعي..
وأشار ذات المسؤول أن القطاع ينتهج مسارا وفق خارطة طريق ترتكز محاورها الأساسية على تسهيل التواصل مع الفلاحين النشاطين في هذه الشعبة لرصد انشغالاتهم وإيجاد الحلول المناسبة لهم وتذليلها.
وكنموذج يؤكد نجاح هذه الشعبة بالولاية، قمنا “أمس” بزيارة مستثمرة أحمد مشراوي “ببلدية العسافية” الواقعة في الجهة الشرقية للولاية تبعد عن عاصمة الولاية بنحو 15 كلم، وهي إحدى التجارب الفلاحية الناجحة في زراعة الزيتون بالولاية والذي يستغل حاليا أرض فلاحية التي تتربع على مساحة 30 هكتار منها 20 هكتار زيتون، خاض هذه التجربة كغيره من الفلاحين حيث أن زراعة الزيتون تعد شعبة جديدة بالولاية لم تكن تلقى رواجا كبيرا بالولاية لأنه في السابق كانت تتطلب عناء كبيرا في تسويق المنتوج ومصير المنتوج الذي يضيع لانعدام وجود المعصرات التي توجد فقط في بلاد القبائل، حتى أن زيت الزيتون كان إلى وقت قريب وربما مازال راسخ في أذهان الأجيال القديمة، اسم زيت “القبائل” لكن اليوم مع تطور الوسائل والامكانيات وانتشار زراعة الزيتون واتمام الدولة به وتشجيعها للفلاحين انتشرت المعاصر في كل البلديات وصار الفلاح اما أن يبيع المنتوج في مكانه وعلى شجرته أو يأخذه إلى المعصرة ويبيعه “زيت” بين 1000 و1200 دج للتر الواحد..
وقد انطلق هذا الفلاح في نشاطه من حوالي 500 شجرة مثمرة في 2016 ليرتفع العدد حاليا إلى 25 ألف شجرة زيتون، حيث استفاد من دعم من الدولة تمثل في حفر بئر عميقة في إطار الاستثمار الفلاحي، وهو يتلقى المتابعة والعناية من قبل المختصين في هذا المجال، حيث تساهم مفتشية الصحة النباتية لولاية الاغواط ورؤساء الاقسام الفرعية للفلاحة بدائرة سيدي مخلوف بالقيام بزيارات دورية كما تساهم في توزيع الشتلات على الفلاحين حيث قامت مؤخرا بتوزيع 7600 شتلة من أشجار الزيتون كتكملة لبرنامج الاشجار المثمرة وكذا المتابعة المستمرة والمراقبة الصحية لانتقاء شتلات الزيتون وفق القوانين الصحية والأطر التقنية للأصناف المحلية الموجهة للغرس لسنة 2024 في اطار اعادة تأهيل هذه الشعبة بالولاية والتي تستمر على مدى خمس سنوات بالإضافة إلى التهيئة وفتح الحفر للتحضير غراسة 400 هكتار من أشجار الزيتون منذ شهر سبتمبر الفائت من السنة الجارية 2024. .
وتسعى الدولة إلى ترقية زراعة أشجار الزيتون كبديل للمحروقات تزيد من مداخيل الدولة حيث تعمل السلطات المعنية على توسيع المساحات المزروعة بأشجار الزيتون وقد استطاعت الولاية تحقيق الاكتفاء الذاتي وهي اليوم تسعى للتصدير.. وتحتل الأغواط حاليا المرتبة المشرفة من حيث إنتاج زيت الزيتون لتواجد عديد المعصرات على غرار معصر “نور” التي استطاعت أن تحصد جائزة عالمية استنادا لما صرح به صاحب المعصرة..
وتواصل مديرية المصالح الفلاحية متابعة برنامج تكثيف الزيتون بالنسبة لولاية الأغواط الذي رصدت له ذات المصالح هذا الموسم ما يزيد عن 33 ألف شجيرة زيتون من نوع شملال وسقواز على مساحة 200 هكتار حيث تمت مراقبتها ومتابعتها الصحية من طرف مفتشية الصحة النباتية إلى حين غرسها بمستثمرات المستفيدين من هذا البرنامج الطموح..
وأشار مزيان وهو صاحب المعصرة “نور” المتواجدة بمنطقة النشاطات أن أنتاج معصرته حصد العديد من الميداليات العالمية والجائزة الأولى في ألمانيا وتونس وبريطانيا ووطنية في كثير من المعارض، إلا أن ضيق المكان يقف حجر عثر أمام تطوير هذه المؤسسة الاستثمارية، حيث أنه وعلى حد قوله أنه طرق كافة الأبواب من غير جدوى، حتى منتوج الأغواط أصبح غير كاف لأنه كثر الطلب عليه فصار التنافس عليه إلى أن سعره تراوح بين 10 آلاف و12 ألف دج للقنطار مما يضطرنا لقصد ولايات شمالية أخرى من أجل الحصول على كميات كافية من الزيتون …غانم ص