اسرارامن و استراتيجيافي الواجهة

هل وقع أردوغان في فخ بوتين و خامنئي ؟

احمد ناصر

انتصار المعارضة السورية السريع ، و اسقاط نظام الأسد ، واحتفال الكثير من السوريين بنهاية النظام السابق ، ليس سوى شهر عسل قصير سينتهي قريبا .

تنازل ايران عن سوريا و تخليها عن نظام الأسد ، جاء نتيجة قراءة دقيقة للوضع في سوريا ، انها فيتنام جديدة لإسرائيل و تركيا .

الفصائل السورية المعارضة و المسلحة و التي اتفقت على اسقاط نظام الأسد تقاتلت في السابق ، ففي ادلب معقل المعارضة نفذ الجولاني وجماعته سلسلة من الاغتيالات ضد المعارضين اغلبها تم توثيقه بتقارير اخبارية ذات مصداقية عالية، سكان ادلب يعرفون تماما حقيقة هذه الفصائل و مشكلاتها الداخلية و نزاعاتها ، و من المستحيل رسميا أن يتواصل اتفاق الفصائل المعارضة المسيطرة حاليا على دمشق ، المشكلة التي يتجاهلها السوريون الآن هي أن الاحداث الاخيرة استبدلت نظام ديكتاتوري بمجموعة من المعارضين الذين اتقنوا لسنوات طويلة حل مشكلاتهم بقوة السلاح ، و من الصعب بل من المستحيل اقناع معارضين مسلحين قاتلوا ضد النظام السوري لـ 12 سنة ، ترك السلطة و التخلي عنها للشعب عبر الانتخابات ، قد يقبل الاسلاميون المسيطرون الآن على السلطة في سوريا بالانتخابات في حالة وحيدة هي أن ان تنتهي بسيطرتهم على سوريا ، و هذه المعطيات تؤكد أن سوريا للأسف مقبلة على فوضى كبيرة قد تصل الى الاقتتال الداخلي و الحرب الأهلية .

ما فعله أردوغان هو استبدال عدو عاقل بمجموعة من الأصدقاء المجانين ، وقد نرى في المستقبل القريب مواجهات بين جيش أردوغان و أتباعه السوريين الحلفاء السابقين، و على الأغلب فإن سوريا ستتحول في وقت قريب الى فيتنام تركيا ، و قد يكون هذا هو المطلوب في طهران و في موسكو ، وهذا دون الأخذ في الاعتبار المشكلات الكبيرة بين تركيا أردوغان و أكراد سوريا ، و قد نرى في وقت قريب دولة سورية تسيطر على الساحل و اخرى في اقليم الوسط و ثالثة كردية ، و رابعة تحت رعاية اسرائيل في الجنوب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى