أحوال عربية

قائمة أخطاء بشار الاسد في مساره السياسي

فيم واين اخطأ بشار الاسد بالضبط ؟!

أحمد فاروق عباس

.. والان وقد اصبح الرئيس السوري السابق بشار الاسد ماضيا وتاريخا ، يمكن ان نتوقف قليلا ونلقي نظرة سريعة علي مجمل ربع القرن الذي حكم فيه سوريا ..

نظرة سريعة .. تأخذ مشاهد ذات دلالة من تجربته ، ولا تتجاوز الي تقييمها كلها ، فهذا يحتاج الي جهد والي مرور وقت طويل تبرد فيه العواطف وتقل الانحيازات ويفعل الزمن فعله في انضاج الاراء واتضاح الصورة كاملة ، ومادمنا في لحظه سقوطه فإن سؤال الساعة .. ما هي اخطاء بشار الاسد التي ختمت تجربته هذا الختام الحزين ..

لن اتكلم عن الأسباب المباشرة التي يتحدث عنها الحميع ، مثل ضعف بعض حلفاءه مثل ايران وحزب الله ، وانشغال آخرون مثل روسيا ، او مكر وسوء نية اعداءه مثل تركيا والولايات المتحدة او اسرائيل ..

ولكن سوف اتحدث عن طبيعة حركة بشار الاسد علي مسرح السياسة في سوريا والشرق الاوسط في فترة حكمه ، وهي تقريبا الربع الأول من القرن الحالي …

اولأ .. رأيي الخاص ان بشار الأسد رجل وطني ولم يكن خائنا لبلاده ، وبرغم انه واجه اعداء اقوياء – اقوي منه كثيرا في الواقع – الا انه واجههم بشجاعة تصل الي التهور احيانا ، ومن الواضح انه لم يكن شخصا مرنا ، أي لم يكن يجيد فنون السياسة من مناورة وذكاء التعامل …

والان وقبل الاسترسال نجيب علي سؤال .. ما هي أخطاء الرئيس السوري الذي غربت شمس رئاسته لسوريا منذ يومين فقط ..

١ – أول الأخطاء او الخطيئة الاصلية هي التوريث … لقد جاء بشار الأسد الي حكم سوريا وراثة عن والده القوي ، ولم تكن تلك هي الطريقة المعتادة لتولي الحكم في الجمهوربات العربية ، وبسبب ذلك حاول أغلب رؤساء الجمهوربات العربية
تقليد خطيئة حافظ الاسد ..
وبرغم أن حافظ الاسد ظل ابنه بشار خمس وعشرون سنة في الحكم حتي تركه الا ان محاولات بعض الرؤساء الذين حاولوا تقليده أودت بهم هم شخصيا ، وقبل ان تصيب اللعنة ابناءهم كبشار الاسد ..

وابرز الامثلة علي ذلك حسني مبارك ومعمر القذافي .. ولم يقتصر من حاول تقليد حافظ الأسد علي هذين الرئيسين فقط ، فقد سار علي دربهم الوعر رؤساء مثل علي عبد الله صالح وصدام حسين ..

نسي الرؤساء العرب هؤلاء الحدود والفارق الهائل بين الجمهوريات والملكيات ، وحاولوا تقليد الملوك في نظم حكم جمهورية ، وكان ذلك راجعا في جزء منه الي غيبة طبقات اقتصادية ومن ثم سياسية تتداول السلطة فيما بينها ..

لم يكن في الجمهوريات سوي ثلاثة اطراف : عصبيات عشائرية او طائفية ، الي جانب تنظيمات تتخذ من الدين ستارا وراية ، ثم جهاز الدولة واقوي طرف فيه هي الجيوش ..

وكان الصراع بين هذه الاطراف الثلاثة هو ما حكم الحياة السياسية في الجمهوربات العربية في النصف الثاني من القرن العشرين ، وربما كان ذلك هو ما أغري رؤساء تلك الجمهوريات الي تصعيد ابنائهم الي كراسي تلحكم …

فمنطق الدولة الحديثة لا يقبل حكم الطوائف او العشائر ، وكذلك لا يهضم بسهولة حكم تيارات دينية متطرفة ، وبرغم ان حكم رجال ينتمون الي الجيوش حظي في البداية بترحيب الجماهير العربية واستقبالها الحسن وخصوصا وان ابطال الاستقلال كانوا ينتمون الي المؤسسات العسكرية الا ان طول بقاء رجال الجيش في الحكم – كالقذافي وحافظ الاسد – اصاب البلاد بنوع من الترهل في كافة المناحي ولم يكن احد مشجعا علي اعادة التجربة الا تحت ظروف تهدد فيها البلاد بخطر وجودي …

وفي هذا المناخ تقدم الرؤساء وعرضوا ابناءهم علي مسرح السياسة في بلدانهم .. وفي حين نجح حافظ الاسد في ايصال ابنه بشار ذي الاربعة وثلاثين سنة الي الحكم فشل حسني مبارك ومعمر القذافي وصدام حسين وعلي عبد الله صالح في تلك التجربة ..

وعلي المستوي الشخصي كان الدافع الرئيسي لي في الاشتراك في ثورة يناير منذ لحظتها الاولي صباح الثلاثاء ٢٥ يناير ٢٠١١ هو محاولة حسني مبارك توربث ابنه الأصغر جمال السلطة في مصر ..
وكنت أري انه من المدمر لكرامة اي بلد ان يحكم رئبس دولة ما ، وعند قرب ذهابه يجهز المسرح لابنه في عملية تعسفية لا تليق ولا تستقيم مع منطق الامور في القرن الواحد والعشرين ..

وقد كان اختيار حافظ الاسد الاصلي هو ابنه الأكبر باسل ، ولكن موته في حادث سيارة علي طريق دمشق بيروت عام ١٩٩٤ افسح الطريق لابنه الثاني طبيب العيون الدكتور بشار الاسد …
وبسرعة وعلي عجل عدل الدستورالسوري ليناسب سن الوريث ، ودعي مجلس الشعب السوري ليضفي اجراء قانونيا علي اوضاع غير طبيعية ..

وبرغم مما كنت اسمعه من سوريين قابلتهم بالصدفة في الجامعة عندنا ، او ما كان يأتينا من اخبار سوريا من ان بشار الاسد يتمتع بشعبية حقيقية في سورية ، الا ان الخطيئة الاصلية ” خطيئة التوريث ” كانت دائما تحوم حول افاق قصور الحكم في دمشق ..

.. وكان ذلك الخطأ الاول – او الخطيئة الاصلية – ولم يكن بشار الاسد حقيقة هو المسئول الوحيد عنها …
فقد كانت رغبة والده وفوقها ضرورة استمرار حكم العلويين لسوريا – وهم اول مرة يحكموها – مع الاعتراف انه لا الادارة الحكومية السورية ولا الجيش السوري ولا التنظيم السياسي – حزب البعث – كانوا طائفيين ….

٢ – كان الخطأ الثاني لبشار الأسد انه لم يكن بحنكة ولا ذكاء والده ، فقد كان حافظ الاسد رجلا مجربا ، عمل في الجيش السوري وتنظيماته السياسية منذ شبابه الاولي ، حتي تولي
قيادة سلاح الطيران السوري ثم وزارة الدفاع ثم – بملابسات وصراعات معينة وطويلة – رئاسة الدولة السورية في بداية السبعينات ..

لقد كان وراء حافظ الاسد تجربة طويلة في الحياة الحزبية والسياسية ومؤسسات الدولة السورية بعكس بشار الاسد ، الذي كان يعمل طبيبا للعيون في دمشق ، وبعد اختيار والده له لخلافته وكنوع من الاعداد له سلمه ملف العلاقات السورية مع لبنان يتعلم فيه السياسة ، وعندما مات حافظ الاسد في ١٠ يونيو عام ٢٠٠٠ لم تكن تجربة طبيب العيون السياسية في ملف لبنان – وطولها سنتين فقط – تسمح له بأكثر من خبرة محدودة ، وفي مجال لا يتيح خبرة في مجالات ادارة الدولة او دهاليز القوة وصراعاتها الخشنة …

وبالتالي كان علي بشار ان يتعلم دروسه في السياسة وهو يمارس الحكم نفسه ومسئولياته الجسيمة …
وتعثر الرجل حينا ونجح احيانا ، وكان من سوء حظه ان جاءت تجربته في نفس الوقت – بالضبط – التي ظهرت فيه خطط امريكا لتغيير الشرق الأوسط كله .. افكارا وتقاليد ونظم حاكمة بل ومعارضة !!

كان ذلك مؤدي مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي ظهرت بعض اثاره منذ عام ٢٠٠٢ وظهر الجزء العلني – او الدعائي – منه في فبراير ٢٠٠٤ وهو المشروع الذي اودي بحكم زين العابدين بن علي من حكم تونس اوائل عام ٢٠١١ ، وبعده بشهر أودي بحكم حسني مبارك لمصر ، وحكم معمر القذافي لليببا بعده بشهربن ..

وإن انتظر مصير بشار الاسد عقد ونصف تقريبا بعدهم ليسقط صريعا لنفس المشروع الامريكي العتيد وطويل النفس …

٣ – كان ثالث اخطاء بشار الاسد هي افتقاره الي مهارات اساسية في دنيا السياسة ، فمثلا كانت لغة خطابات بشار الاسد لشعبه اقرب الي اللغة الأكاديمية القائمة علي سرد الاسباب والنتائج ، يتخللها تحليل للمسألة المطروحة ، وتناول ابعادها وجذورها بلغة عربية سليمة ومنطق واضح..

وبرغم ان تلك الناحية في بشار الاسد كانت تستهويني كثيرا علي المستوي الشخصي – بحكم خلفيتي الاكاديمية ربما – الا انها لم تكن لغة الخطاب المثلي لمخاطبة جماهير متنوعة المشارب والتعليم ونوعية العمل والحياة ، فلغة الخطاب مع طبيب او استاذ الجامعة تختلف عن تلك الموجهة – او المفروض ان تتوجه – للفلاح وللعامل ولأصحاب المهن البسيطة ولربات البيوت مثلا …

ثم ان الجماهير لا تحتاج في كل الاوقات لمن يخاطبها بالعقل والمنطق بل ان شيئا من العاطفة او الحماس المتقد – وليس الكذب او الدجل – مطلوبة ..

ومن هنا فرؤساء امريكا لديهم طابور طويل من كاتبي الخطابات الرئاسية ، الذين يفهمون شعور الجمهور في لحظة معينة ويضربون علي هذا الوتر ، والذين يطعمون خطبهم المعدة لرؤساءهم باللمحات الذكية واللمسات الشعورية بل والقفشات والنكات احيانا ، حتي لو كان رئيس امريكا – وكثيرا ما يكون – اغبي اهل الأرض .. كرونالد ريجان مثلا او جورج بوش او جو بايدن …

هناك مهارات معينة مطلوبة لرجل السياسة ومنها كيف يمكن ان يؤثر في شعبه في لحظة معينة – وخصوصا لو كانت لحظة خطر – ويأخذه الي صفه ولا يتركه فريسة لخطاب اعداءه .. وهي ناحية كانت تنقص بشار الاسد كثيرا ..

وفي الازمة الاخيرة والتي استغرقت عشرة ايام تقريبا – من ٢٧ نوفمبر حتي الساعات الاولي من فجر ٨ ديسمبر – وانتهت بترك بشار لحكم بلاده لم يظهر رئيس البلاد مرة واحدة مخاطبا شعبه ، شارحا له حقيقة الاوضاع ، وكاشفا ما يدور في الكواليس ، ومهاجما لخصومه مفندا لحججهم .. حتي ولو كان ذلك للتاريخ ولن يجدي في اللحظة الراهنة … فهو في النهاية ارثه وتاريخه ، فربما ينصفه التاريخ ، وهو كثيرا من أنصف رؤساء وقادة سابقين …

٤ – لم يكن بشار الاسد بتمتع بمهارات السياسي الداهية الذي يقرأ الوضع جيدا بدون أوهام ويكون قادرا احيانا علي تحييد خصومه ، اذا لم يكن يعرف ان يكسبهم الي صفة ، علي العكس كان الرئيس بشار بارعا في اكتساب الخصوم ،؛حتي لو لم يكونوا كذلك ..

ومثال ذلك شتيمته للرئيس حسني مبارك وللملك عبد الله الثاني ملك الاردن عام ٢٠٠٦ ووصفه لهما بأنهما أشباه رجال ، لموقفهما المتخاذل – من وجهة نظره – في حرب حزب الله مع اسرائيل صيف ٢٠٠٦ ، والوصف الذي ذكره الملك عبد الله والرئيس مبارك بعده ان هناك هلالا شيعيا يخيم علي سماء المنطقة ..

وظلت علاقات بشار الاسد مع كلا الرجلين فاترة حتي ذهاب مبارك عام ٢٠١١ ، ثم انشغال بشار الاسد بموسم الربيع العربي وسنواته الرهيبة …

كما كان بشار الاسد ينخدع احيانا في رؤساء وقادة ليس بينه وبينهم – من زاوية منطقية – لقاء ، فتقارب جدا مع رجب طيب اردوغان في السنوات التي سبقت ٢٠١١ ولم يتذكر ان اردوغان هو الراعي الجديد لمشروع الاخوان المسلمين في الشرق الاوسط ، في حين انه هو – وأباه حافظ الاسد – هم خصوم تاريخيون لتنظيم الاخوان المسلمين في سوريا ..

سار بشار الاسد مغمض العينين في علاقة سياسية غير منطقية مع ذئب الاناضول حتي لدغه اردوغان لدغته القوية عام ٢٠١١ قبل ان يلدغه لدغته الثانية – المميتة هذه المرة – في أواخر ٢٠٢٤ !!

وبنفس الرعونة تقارب بشار الاسد مع حكام قطر خلال العقد الاول من القرن الواحد والعشرون ، ولم يلحظ ان امارة قطر تم تكليفها بالجزء الاعلامي من مشروع الشرق الاوسط الكبير .. مشروع تغيير الشرق الاوسط وتدمير فكرة الدولة فيه ، وتسليمها لمليشيات منفلتة بدون عقل او ضابط …

٥ – وفي الحياة السياسية الداخلية لم يتمكن بشار الاسد من تقديم مبادرات داخلية تجمع فرقاء الحياة السياسية السورية ، نازعا فتيل خطط خارجية لقوي دولية لا تخفي شراستها ..

كان بإمكانه فتح المجال العام في سوريا ، وتصعيد تيارات سياسية بعيدة عن خطط الغرب ومؤامراته الي جانبه في السلطة .. في الحكومة او مؤسسات الدولة المختلفة ..

لقد ظل جامدا في مكانه لا يستفيد من فرص كثبرة متاحة أمامه ، غير قادر علي ابتكار حلول او فتح طرق ومسالك جديدة له ولشعبه …

٦ – لم يكن لدي بشار الاسد تصور لطبيعة دوره في سوريا ، وما هو توصيف مكانه في مراحل تطور الدولة السورية ، وافتقاره الي هذا التصور المحدد جعله لا يعرف اين يقف بالضبط ، او بمعني ادق اين ينتهي دوره ويكون واجبا عليه ان يترك الفرصة لغيره …
وهو خطأ كلاسيكي كثيرا ما يقع فيه رؤساء دول كثيرة ..

لقد حكم بشار الاسد سوريا لربع قرن ، وليس متصورا في هذا الزمن ان يجلس رجل علي مقعد القيادة ٢٥ سنة متصلة ، خصوصا لو جاء تكملة لمسبرة سابقة لوالده استمرت بدورها عشرين عاما !!

وبرغم ذلك ..
فليس معني هذا مطلقا ان يكون البديل لبشار الأسد تنظيمات مسلحة تعمل تحت قيادة قوي خارجية لا تخفي ما تخطط له وما تريده من سوريا ..
هل يعقل ان يكون بديل طبيب العيون المثقف بشار الاسد رجل شبه أمي مثل أبو محمد الجولاني ، او ان يكون بديل حزب البعث العربي الاشتراكي – وهو حزب مدني اسسه كبار المثقفين العرب في الاربعينات من القرن الماضي – تنظيم جبهة النصرة ، وهو تنظيم ديني متطرف الفكر وضيق الافق وارهابي النزعة !!!
او ان يكون بديل بشار الاسد حكم المليشيات والعصابات المسلحة ..

لتكن اخطاء بشار الأسد ما تكون ، وليس هناك مشكلة أبدا ان يمشي وينتهي دوره ، فهذه سنة الحياة ، ولكن ليس لدرجة ان يكون بديله هم هؤلاء !!

ومع كل ذالك …
وبرغم اخطاء بشار تلك فأنا أراه – كما قلت – رجلا وطنيا ، اجتهد بقدر مواهبه واستعداده ، وجاء في عصور شديدة الاضطراب ، وفي ظل قوي دولية غالبة لم يكن له قبل بمواجهتها ..

فقد اعطي سوريا انفتاحا نسبيا عن سنوات والده الصارمة ، وفي سنة ٢٠١٠ وقبل انقلاب الامور في الشرق الاوسط كانت سوريا تحقق اكتفاء ذاتيا في اغلب المنتجات الزراعية ، وتمتلك قطاع صناعي واعد ، وتضم شعبا نشيطا محبا للحياة ، ومجتمعا متسامحا بين جميع مكوناته ، ونسبة تعليم من أكبر النسب في البلدان العربية ، وطبقة مثقفة ومنفتحة علي الثقافات الاجنبية ..

وقد تلاشي كل ذلك – للأسف – عندما قررت الولايات المتحدة ضم سوريا الي مشروعها المدمر لتفكيك دول الشرق الاوسط ..

وقد قادته اخطاءه وشراسة خصومه الي مصير لا يتمناه أي رئيس لنفسه ، ولا يتمناه له من أعجب يوما ببعض خصاله … مع معرفته بنواحي قصوره ..

وظني – وبعد ان تهدأ العواطف وينتهي ذلك السيرك المنصوب في سوريا والعالم العربي – وبعد ان يجئ اوان العقل والمنطق ، وعندما يأتي زمان يستطيع أن يقول التاريخ فيه كلمته بعد درس وفحص عميق – ان التاريخ سوف ينصف بشار الاسد .. كما أنصف غيره في بلاد كثيرة ، رمتهم شعوبهم في لحظات بأبشع التهم ثم بعد سنوات او حتي عقود ذكرتهم بعرفان او علي الاقل قدرت ظروفهم وفهمت منطلقاتهم ووضعتهم – في النهاية – في موضع التجربة التي تستفيد منها الشعوب وتضمها الي مخزونها التاريخي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى