“زق الطير ” عادة قديمة في الأغواط .. في رمضان
الأغواط ـ “زق الطير” عادة تتمسك بها بعض العائلات الأغواطية
تتمسك الكثير من عائلات الأغواط في شهر رمضان بـ عادة “زق الطير” التي تحتل مكانة خاصة لدى العائلات الأغواطية وبخاصة لدى سكان القرى والمداشر، إذ يعمدون كل سنة إلى إحيائها خلال أيام الشهر الفضيل، للحفاظ عليها من الاندثار والنسيان خصوصا وأنها ممارسة إيجابية تغرس في صغار المنطقة معاني التكافل والتعايش والتآخي، وتظهر حكمة الأجداد في كشف الستار عن العائلات المحتاجة لتقديم يد العون إليها.
مع قدوم الشهر الفضيل، يشرع سكان الحي الواحد في تنظيف الشوارع المحاذية لمنازلهم، تحضيرا لإقامة عادة ” زق الطير”، التي توارثوها عن أجدادهم وآبائهم وظلت راسخة في أذهانهم لما لها من أهمية كبيرة في تربية النشئ على الكرم والعطاء والأخوة.
أطفال الجيران ما إن قرب وقت المغرب بدقائق يأخذ كل وأحد منهم أو مجموعة قطعة من القماش ليفترشها، في انتظار رفع المسجد لآذان المغرب. ومع قول المؤذن « الله أكبر»، يسارع الصغار إلى حمل صوانيهم والخروج بها، ثم يجلس كل واحد منهم بجانب طعامه، ويبدأون في أكل ما جادت به أيادي أمهاتهم من مأكولات مختلفة، مع تبادل الأطباق والتذوق من فطور الآخرين، ولا يتوقف الأمر هنا، بل حتى الكبار من المصلين العائدين إلى منازلهم و المارة يتذوقون أيضا، من هذه المأكولات.
ولا تدعو هذه العادة القديمة إلى البذخ والتفاخر بين العائلات بقدر ما هي حكمة ووسيلة ابتدعها الناس للكشف عن المحتاجين الذين يخجلون من طلب المساعدة، وذلك من خلال ملاحظة ما يخرجه الأطفال من طعام إلى الشارع فيتعرف السكان على جارهم المحتاج ويتكفلون فيما بينهم بمساعدته، ناهيك عن كونها فرصة جيدة ليفطر الكبار في هدوء بعيدا عن الضوضاء.
وتعد هذه العادات من الموروث الاجتماعي الهام الذي يحافظ على ترابط مختلف الفئات في المجتمع ويسمح بتعزيز العلاقات ومساعدة المحتاج ومد جسور التراحم والتكافل والتضامن، دون إحراج المتعففين من الناس…غانم ص