عودوا إلى رشدكم أيها المهرولون المطبعون…..!
عودوا إلى رشدكم أيها المهرولون المطبعون…..!
كان الطريق إلى الحلم طويل جدا ،شائك ومحفوف بالمخاطر والأهوال،بل يبدوا للكثير بأنه بعيد المنال ..
و مجرد التفكير فيه جريمة لا تغتفر،وجناية يعاقب عليها القانون وتنتهي بصاحبه إلى السجن ليصبح رهن الإعتقال ، وعلى كل من أراد الخوض في غماره ،والسير في سبيله أن يعدنفسه منذ البداية للعذاب وتحمل القيود والأغلال ……..
قطعت الرؤوس وكبلت الأيادي وسجن الآلاف من الرجال…
كمت الأفواه وصودرت الممتلكات والأموال ، ولكن كل ذلك لم يثني من عزائم الأبطال …فصار الصمت والسكوت على كل هذا نوع من أنواع المحال….
أعلنت المقاومة ثورتها وواجه الشباب طلقات الرصاص وقذائف المدافع وقنابل الطائرات بصدور عارية وهمم وعزائم كالجبال ،حمى وطيس المعارك في الشوارع والساحات ،وفي المدن والقرى والأرياف والهضاب والسهول والتلال ، هبت رياح وأعاصير عواصف التغيير من كل مكان في مدن. فلسطيننا الحبيبة .. لتقتلع جذور الجور والطغيان ….وتنهي عقودا من الظلم والإستبداد والتسلط والحرمان…
سقط الألاف من الشهداء،وسالت الدماء في الوديان ….
لتجرف سيول هذا الطوفان… جثث عساكر الطغيان…….
فلا مناص لكم يا أحفاد القردة والخنازير من هذا البركان…..
بعد صبر دام سنيننا وأعوام طويلة من الخمود كان لابد له من الثوران….
دقت الثواني وتوقف الوقت وآن الأوان….
وولى عصر الصمت والسكون الرهيب وقيل بعدا لذاك الزمان…..
وآن لعصر الإحتلال والقهر والجبروت أن يصبح في خبر كان….
هي الثورة قد مدت لنا ذراعيها فإلتقيناها بالأحضان….
وماتخلف عنها إلا كل خائن وجبان…..
وما إن هببنا حتى فررتم إلى جحوركم كالجرذان….
أشرقت شمس ثورتنا ليقودنا نورها للحرية وبدا لنا الطريق واضح المعالم جليا للعيان…
فاللهم حقق الحلم وانصر الشجعان ….
هذه رياض ثورتنا قد أزهرت ،ورفلت بأزكى أنواع الرياحين وعبقت أنسامها لتنعش بعطرها أنوف الحيارى والمساكين في كل مكان ،وبدت تباشير الفرحة تغمر كل المدن والفيافي ،والصحاري والقفار ،وأضاء سناها كل البقاع والأصقاع ….
فماكان بوسع الطغيان أن يفعل وماذا عساه ….
لقد خسر كل شيئ وإستلقى على قفاه…
وندم ساعة لايجدي الندم ..أي عندما فارقه السلطان والجاه….
وتخلى عنه كل من ناصره ووالاه…وأصبحوا في صف عداه..
أصبح الكل شامتا فيه حتى أقرب المقربين إليه من خدمه وعبيده وحاشيته ومن والاه….
فإعتبروا ياكل من تسيرون على خطاه وتحنون له الجباه …وعودوا إلى رشدكم أيها المهرولون المطبعون وانظموا إلى صفوف الشعب الفلسطيني الحر تنالوا رضاه…..!
بقلم الطيب دخان/خنشلة /الجزائر