موازنة الثلاث سنوات بين الواقع والطموح

محمد جواد الميالي
الميزانية الحكومية هي خطة مالية تحدد الإيرادات والإنفاق المتوقع للحكومة لفترة محددة، إنها أداة حاسمة لإدارة
اقتصاد البلد وضمان تخصيص الموارد بكفاءة وفعالية، تختلف ميزانيات الدول العالمية إعتماداً على مجموعة من
العوامل، بما في ذلك الوضع الإقتصادي للبلد، والأولويات السياسية، والإحتياجات الإجتماعية وعلى ضوئها يتم
رسم إستراتيجية الميزانية للبلدان.
بعض أكبر الميزانيات في العالم هي ميزانيات الولايات المتحدة والصين واليابان، في عام 2021، قدرت ميزانية
الولايات المتحدة بحوالي 6.8 تريليون دولار، بينما كانت ميزانية الصين حوالي 3.3 تريليون دولار، وميزانية
اليابان حوالي 1.3 تريليون دولار، تخصص هذه الدول ميزانياتها لقطاعات مختلفة، بما في ذلك الدفاع والرعاية
الصحية والتعليم والبنية التحتية، وكل ذلك يصب في مصلحة الأمن القومي للحكومات.
تأثرت ميزانية العراق بعد عام 2003 بشدة بالوضع السياسي والإقتصادي للبلاد، في عام 2003 (غزا، حرر)
التحالف بقيادة الولايات المتحدة العراق، مما أدى إلى الإطاحة بالنظام الدكتاتوري لصدام حسين، منذ ذلك الحين،
يكافح العراق لإعادة بناء إقتصاده وبنيته التحتية، التي تضررت بشدة جراء سنوات من الحرب والعقوبات، رغم
أن الموازنات العامة لم تعمل على النهوض بأي قطاع بصورة صحيحه.
أعتمدت ميزانية العراق بشكل كبير على عائدات النفط، والتي تمثل حوالي 90 ٪ من إجمالي إيرادات البلاد، كما
واجهت البلاد تحديات كبيرة، بما في ذلك الفساد وعدم الإستقرار السياسي والتهديدات الأمنية من الجماعات
المتطرفة، فضلاً عن داعش و الفساد الذي نخر مفاصل المؤسسات الحكومية.
إن ميزانية الثلاث سنوات التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في نهاية عام 2021، حيث
وضع خطة موازنة مدتها ثلاث سنوات تهدف إلى معالجة بعض التحديات الرئيسية التي تواجه البلاد، تم تصميم
خطة الميزانية، التي تغطي الفترة من 2022 إلى 2024، لتعزيز النمو الإقتصادي وخلق فرص العمل وتحسين
الخدمات العامة.
أحد الأهداف الرئيسية لخطة الميزانية هو تقليل إعتماد العراق على عائدات النفط من خلال تنويع إقتصاد البلاد،
تتضمن الخطة أستثمارات في قطاعات مثل الزراعة والصناعة والسياحة، كما تتضمن الميزانية إجراءات لمكافحة
الفساد وتحسين كفاءة الإنفاق الحكومي.
الهدف الرئيسي الآخر لخطة الموازنة هو تحسين الخدمات العامة، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والبنية
التحتية، تتضمن الخطة أستثمارات في المستشفيات والمدارس والطرق ومشاريع البنية التحتية الأخرى التي تعتبر
بالغة الأهمية لتنمية البلاد، والتي من شأنها أن تمتص غضب الجماهير المتراكم تجاه الحكومة الحالية.
في الختام، تلعب الميزانيات دوراً حيوياً في إدارة اقتصاد البلد وضمان تخصيص الموارد بكفاءة وفعالية، تأثرت
ميزانية العراق بعد عام 2003 بشكل كبير بالوضع السياسي والإقتصادي للبلاد، وتهدف ميزانية الثلاث سنوات
التي أطلقها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى معالجة بعض التحديات الرئيسية في البلاد من خلال تنويع
الإقتصاد وتحسين الخدمات العامة، ومحاربة الفساد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى