السعودية تخفض انتاج نفطها رغم أنف أمريكا!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(خبر وتعليق)


(1) الخبر: كشفت منظمة (أوبك+) – وعلى رأسها السعودية وروسيا – اليومين الماضيين عن قرار يسمح للأعضاء بخفض (طوعي) للإنتاج النفطي كإجراء احترازي ضد تقلبات السوق، وبموجب هذا القرار المعلن، قررت كل من روسيا والسعودية خفض الإنتاج طوعيًا بنحو 500 ألف برميل يوميًا لكل منهما بدايةً من مايو وحتى نهاية 2023 وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع في أسعار النفط!، الأمر الذي أثار استياء أمريكا والغرب خصوصًا من الموقف السعودي!
(2) التعليق: كل هذه المواقف السعودية والخليجية المخالفة للرغبات والإرادة الغربية تؤكد ما قلناه مرارًا بأن تصوير هذه الدول وحكامها كبيادق تحركها أمريكا كما تشاء هو (وهم كبير وغرير) و(عجز كبير عن رؤية السياسة كما هي)!، والحقيقة المؤكدة أن ما كان قد جرى من قبل وما يجري الآن هو أمر خاضع لميزان ((التقاء أو عدم التقاء المصالح بين الدول)) من جهة ومن جهة خاضع لميزان ما هو (مدى مساحة المناورة السياسية) المتاح للدول الصغرى وسط تنافس وتناقض الدول الكبرى، وبالتالي هو ليس ((تبعية مطلقة وعمياء)) كما كان ولا يزال يدعي القوميون والاسلاميون العرب…. فالحقيقة أن السعودية في عهد الغول الشيوعي تحالفت مع أمريكا لأنها تنظر للشيوعية كخطر عقدي وسياسي عليها، وتحالفت مع صدام حسين ضد ايران لأنها كانت تنظر يومها للثورة الايرانية الشيعية كخطر سياسي وطائفي داهم عليها ، ثم تحالفت ضد (صدام) بعد غزوه الكويت لأنها باتت تنظر لصدام وشخصيته النرجسية كخطر على دول الخليج….إلخ إلخ… والشاهد هنا أن القول بأن الدول العربية وحكامها يدينون بتبعية (مطلقة) للغرب حتى ولو ضد مصالحها ومصالح أنظمتها السياسية الحاكمة وأنهم مجرد (بيادق) لا إرادة لهم ، هو قول شائع خاطئ ومتناقض تمامًا مع أبسط أبجديات التحليل السياسي الموضوعي للواقع والوقائع السياسية، هو إدعاء إيديولوجي لا غير أسير لعقيدة وعقدة نظرية المؤامرة(!!) ولكن ستظل الحقيقة تتمثل في (القاعدة الثابتة) والشهيرة في عالم السياسة، التي كانت – ولا زالت – هي هي سارية المفعول، والتي مفادها: (( لا يُوجد في السياسة أعداء دائمون أو أصدقاء دائمون بل توجد مصالح دائمة تدور حولها الانظمة السياسية حيث دارت!!)).. ورمضانكم كريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى