أهم ما جاء في حوار الرئيس عبد المجيد تبون مع قناة الجزيرة القطرية
أشاد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, اليوم الأربعاء, بمستوى العلاقات الثنائية التي تربط الجزائر بكل من دولة قطر والمملكة العربية السعودية.
وفي لقاء خاص مع قناة “الجزيرة”, أكد رئيس الجمهورية أن العلاقة مع قطر “أخوية وأكثر من طيبة ويعرفها الخاص والعام”, منوها بمستوى التقارب بين قيادتي البلدين.
وبخصوص العلاقة مع المملكة العربية السعودية, أشار رئيس الجمهورية إلى أنها تعود إلى فترة الثورة التحريرية, حيث ثمن الموقف السعودي الداعم للثورة الجزائرية ونوه بالمواقف المشرفة للملك فيصل الذي اعتبره واحدا من “أكبر زعماء الأمة”.
وفي سياق ذي صلة, شدد الرئيس تبون على أن جودة العلاقات الجزائرية-السعودية “مستمرة”, مؤكدا مساندة الجزائر للمملكة السعودية ورفضها لأي مساس بها أو بأمنها.
و اكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أن الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار بحتة و أن الجزائر تناضل من أجل حرية الشعوب وتساند حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
وشدد الرئيس تبون في لقاء مع قناة “الجزيرة”، بث اليوم الأربعاء، على أن الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار بحتة، وهي متواجدة على مستوى لجنة تصفية الاستعمار بالأمم المتحدة، مضيفا “أننا ناضلنا من أجلها، ولا زلنا نناضل من أجل حرية الشعوب، ونساند حق الشعب الصحراوي في الاستفتاء، ونحن ندعم خياره أيا كان”.
وتابع، بهذا الصدد، قائلا: “هناك فلكلور دبلوماسي” بخصوص فتح القنصليات في الأراضي الصحراوية المحتلة، مذكرا بالعدد الهائل من الدول حول العالم التي تعترف بالجمهورية الصحراوية، والتي هي عضو مؤسس في الاتحاد الافريقي”.
وفي سياق حديثه عن ما أثير من مزايدات ومغالطات حول موقف الجزائر ازاء القضية الصحراوية، كشف رئيس الجمهورية أن حكومة فرانكو الاسبانية اقترحت الصحراء الغربية على الجزائر سنة 1964، الا أن الرئيس الراحل أحمد بن بلة رفض ذلك.
وعن امكانية تغير موقف الجزائر من اسبانيا في حال تغير الحكومة الاسبانية، رد قائلا: “في حال تغيرت الحكومة الاسبانية سيتغير ما قاله رئيس الحكومة بيدرو سانشيز (حول الصحراء الغربية)، فما قام به اجحاف في حق الشعب الصحراوي، و خرق للأعراف الدولية والقانون الدولي”.
وطمأن رئيس الجمهورية، الشعب الاسباني بأن تزويده بالغاز الطبيعي سيتواصل، “فالغاز يستفيد منه الشعب وليس سانشيز، بل كانت هناك زيادة في التموين بهذه المادة، كوننا نفكر في مستقبل الشعوب”.
وذكر السيد تبون أن الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، حاول التوسط لإيجاد حل للأزمة بين الجزائر واسبانيا، “غير أنني شرحت له أنه من الصعب على سانشيز التراجع، سياسيا، عما صدر عنه”، مضيفا أنه كان ينتظر أن تتخذ اسبانيا “موقفا مشابها لموقف الاتحاد الاوروبي، وقد تفهم بوريل موقفنا”.
وأعرب الرئيس تبون عن اعتقاده بأن الحكومة الاسبانية “خرقت” معاهدة حسن الجوار والتعاون التي كانت تربطها بالجزائر، مشددا على أن اسبانيا تبقى دولة صديقة وتربط بينهما علاقة “طيبة جدا ولم تتغير مع الأجهزة الاسبانية والشعب والقصر الملكي”.
ولفت رئيس الجمهورية الى أن الحكومة الاسبانية تناست أنها القوة المديرة للصحراء الغربية، وهو الأمر الذي يؤكده القانون الدولي والاعراف الدولية، مشيرا إلى أنه كان من المفروض أن تبقى اسبانيا على الحياد “إلا أنها انحازت بتصرفات لا تعفيها من مسؤوليتها، وكانت تصرفات سرية”.
وذكر الرئيس تبون، بأن ملك اسبانيا ووزراء الحكومة وحتى البرلمان الاسباني لم يكونوا على علم بموقف سانشيز، مردفا “وقد اعتبرناه موقفا فرديا ويصعب التعامل معه”.
وأوضح بأن التبادلات التجارية مع اسبانيا لم تنقطع، وأن هناك بعض العقود التجارية التي لازالت سارية المفعول بين الخواص، إلا أنه أكد أن التبادلات التجارية “انخفضت كثيرا، لأن المتعاملين الجزائريين شعروا بما شعرت به الدولة الجزائرية، كون التصرف الاسباني لم يكن في مستوى الثقة والصداقة التي كانت بيننا”.
و أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الأربعاء، أن الزعم بوجود تضييق على الحريات وعلى وسائل الإعلام في الجزائر، “مرتبط ارتباطا عضويا بمحاولات زرع البلبلة وعدم الاستقرار” في البلاد.
وفي لقاء خاص مع قناة “الجزيرة” القطرية، قال الرئيس تبون أن إثارة مسألة التضييق على الحريات في كل مرة، “مرتبط ارتباطا عضويا مع محاولات زرع البلبلة وعدم الاستقرار في الجزائر”، مشيرا إلى تعرض الجزائر “كل أربع أو خمس سنوات لمحاولات استهداف من قبل ما يسمى بالقوى الناعمة، وذلك من خلال استغلال أشخاص معينين ومساندتهم من الخارج”.
وفي ذات السياق، أوضح رئيس الجمهورية أنه يوجد في الجزائر “8500 صحفي و180 جريدة يومية و20 قناة خاصة، بالإضافة إلى وسائل إعلامية أخرى”، مشددا على أن الدولة “لم تقم يوما بممارسة التضييق عليها”.
واستطرد قائلا أن وسائل الإعلام هذه “تقوم بانتقاد الدولة”، معربا عن ترحيبه بأي “انتقاد أو معارضة من خلال تقديم أفكار بديلة وخطط اقتصادية مغايرة للخطة الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة”.
وأكد أنه بالمقابل، فإن “الشتم والدفاع عن المصالح الخارجية وتقاضي الأموال من الخارج في سبيل ذلك، هو أمر غير مقبول”.
وفي ذات الإطار، انتقد الرئيس تبون التقارير المغلوطة التي تصدرها منظمة العفو الدولية ضد الجزائر، داعيا إياها إلى توجيه جهودها لكشف ما يحدث ضد الأطفال الفلسطينيين الذين يزج بهم الكيان الصهيوني في سجونه.