قضاء أميركي منزوع العدالة والنزاهة ينظر في قضية الصحفي جوليان أسانغ

سعيد مضيه

عدالة أميركية تجرم من أبلغ العالم باغتيال صحفيين بالعراق
ينقل الصحفي مارك ديفيز، في تقرير نشره يوم 6آذار الجاري، شهادة قدمها جون كيرياكاو في محكمة سيدني بأستراليا للنظر في قضية جوليان اٍسانغ يوم السبت (4آذار 2023). كيرياكاو عمل محلل الأخبار سابقا بالسي آي إيه، وصرح للصحافة الأميركية عن وسائل التعذيب التي تمارسها الوكالة الاستخبارية الأميركية لانتزاع ما تريده من اعترافات. عن مكابداته إثر ذلك قال ان الخطر المحدق بجوليان أسانغ خطر داهم لكل مراسل صحفي في العالم، “إذا ادين جوليان بالتجسس ، بغض النظر عن كونه غير أميركي، لكنه صحافي وناشر ، فإن كل صحافي وكل ناشر بالولايات المتحدة سيكون معرضا لهذا الصنف من الاضطهاد”.
يعلق مارك ديفيز على شهادة كيرياكاو “بحق يستحق جون كيرياكاو ان يحتل قاعة البانثيون لأعظم فاضح اسرار وكاشف متنبئ بالأخطار، محذرا [يطلقون بالانجليزية مفهوم “ويسل بلوور – نافخ بالصفارة” على من يفضح أسرار الحكومة ويفضح جرائمها] في هذا القرن. عمل جون في السابق محللا لد ى وكالة المخابرات المركزية الأميركية، كشف النقاب عن وقدم تأكيدات وافية على ما أشيع من برنامج التعذيب، بخاصة تقنية التغطيس بالماء، إغراق الأشخاص موضوع التحقيق. كان اول شاهد من داخل الجهازعلى هذا الصنف من التعذيب . هل بمقدوركم تصور تخطي تلك العتبة للكشف عن شيء ما من هذا القبيل ، وانتم تعرفون ما يترتب على الكشف في الطريق؟
لكن ذلك لم يكن قضية ؛ فالتعذيب بالذات صنف من الاختراع المجنون لدونالد رامسفيلد ، وحسب تصوري فانتازيا سوداء الحقت فسادا مباشرا بكل ما دافعت عنه اميركا، وأفسدت بأعمق قدر كل ما وقفت بجانبه أميركا ، ذلك الذي اضطر كيرياكاو للكشف عن البرنامج . وبالطبع ترتب عليه ان يدفع جهنم ثمنا لما أقدم عليه ، فأُرسِل الى السجن.
لكن علاوة على الحجز داخل السجن فقد صداقات ، وفقد الوظيفة . تعرض للسخرية وللبهدلة والتهديد؛ ومع ذلك رغم كل هذا ما زال واقفا ، وهو اليوم هنا في زاوية جوليان أسانغ . ذلك هو جون كيرياكاو:
أشكركم جزيل الشكر ، فأنا لا أستحق هذا . اولا اود ان ان اشكر الأمميين التقدميين وجميع المنظمين للفرصة التي اتيحت لي وان اكون معكم لمخاطبتكم، جد مبتهج، مبتهج لأننا جميعا هنا للدفاع عن جوليان أسانغ. وهنا تكمن الأهمية ، وهي هامة بالنظر لعدة أسباب.
اود أن أبدأ بالاعتذار منكم ، اعتذر ان كنتم قد سمعتم الكثير مما سأقوله ؛ لكنني أعتقد انه مهم، ويستحق الإعادة. في السي آي إيه علمونا بتدريب مختصر تقديم النقطة الرئيسة في البداية. لذلك فانا سأقوم بذلك: الحكومة الأميركية تكذب بصدد جوليان اسانغ . ذلك هو خط البداية.
انهم يكذبون وينوون مواصلة الكذب.
أين نشرع الحديث عن هذا؟ جوليان متهم بالتجسس المركب؛ التجسس أفحش جريمة، على الأقل إحدى أخطر الإساءات يمكن ان يتهم بها المرء داخل الولايات المتحدة. في حالات معينة تسوق معها عقوبة الإعدام. اعتقد ان وزارة العدل تريدنا ان نفرح لأنهم لم يلصقوا بجوليان أسانغ تهمة عقوبتها الإعدام بموجب قانون التجسس.
لكن لنتحدث قليلا عن قانون التجسس . وبمقدوركم ان تروا كم هو مثير للسخرية هذا القانون. كتب القانون عام 1917 للتصدي للمخربين الألمان أثناء الحرب العالمية الأولى؛ ولم تدخل عليه تطويرات بأي طريقة مفهومة. حتى ان المفهوم المصنف لا يتضمن معلومة لأن نظام التصنيف لم يكن قد اخترع إلا في الخمسينات.
يذكر القانون “معلومات الدفاع الوطني”، ولم يحد القانون ما ذا تعني عبارة “معلومات الدفاع الوطني”. عمليا تتسع لكل ما يدور بخلد المدعي العام ان تعنيه؛ والعديد في اوساطنا حاججوا عبر السنين ان قانون التجسس غامض وواسع بما يناقض الدستور ، لكننا لم نتعمق بما فيه الكفاية في نظام المحاكم كي نبلور قضية حوله امام المحكمة العليا.
حاول دان إلسبيرغ، احد الأبطال العظام في أميركا المعاصرة ، وما زال يواصل المحاولة؛ لكننا لم نتوصل الى اختراق في القضية. قانون التجسس، رغم ان الكونغرس لم يتناوله لتحديثه، فقد تم تحديثه قضائيا بالفعل في قضيتي. لم اتحقق حينئذ كم كان مهما ذلك التحديث؛ لكن لدى الاستماع الأولي في قضيتي عام 2012 جادل محامو الدفاع ان النية لم تتوفر لدي للقيام بعمل إجرامي حين أدليت بحديث الى صحيفة نيويورك تايمز وبي بي نيوز. كان في نيتي ان أبلغ الشعب الأميركي ان الحكومة تقترف جريمة.
من خلال القانون بالولايات المتحدة لا تستطيع تصنيف برنامج إن كان متعلقا بجريمة؛ لا تستطيع تصنيفه لغرض منع تسرب المعلومات الى الشعب الأميركي. قالت القاضية انها سوف لن ترفض الحجة ، لكنها سترفض احترام السابقة التي قدمت في قضية ثوماس دريك، الذي اشهر معلومات عن وكالة ناسا (إن . إس .إيه).
بعد ذلك نظرت الي وقالت: مستر كيرياكاو، إما ان تكون قد عملتها او لم تعملها، واعتقد أنك عملتها؛ وهكذا كان. لذا عرفت التجسس في سياق هاتين القضيتين ببساطة شديدة ، تقديم معلومات الدفاع الوطني لأي شخص غير مخول أن يتلقاها. المراسلون الصحفيون لكل من واشنطون بوست، نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال يقومون بنفس العمل يوما بيوم .
هذا احد الأسباب لماذ اكتسبت هذه القضية اهميتها ؛ ذلك انني لا أقصد المبالغة في الأمر ، التعديل الأول للدستور، حرية التعبير وحرية الصحافة تستندان الى التعديل. وإذا كان جوليان أسانغ قد اضطهد حقا، إذا ادين بالتجسس ، بغض النظر عن كونه غير أميركي، لكنه صحافي وناشر ، فإن كل صحافي وكل ناشر بالولايات المتحدة سيكون معرضا لهذا الصنف من الاضطهاد.
كل شخص قد يحكم بالسجن عقودا او ربما قرونا ؛ هنا تكمن الخطورة. لننظر بالضبط في ما فعله جوليان أسانغ ؛ نشر اخبارا عن جرائم الحرب، مثلما قلت قبل لحظات. من المحظور قانونيا تفسير الجريمة؛ ذلك هو كود القوانين الفعلي حسب المفهوم الفيدرالي. لم يسبق ان قدم للمحاكمة، صحيح؟ لماذا لم يقدم قادة السي آي إيه الى المحاكمة لأنهم احدثوا، بصورة خارجة عن المألوف، البرنامج المفسر غير القانوني، او عندما ادخلوا برنامج السجن السري؟ نظرا لكونهم اناسا جيدين ولا تقدمون للمحاكمة الناس الجيدين، حين يحاولون الحفاظ على سلامتنا بالليل. تتذكرون المثل القديم حول رجال يرغبون اقتراف الأعمال السوداء كي يبقوا على سلامتنا؟ هل فقدنا إنسانيتنا؟ يبدوذلك بشكل ما. ان الأمور كذلك. مشكلة اخرى انه ليس بالولايات المتحدة قانون رسمي للأسرار.

شكرا للرب . على الأقل ليس لدينا بعد قانون للأسرار؛ لكن أستطيع ان أقول لكم ان السي آي إيه معجبة جدا بما يرونه بالمملكة المتحدة وقانونهم الرسمي حول الأسرار. وبذا فهذه طريقة لإدخال قانون رسمي للأسرار من الأبواب الخلفية، ان استطاعوا تقديم جوليان أسانغ للمحاكمة، وهم يعلمون انهم بعد ذلك يمكنهم تقديم اي شخص للمحاكمة. نحن منذ الآن عازمون أخذ كلمتهم بأنهم لا يريدون أن يقدموا للمحاكمة اناسا يثقون بانهم صحفيون شرعيون.
هناك قضية اخرى ، وأقول هذا في كل وقت ، لكنني أقولها لأنها حقيقية. الشعب الأميركي لديه المعلومات بأن جوليان قد تم الإفراج عنه. ولنا الحق في أن نعرف ماذا تعمل حكومتنا ووطننا باسمنا. اود ان أعرف إن كانت حكومتي تغتال صحفيين بالعراق. ثم يعذبونهم حتى الموت في العديد من الحالات، حيث يحرقونهم ويذرون رمادهم . لكن لنا الحق ان نعرف هذه المعلومات؛ وليس غير جوليان أسانغ من قدمها لنا . ولهذا فنحن ممتنون ؛ اود أيضا ان اتحدث عن صنوف الأوضاع التي قد يواجهها جوليان، وسيواجهها ان تم ترحيله الى الولايات المتحدة كي تتم إدانته.
اود الرجوع الى ما قلته في البداية ان الحكومة تكذب. نعلم بالوعد الرسمي بعدم إرسال أسانغ الى وحدة (اس إيه أم)؛ هناك (بنظام السجون) وحدات تدعى وحدات الإدارة بالاتصالات(سي إم يو). ضهناك أيضا الحجز الانفرادي. ولم يعد للمحكمة في قضيتي ان تقرر من يرسَل الى أي سجن ومن يُحجز في اي وحدة سجون.
يفتقرون(القضاة)، بكل ما تعنيه الكلمة، الى اي قول في الموضوع. ليس للقاضي قول في المسألة. الوحيدون الذين لهم ان يقرروا ذلك هم البيروقراطيون عديمو الإحساس في المكتب الفيدرالي للسجون. وحتى لو قرروا ان لا يرسلوا جوليان الى وحدة القيود المشددة، فكل ما سيحدث له ان أرسل هناك ان يمضي أي سجين الى حارس السجن ويقول سمعت قبل قليل شخصين يتحدثان عن طعن جوليان أسانغ. ثم يتم إرسال جوليان الى الحجز الانفرادي ” لضمان سلامته”.
لدى وصولي السجن قررت تقديم طلب بصدد قانون حرية المعلومات فيما يتعلق بي . وسبب ذلك انني كنت قد شرعت كتابة رسالة مفتوحة من السجن سميتها رسائل من لوريتو. اغضب ذلك مدير القسم ، وبذلك اهرب الرسائل الى محاميتي ، وهي من ثم سترسلها الى الميديا.
وهم يتلقون ملايين وملايين الترهات . بذا وضعوني في ما يطلق عليه (وحدة الاتصالات المحسنة). تحجز الرسائل الصادرة والواردة لمدة خمسة أيام. لم تسجل مكالماتي الهاتفية ، يتسمع الحارس المداوم اليها ، ورسائلي الواردة والمرسلة تفتح وتقرأ . فجاة شعرت بالتضييق على اسلوبي؛ وجهت رسالة الى مكتب السجون وقلت حسب قانون حرية المعلومات اطلب جميع الوثائق التي لديكم حول جون كيرياكاو، ولمزيد الدهشة بعد أسابيع ستة تلقيت رزمة تحتوي على 220 صفحة منها مائتا صفحة بلا معنى.
سجلي المرضي، قائمة الزوار امور لا يعنى بها احد.

لكن ، وجدت عشرين صفحة عليها أختام في أسفلها وأعلاها : “معفاة من (أف او آي إيه) . لا ترسل الى السجين”ِ فإما ان يكون دماغ شخص ما في مكتب السجون قد مات ، او اشفقوا علي وقرروا أنني ربما أراها.
ما تحتويه الأوراق مسلسل رسائل بعث بها مسئول القسم الى الخارج ، الى حراس السجن، يهيئهم لوصولي. والرسالة المتضمنة للسخرية في نظري ورقة تحمل خاتما كبيرا جدا ، وتقول: “الحذر هذا السجين له منفذ الى الميديا “. تصوروا جوليان أسانغ ، لن يضعوه في القسم الذي وضعت به؛ سوف يوضع في القسم المشدد ( وحدة إدارة الاتصالات- سي إم يو). حاليا يوجد بالولايات المتحدة سجنان بهما وحدة (سي إم يو)، أحدهما في تيري هيوت، بولاية إنديانا ، والثاني في سجن ماريون بولاية إلينويس. السجنان جهنم فوق الأرض. وانا سأخبركم عنهما . عندما شيدا في عقد الثمانينات، وحدتا إدارة الاتصال، كان القصد أن تؤويا أخطر المجرمين بالسجون الأميركية.
اتحدث عن آخر الأحياء في منظمة أبو نضال الإرهابية ، الإرهابي الذي فجر الطائرة المصرية وقتل في الحادث 183 مسافرا، وكذلك المدعو الشيخ الضرير عمر عبد الرحمن ، نمط من عراب الهجوم الأول على مركز التجارة الدولي. إطلاقا، لم تكن هذه هي القضية ؛ والأن يحجز في وحدة إدارة الاتصالات أحد كاشفي الأسرار في مجال الطب اسمه مارتي غوتيسفيلد.
بالسجن دانييل هيل الذي كشف الطائرة المسيرة الشهيرة، الى جانب نشطاء البيئة . ليس لهذا شيد سجن وحدة ادارة الاتصالات(سي إم يو) ، لكن هذا ما ينتظر جوليان أسانغ. لماذا؟ لأنهم لا يريدونه ان يبلغ احدا بما يعرف، وهو يعرف الكثير؛ يعرف الكثير عن الحكومة الأميركية ، وعن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
لذا يقولون انه سوف يتلقى معاملة نزيهة ، وهذه اكذوبة؛ لن يعامل بنزاهة، وأنا اعتزم تكرار ما قلته مرارا حول المحكمة التي نظرت في قضيتي. انها محكمة المقاطعة الشرقية بولاية فرجينيا، وهي، المحكمة التي ادانتني، هي المحكمة التي نظرت في قضية جيفري ستيرلينغ الذي كشف جرائم السي آي إيه. انها المحكمة التي نظرت في قضية إد سنودون. هناك قاضية ، بل قاضيان: ليونيه برينكيما، التي نظرت في قضيتي وقضية ستيرلينغ وكل شخص آخر، اعتادت ان تحتفظ بجميع قضايا الأمن القومي كي تنظر فيها وحدها ؛ ولم ينتزع متهم بقضية امنية براءته من بين براثنها. حسنا ، ليست قاضي جوليان .
سيحاكم جوليان رئيس القضاة ؛ وماذا عمل قبل ان يترقى كبير القضاة؟ كان قاضيا بمحكمة (فيسا)، المحكمة التي تحافظ على سريتها لدرجة اننا لا ندري اين تعقد جلساتها . ذلك هو الذي سيحاكم جوليان. والأن في قضيتي، زوجة أفضل أصدقائي عمها كان المستشار المحلف في محاكمة أو جي سيمبسون . معظمكم يعرف ، كما أفترض، من هو سيمبسون. لاعب كرة قدم ، ممثل والأغلب انه قاتل مزدوج. كسبوا القضية . هكذا عرض عليّ هذا المستشار المحلف ان يساعدني لإطلاق سراحي؛ طار الى واشنطون، حصلنا له على براءة امنية، وطالع 15000 صفحة من الاكتشاف المصنف ، وفي النهاية أبلغني لو كنا في أي منطقة أخرى بأميركا، وكما يحب ان يقول، لعملنا كل ما يمكّننا من كسب القضية ؛ نحن عازمون على كسب هذه القضية.,

لكنه قال ، المقاطعة الشرقية من فرجينيا ، لجنة المحلفين في قضيتك ينوون تشكيلها من أناس من السي آي إيه، البنتاغون، مكتب التحقيقات الفيدرالي، وزارة الأمن الوطني وعشرات من مقاولي الأمن الوطني والمخابرات . وقال ، يا صديقي حظك تعيس، ولهذا انهيت استئناف القضية.
الآن أدنت بالتجسس، ثلاث تهم، لكنني لم امارس التجسس؛ وبذا اسقطوا تلك التهم . هم لايقدمون لجوليان صفقة قلب حنون ؛ عملوا ما بوسعهم من بداية القضية على تعقيد قضيته بأكثر ما استطاعوا. حقا ما من سبب يدعونا للتفكير بحسن نية ، وتعلمون صمموا وجوليان صحفي.
حتى لو اضطروا للموافقة على ذلك ؛ لن تكون النتيجة بمثل هذا السوء@ لا ، لا،لا.انها من السوء بقدر ما نعتقد . فعندما تطلع علينا السي آي إيه بمؤامرة لاغتيال جوليان في شوارع لندن في وضح النهار ، لانهم لا يحبون الصحافة التي يؤديها ، فتلك مشكلة . لذا اردت أن اكرر ان قضية جوليان أكبرمن جوليان أسانغ.
هذه قضية حكم القانون. انها قضية حول الدستور ، انها تدور حول الطريقة التي بها تقدم اميركا نفسها لبقية العالم . الولايات المتحدة تقر بانها ضوء يشع بالأمل من أجل حقوق الإنسان والحقوق المدنية والحريات المدنية وحكم القانون. وذلك ببساطة غير صحيح. غير صحيح. ولذا فعلينا ان نقف معا بجانب جوليان. فالقضية ليست مقتصرة على جوليان ، إنها تتعلق بنا جميعا. أشكركم ، أشكركم

This is a case about the rule of law. It’s a case about the Constitution. It’s about the way the United States presents itself to the rest of the world. The United States professes to be a shining beacon of hope for human rights and civil rights and civil liberties and the rule of law. And that’s just simply not true.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى