السيد دريانكور..مع دبلوماسيين أمثالكم، فرنسا ليست بحاجة إلى الجزائر حتى تنهار!
مقال: د. أحمد بن سعادة
ترجمة: زكرياء حبيبي
لا، سيد دريانكور. إن فرنسا ليست بحاجة إلى الجزائر حتى تنهار، كما قلت في مقالتك الأخيرة. فمع دبلوماسيين أمثالك، تغرق وحدها ودون أية مساعدة.
عليك فقط الإعجاب بـ “النجاحات” الدبلوماسية لفرنسا لإدراك ذلك: كارثة في أوكرانيا، اندحار في منطقة الساحل، نكسة في أستراليا، وما إلى ذلك.
لكن أخبرني: هل في المدارس المرموقة التي التحقت بها، غُرست فيك هذا الأسلوب بشكل بارز، أسلوب معادٍ للدبلوماسية؟ هل تعلمت في معابد الدبلوماسية هذه، الاستفزازات والحدة والعداوة؟ هل تعلمت في هذه الأماكن أن تتفوق في الرياء؟
سيد دريانكور، اعلم أنك بالضبط، صورة مطابقة لما سمي “انحرافات الكيدورسي”.
ألم تكن أنت من قال إن “دور السفير الفرنسي في الجزائر ليس صب الزيت على النار ، وإن كان زيت الزيتون!”، إنه عكس، التقارب، والإصلاح، عندما يجب ذلك، لصنع المُخَرَّمة. وعندما نصنع المُخَرَّمة أحيانًا، نقوم بوخز أيدينا بدبوس. […] يجب أن نتجنب وخز الدبوس “؟
وبمجرد التقاعد، قمت وبنفاق، باستبدال قبعة المُخَرَّمة الخاصة بك، بخوذة عسكرية مبتذلة. ولم يعد الأمر يتعلق بوخزات الدبابيس، بل هجومًا بصواريخ ذات رؤوس نووية! علاوة على ذلك، ألم تكن رئيس قسم مبيعات المعدات العسكرية في وزارة الخارجية؟
في خزعبلاتك العنيفة ضد الجزائر، تحدثت عن “الفساد” و”التجارة”. ولكن من خلال استشارة خلفيتك المهنية، ندرك بسرعة أنك بالتأكيد خبير في هذا المجال.
وبالمناسبة، هل تعرف شخص اسمه رضا كونيناف؟ نعم، نعم، الأوليغارشي الجزائري، عضو الدائرة المقربة من المافيا البوتفليقية، المسجونين حاليًا، الذين جرفهم الحراك.
هل يمكن أن تشرح لنا كيف تمكنت من بيعه الفيلا الرائعة “الزبوج”، ملك فرنسا منذ عام 1936، بأقل من نصف المبلغ الذي عرضته الدولة الفرنسية؟ فيلا تقع في الأبيار بمساحة 250 متر مربع، مبنية على قطعة ارض تزيد مساحتها عن هكتار!
وبالفعل، في موقع مجلس الشيوخ الفرنسي، يمكننا أن نرى أن السعر المعروض هو 10 ملايين يورو، بينما تم البيع ب 4.87 مليون يورو.
كما تنص الوثيقة على أن هذا التنازل تمت الموافقة عليه في 22 مارس 2011 ، وهو التاريخ الذي كنتم فيه في منصبكم في الجزائر العاصمة.
كما يعتقد بعض المراقبين أن هذا الأوليغارشي هو صديق لك. حسنا، هل هذا صحيح؟ إذا كان الأمر كذلك، فهذا من شأنه أن يفسر ذلك.
أسئلة أخرى: لماذا احتاج النائب فرانسوا كورنوت جنتي، إلى خمس رسائل تذكير للحصول على إجابة (بعد انتظار قرابة 18 شهرًا)؟ ولماذا لم يرد اسم المشتري في هذه الحالة رضا كونيناف في الرد الرسمي؟ هل هذا محرج ومزعج؟
إذن ، هل ما زلنا نتحدث عن “الفساد” و”الأعمال المربحة”؟
دعونا نستمر على نفس المنوال.
يجب أن تعرف أيضًا برونو ديلاي، السفير الفرنسي السابق في إسبانيا (2007-2012)؟ لكن نعم، مدهش الدبلوماسية الفرنسية، الذي تم تقديمه على أنه “مغرور، وقح، وساحر” ، و”لامع، ومتمتع بالحيوية”، و”محبوب الكيدورسي”، و”يحب النبيذ، والنساء ومصارعة الثيران” والذي يخاطب بالمفرد، فرانسوا هولاند وكارلا بروني ”.
هذا الدبلوماسي “الوسيم” خلط بين أموال الكيدورسي مع محفظته الخاصة! صحيح أنه بأسلوب حياته احتاج إلى الكثير من المال.
لذلك ساعد نفسه من خلال سرقة ما يقرب من مائة ألف يورو لتتبيل “حياته”. إلا أنه تم إلقاء القبض عليه ويداه في الحقيبة وكانت الحقيبة ممتلئة.
تم إرسال الملف إلى المفتشية العامة للكيدورسي، الملقب بـ “الأبقار- الجزر” للدبلوماسيين. ومن المسؤول عن هذا التفتيش؟ أعطيها لك في الصميم: Xavier Driencourt.
هذا الأخير، الذي كان قد غادر لتوه الجزائر العاصمة في عام 2012، تم تعيينه رئيسًا لهذه المفتشية.
لكن بدلاً من التصرف كما ينبغي في هذا النوع من القضايا، قرر “الانتظار” عدة أشهر قبل بدء التحقيق. ولماذا الانتظار طويلاً عندما “تلزم المادة 40 من قانون الإجراءات الجنائية أي مسؤول علم بجريمة محتملة بإبلاغ النائب العام دون تأخير”؟
وردا على سؤال للصحافي فنسنت جوفير، مؤلف كتاب “الوجه الخفي للكيدورسي”، رفض دريانكور الحديث بالتفصيل عن هذه القضية. وطبقاً لدبلوماسي مهم قابله الكاتب، “فقد تم شطب عدد من أعوان السفارات لاختلاسهم بضعة آلاف من اليوروهات”.
لكن ما هي عقوبة برونو ديلاي؟ لا يوجد شيء للحديث عنه. بالنسبة إلى فينسينت جوفير، “تم التعامل مع قضية Delaye بتساهل كبير”. بالطبع مع “التساهل النشط” للشيف”الأبقار- الجزر” السيد كزافييه دريانكور.
إذا أهكذا نحمي الرفاق المنتمين لمعبد الدبلوماسيين المختلسين للأموال؟ وأنتم من أتيتم لتحدثونا عن “الفساد” و”الأعمال” و”انهيار فرنسا؟
ألا تدرك أن أفعالك تسبح في الفساد والأعمال وتسبب الانهيار؟
هذا ليس كل شئ. ماذا لديك لتقوله عن قضية التجسس الخطيرة، عندما كنت مقيماً في الجزائر العاصمة؟ ألم يكن لموظفي سفارتك علاقات وثيقة مع “بارون مخدرات” تحول مرة أخرى إلى تجارة المافيا بجميع أنواعها بفضل تعاون المسؤولين غير النزيهين، الذين وعدوا بـ “تسريع إجراءات التأشيرة”؟
ومثل مؤلف الكتاب، أجبت الصحافي الذي اتصل بك، بأن هذه القضية “لا تعني أي شيء، ولا شيء على الإطلاق”. نعم؟ قضية تجسس فبركتها مصالحك ونفذها موظفوك لصالح سفارتك وأنت لا تعرف شيئًا عنها؟ كيف ذلك، السيد السفير السابق، دبلوماسيتك لم تعد لها علاقة ب”الدانتيل” أي المُخَرَّمة، بل بالأحرى بسباكة الصرف الصحي!
وبهذا تجرؤ على أن تكتب أن لديك “صداقة مع الجزائر” و”احتراماً للشعب الجزائري”! بالتجسس عليه؟
لأن في الجزائر، ليس لدينا نفس مفهوم الصداقة والاحترام، وهذا أقل ما يمكننا قوله.
لكن لماذا اخترت هذا التوقيت بالذات، لإثارة كل هذه الضجة العدوانية ضد الجزائر ومؤسساتها؟ بالتأكيد لدعم راديو M، لأنه وكما كتبت مؤخرًا، كل المناسبات جيدة لتشويه صورة بلدنا.
لكن ما يفاجئني في منطقك هو أنك تلمح إلى أن هذه الوسيلة الإعلامية لم تتلق تمويلًا أجنبيً،ا بينما كان الكيدورسي، حيث كنت تعمل في عام 2014 هو الذي قدم الدعم له من خلال CFI (قناة فرنسا الدولية).
وللتأكد من ذلك، يمكنك الرجوع إلى حسابات هذا الجهاز، وسؤال السيد برنارد إيمي (سفير فرنسا في الجزائر 2014-2017) حاليًا مدير DGSE (المديرية العامة للأمن الخارجي) عن كيفية استثمار راديو آم هذه الأموال من جانبنا، فنحن نعرف شيئًا عنها، ولكن توضيح هذا الأمر سيكون موضع ترحيب.
في النهاية، سيدي الدبلوماسي، إن مآثرك في الدبلوماسية تتناغم فقط مع التسوية أو التربح أو الارتباط مع الأوليغارشية المنحرفة أو التجسس أو المحسوبية مع زملاء نصابون ومحتالين.
من أجل كل هذه الأسباب، فإن إسهابكم اللفظي الذي لا يحتوي على أي شيء، ولا على أية حجة ملموسة، يُظهر إلى أي مدى أصبحت الدبلوماسية الفرنسية في أزمة.
لا، سيد دريانكور. إن فرنسا ليست بحاجة إلى الجزائر حتى تنهار. فبسببك وبسبب المسؤولين من أمثالك، سوف تنهار من تلقاء نفسها.
وما لا تفهمه على الرغم من دراستك في هذه المدارس المرموقة هو أن الغرب بأسره، المهووس مثلك بعقدة التفوق، ينهار. وتسونامي قادم وأنت ترتدي ثوب السباحة الخاص بك. فكن حذرا، قد لا تقاوم ملابسك الداخلية الموجة!