أسطورة الصبر والصمود الأسير المناضل/ كريم يونس حُراً بعد اعتقال أربعون عاماً

سامي ابراهيم فودة
في حضرة القامات الشامخة جنرالات الصبر والصمود القابضين على الجمر والمتخندقه في قلاعها كالطود الشامخ, إنهم أسرانا البواسل الأبطال وأسيراتنا الماجدات القابعين في غياهب السجون وخلف زنازين الاحتلال الغاشم تنحني الهامات والرؤوس إجلالاً وإكباراً أمام عظمة صمودهم وتحمر الورود خجلاً من عظمة تضحياتهم, إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات رفاق دربي الصامدين الصابرين الثابتين المتمرسين في قلاع الأسر,
أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على رجال أشداء صابرين على الشدائد والبلاء, رسموا بأوجاعهم ومعاناتهم وآلامهم طريق المجد والحرية واقفين وقوف أشجار الزيتون, شامخين شموخ جبال فلسطين, صابرين صبر سيدنا أيوب في سجنهم, فمهما غيبتهم غياهب سجون الاحتلال الصهيوني وظلمة الزنازين عن عيوننا, فلن تغيب أرواحهم الطاهرة التي تسكن أرواحنا فهم حاضرون بأفئدتنا وأبصارنا وعقولنا وفي مجري الدم في عروقنا مهما طال الزمن أم قصر,
عندما نستحضر صور هؤلاء الأبطال البواسل جنرالات الصبر والصمود ونستذكر أسمائهم المنقوشة في قلوبنا والراسخة في عقولنا ووجداننا لا نستطيع إلا أن نقف إجلالاً وإكباراً لهؤلاء الابطال الذين ضحوا بأجمل سنين عمرهم ليعيش أفراد شعبهم كباقي شعوب الأرض في عزة وحرية وكرامة, فأسرانا تاج الفَخَار وفخَر الأمة هم من قهروا الاحتلال الصهيوني بصمودهم وثباتهم,
وأمام عظمة تضحياتهم لا يمكن لأي كلام مهما عظم شأنه أن يوافيهم ولو جزء بسيط مما عانوه, فمن حقهم علينا أن نستذكرهم ونذكر تضحياتهم وأسيرنا القائد الوطني الفلسطيني الكبير عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عميد الأسرى المناضل كريم يونس ابن السادسة والستون ربيعاً, وهو الرقم الأعلى من بين أرقام كثيرة مما سبقته في الأسر. والذي يعد أبرز رموز الحركة الأسيرة، التي تكونت في داخل الخط الأخضر عقب عام 1967، وكان لها دور كبير في مشروع النضال والحركة الوطنية..
بحمد لله تم الإفراج فجر اليوم الخميس وتحديداً الساعة 5:40 د الموافق 5/1/2023م عن عميد الأسرى الأسير المحرر/ كريم يونس من سجن “هداريم” بعد أن أمضى محكوميته البالغة أربعة عقود من الزمن داخل زنازين وسجون الاحتلال وقد تعمد الاحتلال الصهيوني من عملية الافراج المفاجئة عنه هو حرمان عائلته وشعبه من الفرحة باستقباله بما يليق بهذا البطل الفلسطيني حيث تركة في أحد الشوارع بمدينة “رعنانا” بالقرب من “تل أبيب” وتمكن من الاتصال في عائلته وحضر أشقاء الأسير كريم لطرفة ونقل علي الفور إلي منزل العائلة في عارة بالداخل المحتل, وبدأت جماهير شعبنا الفلسطيني بالتوافد إلى مكان الاستقبال أمام منزل عائلته علي رغم من محاولات الاحتلال الصهيوني من السماح لأصحاب الصالات من القيام بأي فعاليات لاستقباله ،
وبهذا العرس الوطني لا يسعني في هذا المقام إلا أن نسلط الضوء على سيرة عطرة للأسير البطل المحررمن سجون الاحتلال الإسرائيلي,
ولد القائد المناضل الفلسطيني الكبير عميد الأسرى جنرال الصبر والصمود الأسير كريم يونس في 24 ديسمبر/كانون الأول 1956 ، في بلدة عارة في الأراضي المحتلة عام 1948م، وهو الابن الأكبر لعائلته، وجرى اعتقاله في 6 يناير/كانون الثاني 1983م وكان عمرة في ذاك الوقت في الـ23 من العمر وبينما كان يحضر إحدى المحاضرات التعليمية في الجامعة بتهمة قتل جندي إسرائيلي والانتماء لحركة فتح والانخراط بالمقاومة المسلحة وحكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد ،وجرى تحديد المؤبد له لاحقًا لمدة أربعون عامًا، وفي عام 2013م وفي ذكرى اعتقاله الـ30 توفي والده، واستمرت والدته في زيارته رغم مرضها وكبر سنها، إلى أن توفيت في شهر أيار الماضي قبل ثمانية أشهر من الإفراج عنه
كان من المفترض أن يفرج عنه خلال الدفعة الرابعة وفق التفاهمات التي أبرمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع حكومة اسرائيل عام 2013 والتي تقضي بالإفراج عن كافة الأسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاقيات أوسلو، ولكن حكومة الاحتلال تنصلت من الافراج عن الدفعة الرابعة والتي كانت تتضمن 30 أسيرا منهم 14 أسيرا من الداخل الفلسطيني وهم الأقدم في السجون.
تلقي تعليمة الدراسي بالمرحلة الابتدائية في قريته عارة، ثم الثانوية بمدرسة الساليزيان في الناصرة، وواصل دراسته في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة بن غوريون في النقب ورغم طروف الاعتقال والبعد والحرمان عن الاهل لم ينقطع الاسير المناضل كريم يونس عن الدراسة، فواصل رحلته التعليمية داخل السجون الإسرائيلية فالتحق بالجامعة المفتوحة أبو ديس، وأنهى دراسة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وأشرف على عملية التعليم الجامعي للأسرى، وحاصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الجامعة خلال الأسر.
وأصدر كريم يونس من داخل السجن كتابين، أحدهما بعنوان “الواقع السياسي في إسرائيل” عام 1990، تحدث خلاله عن جميع الأحزاب السياسية الإسرائيلية، والثاني بعنوان “الصراع الأيدولوجي والتسوية” عام 1993.
الف مبروك الحرية من سجون الاحتلال للأخ القائد المناضل الأسير المحرر/ كريم يونس
الحرية كل الحرية لأسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات- والشفاء العاجل للمرضى المصابين بأمراض مختلفة – الحرية كل الحرية لأسرانا وأسيراتنا الماجدات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى