قصة فشل رافئيل بينيتيز في ريال مدريد
المتابع لمباريات ليفربول في “أنفيلد” سيلاحظ مجموعة من الأعلام ترفرف في المدرجات “الكوب” لأساطير النادي الذين كتبوا الصفحات الألمع في تاريخه على مدار السنوات.
أحد تلك الأعلام يحمل صورة رافا بينيتيز مع الكلمات “دائماً الأمر ممكن” في عرفان لفترته الذهبية مع الريدز من 2004 وحتى 2010، والتي حفلت بعديد التتويجات واللحظات السعيدة.
الآن اختفى بينيتيز عن الساحة، آخر تجاربه كانت في الصين ورحل قبل شهور بسبب الوباء، وقبلها كانت محطة نيوكاسل، ولكن قبل نيوكاسل وداليان الصيني كانت تجربة ريال مدريد التي كتبت بداية النهاية.
في الثالث من يونيو 2015 تعاقد النادي الملكي مع بينيتيز لمدة ثلاث سنوات، صفقة أتت متأخرة عدة سنين بعد أن كان الفريق مهتماً به وقت عمله في فالنسيا، ولكن العقد الذي كان يفترض أن يمتد لثلاثة مواسم لم يصل لنصف الأول حتى.
رحل بينيتيز منتصف الموسم الأول، تحديداً في يناير 2016، وهو عدو الشعب، سواء الجمهور أو اللاعبين أو الإدارة، المدير الفني فشل في إدارة جالاكتيكوس مدريد في تلك الشهور، ولم يقدم الكرة الممتعة التي أرادها أنصاره، ولا النتائج التي يبحث عنها رئيسه.
رغم البداية القوية، ولكن الأيام الأخيرة له في مدريد كانت كارثية، البداية كانت بتوقف سلسلة اللاهزيمة أمام إشبيلية، ثم السقوط برباعية نظيفة في الكلاسيكو، وأخيراً الفضيحة الإدارية بإشراك دينيس شيريشيف في كأس الملك وهو غير مقيد، ليتم إقصاء الفريق كعقوبة.
شهور بينيتيز في مدريد تشبه تلك التي عاشها في إيطاليا مع إنتر، تولى فريق فائز بالثلاثية وحوله في غضون فترة قصيرة لأضحوكة، لتتم إقالته أيضاً منتصف الموسم رغم التتويج بكأس العالم للأندية والسوبر المحلي، مما يفتح باب النقاش حوله.
تنقسم الآراء حول المدير الفني بين من يراه معجزة ومن الأفضل في أوروبا بسبب فترته مع ليفربول حيث كاد يكسر صيام الفريق مع لقب البريميرليج وقدم كرة قدم ممتعة، والأهم فاز بدوري الأبطال وعدة بطولات أخرى، مع عدم نسيان فترته مع فالنسيا حيث قاده للقبي ليجا وكأس الاتحاد الأوروبي كذلك.
على الجانب الآخر هناك من يقول إنه مدرب لا يعرف كيف يتعامل مع النجوم، ولذا فشل في مدريد ومع نجوم ثلاثية إنتر وجعل تشيلسي لا يثق به لأكثر من ستة أشهر رغم قيادتهم للدوري الأوروبي، وأن شخصيته العنادية والتصادمية تجعله أنسب لقيادة فرق ليست تحت الضغط مثلما كان الحال في نابولي، نيوكاسل، وحتى فالنسيا.
شئنا أم أبينا، يبقى بينيتيز واحداً من أنجح المدربين في القارة الأوروبية بالسنوات الأخيرة، والبطولات التي حققها هي الفيصل، فمن فاز بدوري الأبطال والدوري الأوروبي وعديد الألقاب المحلية في إسبانيا، إيطاليا، وإنجلترا لا يمكن نعته بالفاشل.