ارهاب طبي

رافد علاء الخزاعي

ارهاب طبي
فيب بعض الاحيان يسبب لنا الاعلام الخاطى او طرح التشخيص الطبي الصادم للمرض دون مقدمات او بوصلة امل حالة خوف وقلق تؤدي بنتائج كارثية اكثر من طبيعة المرض نفسه وهكذا يجب دائما توخي الحذر في مايسمى التشخيص الصادم للمريض ولنا في هذه الواقعة عبر ودروس…..
دخلت خجلة تجر الخطى نظراتها متطايرة من الخوف والقلق الداخلي معها ابيها الذي في عينيه دمعات متسربة بصورة سرية بين الجفون يحمل بين يديه رزمة من اوراق نتائج التحاليل المطوية……..
دخل وهو يقول دكتور…….
دكتور حيرني الوكت واهل الطب
كلما فحصنا وطلعنا قالوا تعال طب
جا شني يا دكتور علتي مالها طب
شوفنا جارة يابن الاجاويد ترى اروحنا راحت تفر……..
قلت له من نظرتي الاولى للمريضة وهي حولاء العينين ……..
ياسيدتي الجميلة ذو الوجه المتنور لماذا لاتلبسين النظارة الطبية وتصبحين جميلة مثل عزيزة جلال وانا ارى في اصبعك خاتم الزواج………
ضحكت وابتسمت وانقشع منها غمائم الخوف وسحب القلق المتصاعد وهي تحكي قصتها……
دكتور انا كان عندي كيس دهني واردت اجري عملية قبل ثمانية لرفعه واستئصاله و كان من دواعي العملية اجراء الفحوصات ماقبل العملية وكانت النتائج صادمة لي لاني اكتشفت اني مصابة بفايروس الكبد الوبائي نوع ج(c) ومنها عشت الرعب والارهاب والدمار النفسي……..
وقد تنقلت بين الاطباء يربوا عددهم على العشرة وكلهم لم يعطوني دواء ولم يرشدوني لحل وقد دلنا عليك بعض الاخيار عسى ان نجد حلا لمشكلتنا……
قلت لها ولم يشرحوا لك ماهو الفايروس وتاثيره على الجسد والكبد……
قالت لا بعضهم وضع اليأس وقال انه يسبب تشمع الكبد وسرطان الكبد..
واحدهم قال لي هذا العلاج وليس له شفاء وهكذا عشت في قلق…..
اردت اخفف من صدمة المريضة وسالتها هل لديك اطفال……
قالت لي نعم لي ولدان …..
هل ولادتك طبيعية ام عملية قيصرية وهل اجري لك دم…
اجابتني ان ولادتها طبيعية في المنزل ولم تاخذ دم في حياتها….
هل راجعتي طبيب اسنان في وقت قريب …
قالت لي نعم لقد اجريت عملية حشوات دائمية لاثنين من اسناني ….
هل اجرى زوجك فحص حول خلوه من التهاب الكبد الفايروسي ….قالت لا
هل اجريتم فحوصات ما قبل الزواج ……
قالت لي لا لاننا دفعنا رشوة لمضمد في المستشفى وختم لنا فحص ماقبل الزواج دون حضورنا الى المستشفى ….
وقلت لها لماذا لاتلبسين النظارة الطبية وانت تعانين من قصر النظر الواضح….
قالت اني اخجل من لبسها……
قلت لها ان مصيبتنا الدائمة هو الخجل من اشياء طبيعية وستزيد من قلقنا وخوفنا وهكذا نحتفظ بامراضنا مثل السر خوفا من الوصمة الاجتماعية الجاهلة او خوفا من الشماته من قبل الاخرين ….
بعد نظرة مستفحصة في الفحوصات المجراة لها من وظائف كبد والعدد الكمي الكثافي للفايروسات قلت لها انك حاملة للفايروس الكبدي نوع ج (C) وهذا الفايروس في وضع الخمول الان لقوة نظامك المناعي وانه يتحين فرصة ضعفه ليستشري في كبدك وعلينا الان ان نزيد من قوة نظامك المناعي لابقاء الفايروس خاملا لاكثر وقت ونستطيع ان نبقيه خاملا لثلاثين او اربعين سنة بقوة نظامك الدفاعي وحده…
هنا غيرت طريقة جلوسها نحوي وهي منتبه صاغرة لتسمع نصائحي حول تقوية جهاز المناعة والحفاظ على كبدها سالما من الفايروس ….
قالت لي دكتور كلي اذننا سامعة صاغرة لما تقول….
قلت لها اولا النظام الغذائي المتوازن واهمها تضمين النظام الغذائي التمر والحليب والتفاح والخضروات الطازجة وتقليل القلي والاكتفاء بالشوي والسلق……
ممارسة الرياضة وخصوصا رياضة المشي….
طرد القلق والخوف والبسي نظارة واصبحي مثل عزيزة جلال واضحكي دوما..
الابتعاد عن الادوية والسموم والعادات الضارة التي تتعب الكبد وتسارع في تلفه واعتقد انك لاتدخنين ولاتشربين الكحول……
قالت الله يبعدنا عنها انها شر مستطير…..
واجراء الفحوصات بصورة دورية كل ستة اشهر واذا هنالك حاجة الى اعطائك ادوية مثبطة للفايروس ولكنك الان لاتحتاجيها في الوقت الحاضر….
ولكن عليك اتخاذ اساليب الوقاية لعائلتك واولا اجراء فحص للاولاد والزوج للتاكد من خلؤهم من الفايروس وعليك منع استخدام ادواتك الشخصية من فرشاة اسنان والالات الحادة من استخدام عائلتك وعند خلو الزوج عليكم بالجنس المحمي باستعمال الواقي الذكري او الانثوي ولو ان نسبة انتقاله في الجنس القويم قليلا ولكن الاحتياط واجب وعليك التخطيط في حالة احتياجك للحمل في اجراء فحص الكمي للكثافة الفابروسية قبل الحمل لتجنب انتقال الفايروس للجنين عبر المشيمة وعليك اخبار طبيب الاسنان او في حلاة احتياجك لجراحة للجراح قبل العملية لاتخاذ الاحتياطات اللازمة من خلال استعمال الالات نبيذة ذات استخدام لمرة واحدة…..
قالت لي شاكرة نعم يادكتور ساعمل على المحافظة على جهازي المناعي وتقويته حتى يبقى الفايروس خاملا ولايصبح معشعشا في جسدي ويتحول الى داعش يهدد كبدي بالفناء وسالبس النظارة وكتبت لها بعض الادوية المقوية المانعة للتاكسد للمساعدة في تقوية جهازها المناعي….
قال لي ابيها اراح الله قلبك انها كلمات قلتها وطردت خوف ابنتي من الارهاب الطبي ……
قلت له نعم ياعم ان في تغير الوصف للحالة يجعل الاطئمنان حتى لو عرف المريض ان مأله او المصير النهائي هو نفسه انه الاطئمنان طريقنا للشفاء والقبول بابتلائتنا …….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى