72 عاما بعد ثورة يوليو

اثنين وسبعون عاما من الجدل بين من يقيم ثورة يوليو ١٩٥٢ على أنها مجموعة من المساوئ وألاخطاء القاتلة فقط ادت فى النهايه إلى نكسة يونيو؛ وبين من ينظر إليها نظرة دوجماتية خالية من العيوب والأخطاء أو يعتبر أخطاءها أشياء طبيعية لا يمكن تجنبها فى ذلك الوقت فمن وجهة نظرهم ان قوى الشر كانت متربصة متحفزة تحاول القضاء على الثورة منذ قيامها بكل وسيلة ممكنة. عند تقييم أى حدث تاريخى قديم أو حديث لا يجب ان ننزعه من سياقة التاريخى والظروف المحيطة به، بمعني لو حبينا نقيم تجربة ثورة يوليو ١٩٥٢ لازم نقيمها فى ضوء القوى العظمى التي كانت موجودة فى عصرها وكمان لازم نقيمها فى ظل وجود الإحتلال ومشاكل اجتماعية ضخمة وحالة إنكسار شعبى كانت موجودة فى هذا الوقت. أكيد تجربة الرئيس جمال عبد الناصر ورفاقه كان فيها سلبيات لكن أعتقد فى ضوء ظروفها المحيطة سنجدها كانت تجربة ناجحة. هذا الكلام بنطبق على أى تجربة أو حدث تاريخى قديم أو حديث. فبين محب لا يرى سوى المحاسن وكاره لا يرى سوى المساويء لا مكان للتقييم الموضوعي. المحبة والكراهية مشاعر والمشاعر لا تصلح للحكم على معطيات التاريخ. أغلب من يتناولون هذا الحدث يعتمدون أسلوب مشجعي كرة القدم أي الانحياز التام لفريقه بغض النظر عن الحقائق. لا أحد يفعل ما نفعله نحن بتاريخنا والسبب أخطاء منهجية عند تقييم أحداث وشخصيات التاريخ. أول خطأ منهجي عند تقييم أحداث وشخصيات التاريخ هو استعمال معيار العصر الحالي في التقييم. والثاني تجاهل كافة الاحتمالات الأخرى التي كان من الممكن أن تسير فبها الأحداث اما سلبا أوإيجابا. والثالث تلوين الأحداث والشخصيات والاستدلال بمصادر تاريخية منحازة مع أو ضد. هذه أبرز الأخطاء المنهجية بالإضافة إلى الهوى والميول السياسي والأيديولوجي والاهم السطحية ونقص المعرفة. أنظر إلى كل هذا ثم ابدأ تقييمك.

د. محمد ابراهيم بسيوني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى