4 منتخبات في سفينة نحو المونديال
عادل حداد
قصة السفينة التي حملت 4 منتخبات لمدة أسبوعين !!
احتضنت الأوروغواي أول كأس عالم عام 1930 بمشاركة 13 منتخبا منها أربعة فقط من أوروبا، لم تكن وقتها الرحلات الجوية الخاصة بالمسافرين متاحة إلى أمريكا اللاتينية، كانت هناك فقط طائرات حربية أو تجارية، حتى هذه الأخيرة كانت صغيرة ومكلفة كثيرا ..
إرتأت المنتخبات الأربع إلى فكرة اكتراء سفينة والذهاب سويا إلى مونتيفيديو لتقاسم المصاريف وتخفيف الأعباء. أيام قليلة قبل موعد الإنطلاق اعتذرت يوغسلافيا عن المرافقة وفضلت التنقل بمفردها عبر سفينة بخارية، ليقتصر الأمر على بلجيكا، رومانيا وفرنسا.
تم استئجار سفينة “مونتي فيردي” الإيطالية لهذه المهمة الشاقة التي إنطلقت يوم 20 جوان من جنوه حاملة على متنها المنتخب الروماني، في اليوم الموالي عرجت على ساحل “فيلفرانش سير مير” ضواحي نيس لتحمل على متنها منتخب فرنسا ورئيس الفيفا “جول ريمي” رفقة الكأس التي كانت تحمل إسمه.. تم توقفت في برشلونة ليركب الوفد البلجيكي مرفوقا بالحكام الذين تم اختيارهم من الفيفا، لتبدأ الرحلة الفعلية عبر المحيط الأطلسي لمسافة تزيد على 10 آلاف كلم، المحطة ما قبل الأخيرة كانت ريو دي جانيرو أين صعد المنتخب البرازيلي في الوقت الذي فضلت بقية منتخبات أمريكا اللاتينية الذهاب برا عبر الحافلة ! دامت السفرية أسبوعين كاملين كانت خلالها المنتخبات تتدرب بالتناوب على ظهر السفينة (مثلما توضحه الصورة) مع توفير طاقم السفينة لأطباق دسمة وتنظيمه لسهرات ليلية .. ما جعل وزن اللاعبين يزيد ولياقتهم تتناقص تدريجيا قبل الوصول إلى ميناء مونتيفيديو يوم 4 جويلية !!
ودعت كل هذه المنتخبات المنافسة من الدور الأول، ولم يتأهل من منتخبات أوروبا سوى يوغسلافيا القادمة عبر سفينة بخارية وصلت أياما قليلة بعد سفينة “مونتي فيردي” .. لكن اليوغسلاف لم يستطيعوا الصمود أكثر وسقطوا ب (6-1) أمام الأوروغواي في نصف النهائي، وفي النهائي لم تصمد الأرجنتين القادمة بالحافلة أكثر من شوط، حيث تقدمت (2-1) قبل أن تنهار ب (2-4) ليعود التتويج للمنتخب الأكثر راحة وطمأنينة وجاهزية بدنية .. الأوروغواي !