مجتمعولايات ومراسلون

تكريم 26 من حافظات كتاب الله ..نادي بدر لجميعة الإرشاد الديني حي الثنية بغرداية .

نادي بدر لجميعة الإرشاد الديني والإصلاح الإجتماعي من حي الثنية التاريخي بولاية غرداية يكرم 26 من حافظات كتاب الله في جو بهيج ويوم مميز.

لا يزال الخير في هذه الأمة قائم على الدوام وساري المفعول, مادام القرآن يتلى أناء الليل وأطراف النهار ويعلم و يحفظ في كل مكان وزمان وفي كل ساعة ولحظة وثانية على مدار السنة بى توقف ولا إنقطاع.

تتويج حفظة القرآن الكريم ذكور وإناث بغرداية جنوب الجزائر، عادة راسخة لا تنطلق منذ عقود خلت.

مدخل:

الحمد لله وحده حمدا كثيرا طيبا مباركا والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, سيدنا و حبيبنا معلمنا محمد عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام.

ها هو نادي بدر بحي الثنية العريق بغرداية جوهرة الواحات بأنوارها الساطعة. المشعة بنجومها من أعالي سماء عاصمة القرآن الكريم بجنوب الجزائر، يلتقي مجددا في مناسبة غالية لا تقدر بثمن بطلابه وأساتذته و أحبته و جموع الوافدين لرحاب فضائه الشاسع شساعة الأرض و السماء، في يوم مميز عن غيره, يوم تاريخي سجل بصمته بأحرف من ذهب في سجل الآفراح والمسرات والمناسبات التي لا تنسى ولا تمحى من الذاكرة , ونقش إسمه في لقاء جمعهم فيه كتاب الله عز وجل.

يوم تضمنت حلقاته برنامج ثري وغني نهل الجميع من منابعه, يوم قومت فيه للمخطئ سلوكه. وأزال عن المغموم همومه. ولاسيما ونحن في عصرنا الحاضر الذي ما أحوج الفرد فيه أن يكون إلى القرآن ليتلوه ويتدبر معانيه. وحيا به ويتعامل معه، ويتحرك ليجاهد به نفسه الأمارة بالسوء. ويصلح نفسه ومجتمعه على هديه ونهج سلفنا. ويقيم مناهج حياته على أسسه الصحيحة ومبادئه السليمة وتوجيهاته المرشدة.

وخاصة ونحن نعيش هذا العصر بمآسيه وآلامه ومشاكله، العصر الذي غطت فيه المعاصي والمخاطر والكوارث التي لا يحمد لعقباها. وكان لزاما لابد أن ندرك بأن الله خصنا بالقرآن وعلومه وجعلنا من أهل هذا الدين القويم وجنوده المحاربين لكل آفات مدمرة ومهلكة. ووضعنا على ثغرة هامة من الثغور أمام أعدائنا من أنفسنا. فما كان لنا من حل ومسلك إلا الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى والتمسك بالقرآن ونهج السنة النبوية الشريفة لمواجهة التحدي ولنكون خير من تعلم القرآن وعلمه. فكان القرآن الكريم هو المنطلق الذي عاش في ظلاله الوفيرة منذ قرون خلت سلفنا رحمة الله عليهم وعلينا بإتباع سبل طريقهم. وعلينا أن نغترف في حلقاتنا من جلسات وأوراد وتلاوة راتبة للنهل من كنوزه الثمينة ونرتوي من مياهه العذبة حتى لا نظمأ أبدا. يوم إجتمع فيه نادي بدر في لقاء ودي أخوي أسري بكل مفاهيمه وصور معانيه، يسترجع في ذكريات سنوات سلفه السابقة لإحياء ذكرى ستينية 60 تأسيسه ونشاته. في لقاء متنوع ثري وجد فيه جمع الحضور من خلاله أُنس الإجتماع بالصحبة الصالحة والرفقة الطيبة وتنوع الفائدة وكل ذلك تكريم ركب القافلة القرآنية التي سارت ستين60 سنة من الوجود بداية من فجر الإستقلال سنة 1963 على أيدي ثلة من الرجال المجاهدين الأوفياء لمبادئ كتاب الله الكريم. الذين بصموا و نقشوا و رحلوا بدون إستئذان. رجال كان هدفهم القرآن و تدريس علومه, رجال كانت رؤيتهم يومها تتطلع إلى مستقبل زاهر بالقرآن و سار على دربهم خلفهم دوما للمحافظة على هدفهم المنشود منذ ولادته إلى أن ترقى درجات القرآن في سلم المجد لتقودنا بأمر الرحمن إلى جنان الخلد و الفردوس الأعلى.

القرآن الكريم نور مشع بنجوم ساطعة:

القرآن نور الله سبحانه و تعالى يشرق في قلب المؤمن فيزهر بالإيمان, ويشرق في حياته فينيرها بالفرحة و يشحنها بالسعادة, ويشع في سماء الأمة فيكون ضياء وضاحا وأمنا ملاذا لها,  يمكن البشرية لتعرف مواقعها ومكانها لتهتدي إلى طريقها الصحيح. ويكون القرآن هو الذكر المبارك ليستفيد منه كل صاحب قلب حي متفاعل وناشط بالقرآن. فيمتزج الذكر الرباني بالروح الإيمانية لتسري الحياة بالقرآن وتتجه إلى القلب فتحييه وتنعشه وتظهر له سمات الحياة الطيبة. وتكون فوائده ثمارا يانعة وتجارة رائجة وسلعة رابحة في الواقع المعايش. وهذا ما يسعى إليه طاقم نادي بدر العريق و يرجو أن يكون قد تحقق الحلم و المسعى في واقع حياة كل من إنظم إلى حلقاته ليحيا و يعيش بالقرآن. ولكل من آدام الجلوس في حلقاته و سلسلات موائده ونداوته. ليسمع ويقرأ ويحفظ القرآن. 

يوم مميز في جو إيماني مفعم.

وفي جو روحاني إيماني وكأنه عرس بكل طقوسه ومراسيمه المعتادة لإتساع دائرة الآفراح ورقعة المسرات. وفرحة عارمة عاشها الحضور بمشاركة المشايخ والأئمة يتقدمهم فضيلة الأستاذ بضياف عبد الكريم وضيوف الحفل الوافدين من كل جهة رفقة الأساتذة والطاقم المشرف و باقي فعاليات أطياف المجتمع المدني وبحضور الطلبات المتوجات وأهاليهم وذويهم في حفل بهيج يبقي ذكرى مرسومة و منقوشة في الأذهان تحاكيها الأجيال المتعاقبة مستقبلا.

حفل تتويج خاتمات كتاب الله:

أسهل الحفل بتلاوة عطرة وكلمة ترحيبية ومن تنشيط الأستاذ الحاج علي هامل. إنطلقت فقراته بمداخلات كل من الدكتور جعفر عبد القادر عضو مكتب الجمعية وشهادات. وحلت لحظة التتويج المتنظرة التي تعالت فيها الأصوات لتعلن بداية الآفراح وترسم المسرات وتبصم أحلى اللحظات التي لا تنسى وستبقى تاريخ خالد في ذاكرة الحضور عامة والمتوجات خصوصا وما زاد فرحة التتويج حضور الأهالي والأقارب وأهمها حضور الأب والجد إحدى المتوجات والذي أغرورقت عيناه بدموع الفرحة العارمة التي لا توصف. 

ستة 26 وعشرون نجمة من ختمة كتاب الله يسطعن نورا من سماء حي الثنية بنادي بدر الثقافي لجمعية الإرشاد الديني والإصلاحي الإجتماعي بولاية غرداية جنوب الجزائر في الذكرى الستين 60 لتأسيسها ونشاتها سنة 1963.

علما أن الطالبات المتوجات يدرسن بالمدرسة القرآنية للإناث بدار الرجل الفاضل الحاج عمر بلعور حفظه الله ورعاه وأطال في عمره. عند المعلمات بن قطاية .و. و بن عامر. ف, و ميموني. خ, جزاهن الله ألف خير .

هنيئا للطالبات المتوجات ولأهاليهم ومعلميهم ومؤطريهم وألف مبروك لمدرسة نور البيان هذا التخرج ولنادي بدر وللجمعية عامة وألف شكر لجميع الخيرين ولمن ساهم في هذا التكوين والتتويج والرعاية جزاهم الله خير وجعلها في ميزان حسانتهم.

تاريخ عريق لتتويج حفظة كتاب الله بنادي بدر:

للعلم أن من أبرز الدفعات لحفظة كتاب الله تتويجا التي غطيتها والتي تركت صدى و بصمة منقوشة حضرها عديد المشايخ على رأسهم فضيلة الشيخ الطالب الحاج الأخضر بن قويدر الدهمة كانت بتاريخ 11 ديسمبر 2016 بمناسبة إحياء ذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لستة عشرة 16 خاتم لكتاب الله أول ثمار مدرسة نور البيان للتعليم القرآني بالجمعية.

وهي الطبعة التي سميت الدفعة يومها “بإسم المجاهد الحاج مسعود بلي” أحد مؤسسي الجمعية و أول رئيس لها سنة 1963 رحمة الله عليه، وأحد الشخصيات الفاعلة بالمجتمع ومن العائلات العريقة بالمنطقة، الرجل ذي كان له الفضل بعد الله في بناء مسجد بدر و ناديه والأعمال الخيرية الكبيرة التي قامت بها جمعية الإرشاد الديني والإصلاح الإجتماعي خلال السنوات الفارطة منذ نشأتها.

نادي بدر في سطر:

بات نادي بدر يولى ملف تحفيظ القرآن الكريم وجودة التعليم ونوعية الحفظ وإهتماما كبيرا، وعناية لبذل مزيد من الجد والإجتهاد في تحفيظ كتاب الله وتعليم علومه الشرعية و معانيه المتعددة.

للتذكير نادي بدر الثقافي، نادي عريق يشهد عليه نشاطه المتواصل بالأجيال المتعاقبة منذ عقود خلت، يرأسه الأستاذ الحاج علي هامل بن الشيخ جزاه الله خير, التابع لجمعية الإرشاد الديني والإصلاح الإجتماعي التي كان يرأسها يومها الأب المجاهد السيد عبد الباقي عبد الباقي أحد مؤسسي الجمعية والأعيان والشخصيات الإجتماعية الفاعلة بالولاية .

من لا يشكر الناس لا يشكر الله:

فتحية شكر و تقدير لكل من ساهم في إنجاح الحفل سواء من قريب او بعيد , إضافة  شكر لأعضاء  إدارة النادي وأخص الأستاذ علي هامل بالذكر  كل من الأستاذ قدور نقو و الأستاذ سعيد مداح و الدكتور عبد الرحيم لحرش و الأخ بركة لزهر و عبد الله علماوي و الحاج أحمد بن ساحة حفظهم الله.

الجمعية في ومضة:

في إتصالنا بالأستاذ هامل الحاج علي أحد كوادر النادي وإطارات الجمعية أخبرنا بأن جمعية الإرشاد الديني والإصلاح الاجتماعي, تأسست فجر الإستقلال سنة 1963م.

وهي الجمعية الوحيدة التي تم إعتمادها من طرف وزارة الداخلية وقتها ومن ولاية الواحات  oasis  بورقلة جنوب الجزائر. أسسها مجموعة من مجاهدي الولاية وفي مقدمتهم كل من السادة:  

الحاج مسعود بلي والحاج الدارم والحاج محمد شتوح والحاج عبد الباقي عبد الباقي رحمة الله عليهم و كل من المجاهد المحكوم عليه بالإعدام الحاج قدور تجاجنة والحاج محمد بضياف وأولاد العربي الحاج بوعمامة وغيرهم.

ساهمت الجمعية في بناء النوادي والمساجد وأهمها نادي عمر بن الخطاب ومسجد بدر بالثنية و نادي بدر الثقافي بالثنية الذي تشغله كمقر لها و تنشط فيه.

تشرف الجمعية على مدرستين قرآنيتين, واحدة للإناث في دار الحاج عمر بلعور حفظه الله ورعاه وأطال في عمره و أخرى للذكور نور البيان و يشرف عليها الدكتور الأستاذ مصطفى رباحي حفظه الله ورعاه.

بالإضافة إلى تقديم دروس الدعم في النادي لأطوار التعلمية الثلاثة وهي مستوى الإبتدائي والمتوسط والثانوي ومرافقة الطلبة في مشوارهم الدراسي.

كما خصصت روضة للأطفال وقسم للخياطة وآخر لصناعة الحلويات.

وفوج كشفي من تأسيس السيد الفاطمي والشيخ الطالب مسعود حاج قويدر يحمل إسم العلامة الإمام عبد الحميد بن باديس رائد الحركة الإصلاحية ومؤسس جمعية العلماء المسلمين رحهم الله. عن الأستاذ الحاج علي هامل والدكتور ملاخ عبد الجليل جزاهم الله خير.

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى