أخبارأمن وإستراتيجيةجواسيسفي الواجهة

03 أخطاء استراتيجية وقع فيها نصر الله و حزب الله .. سري للغاية دفاع

عمار صادف

تم تفسير الاختراق الاسرائيلي الأمني الخطير لحزب الله اللبناني ، و الذي اسفر عن استشهاد الأمين العام للحزب حسن نصر الله ، بأن المقاومة الاسلامية اللبنانية ، وقعت في اخطاء أمنية أثناء مشاركتها في حرب سورية ، و سهلت هذه الأخطاء اختراق اسرائيل للحزب والتعرف على هوية و مواقع اقامة عدد كبير من قيادات الصفين الأول و الثاني في حزب الله ، و من بينها أن حزب الله أدار الحرب في سورية من مقراته في ضاحية بيروت الجنوبية ومن مخابئه تحت الارض ، وكل هذا كان تحت المراقبة 24 /24 ساعة من اسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية ، و كان هذا الخطأ الاستراتيجي الأول لكنه لم يكن الخطأ الوحيد والخطير ، فقد وقع أمين عام حزب الله الشهيد حسن نصر الله في 03 أخطاء استراتيجية ادت الى استشهاده و الى تسهيل مهمة الكيان الصهيوني في ضرب حزب الله بكل قسوة

الخطأ الأول الاعتقاد بضعف المخابرات الاسرائيلية

كشفت وقائع الحرب الدائرة حاليا في لبنان أن قيادة حزب الله أساءت تقدير قدرات المخابرات الاسرائيلية وتعاملت مع المخابرات الصهيونية بنسخة عام 2006 ، و هذا رغم وجود مؤشرات قوية على تطور قدرات المخابرات الصهيونية ، ابرزها برامج التجسس على الهواتف التي تصدرتها اسرائيل الى دول في العالم ، وحوادث الاختراق الأمني التي وقعت فيها القوات الروسية في حرب أوكرانيا ، و التي تمت بأدوات أمريكية ، و لم تنتبه قيادة حزب الله الى هذه التطورات الخطيرة .

الخطأ الثاني التردد

في نهاية شهر يوليو 2024 اغتالت اسرائيل القيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر ، عملية الاغتيال الاحترافية هذه التي تمت في قلب ضاحية بيروت الجنوبية ، كانت جرس انذار خطير لقيادة حزب الله التي لم تفهم الرسالة ، رغم أنها كانت واضحة وأكدت أن الاسرائيليين لديهم معلومات استخبارية دقيقة حول مواقع ومخابئ حزب الله ، لكن قيادة الحزب لم تتحرك بسرعة لتغيير مواقعها الى أماكن آمنة ، بعيدة عن كل المواقع القديمة المعروفة ، لكن هذا لم يكن الخطأ الخطير ، فقد ارتكب حسن نصر الله غلطة حياته ، عندما امتنع عن الرد القوي والقاسي و الفوري على اغتيال فؤاد شكر في نهاية يوليو 2024 ، ولو أن حزب الله وجه ضربة صاروخية كبيرة ومؤلمة لاسرائيل فور اغتيال فؤاد شكر ، لكانت المعركة قدج تغيرت بشكل جذري ، لأن اسرائيل كانت ستتردد كثيرا قبل الاقدام على باقي الاغتيالات و العمليات .

الخطأ الثالث الوثوق في الأمريكيين

اعترف الرئيس الايراني بأن الادارة الامريكية خدعت ايران بعد اغتيال اسماعيل هنية في طهران ، لكن ما لم يقله الرئيس الايراني هو أن حزب الله ايضا تعرض للخداع الاستراتيجي على يد الأمريكيين باقذر طريقة ممكنة ، باستغلال مؤامرة أمريكية تدعي أن المفاوضات جارية لوقف الحرب في غزة، وتؤكد مؤشرات قوية أن الأمريكيين راقبوا الاتصالات اثناء المفاوضات بين الحكومة اللبنانية و الوسطاء الأمريكيين الذين لم يكونوا في الحقيقة أكثر من سماسرة صغار يعملون لصالح العصابات الصهيونية.

في 27 سبتمبر 2024، شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية على مقرات حزب الله، بما في ذلك مراكز القيادة والقواعد اللوجستية في بيروت. في اليوم التالي، أعلن حزب الله رسميًا مقتل زعيمه حسن نصر الله خلال تلك الغارات، وهو ما اعتُبر نقطة تحول كبيرة في مسار الصراع بين الحزب وإسرائيل. مقتل نصر الله لم يكن مجرد ضربة تنظيمية للحزب، بل كان له تأثير هائل على توازن القوى في المنطقة. اعتبر العديد من المحللين أن رحيل نصر الله يفتح الباب أمام تغييرات استراتيجية قد تعيد رسم الخريطة السياسية والأمنية في الشرق الأوسط.

في أعقاب مقتل نصر الله، جاء الرد سريعًا من إيران، التي أطلقت حوالي 180 صاروخًا على إسرائيل في اليوم التالي. حذرت إيران من تصعيد أكبر إذا استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله، مما زاد من حدة التوترات في المنطقة. الصراع المتزايد بين الأطراف يضع المنطقة على حافة مواجهة أوسع، مع استمرار التحذيرات من تطورات خطيرة في المستقبل القريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى