ثقافة

طلقات لا تنتهي

يتخذ الكاتب السعودي نايف فاروق بحري من البعد التاريخي لقضية البيض والسود
والتمييز العرقي خلال ستينيات القرن العشرين في أميركا موضوعاً لروايته “طلقات
لا تنتهي”، ويناقش أوضاعهم في سياق تاريخي – سياسي ومناخ عام اُعتبر فيه كل
أبيض أميركي وكل ملون من الرقيق الأفارقة، إذ تنفتح الرواية على خبر مقتل شاب
أبيض كان رفقة فتاة سمراء البشرة، مِنْ قبل منظمة متطرفة عقاباً له على علاقته معها،
ليتضح لاحقاً أنه عربي ويحمل الجنسية الأمريكية.
في “طلقات لا تنتهي” يطرح نايف فاروق بحري أسئلة شغلت تلك الحقبة التاريخية،
ومنها أسئلة الاستعمار والتمييز العنصري والصراع بين الغازي العثماني والمقاومين له
من أبناء وطنه، فبطل الحكاية “سبعاوي” السعودي الأصل والأميركي الجنسية لاحقاً،
هاجر قسراً في الخامسة عشر من عمره من أرض الحجاز بعد مقاومته المحتل العثماني،
وبعد رحلة طويلة ألقاه القدر للعمل في إحدى دول قارة أميركا الجنوبية، وهناك أصبح له
أسرة ورفاقاً، اجتهد ونجح ولكن هاجس الحنين إلى الوطن بقي يرافقه، إلى أن جاءت
الفرصة ليعود إليه بعد سبعة وأربعين عاماً مع ولديه بعد أن فقد ثالثهم، وليعيش حياة
أخرى في مسقط رأسه جدّة مع من تبقى من عائلته من أخوة وأبناء قبل أن يرحل إلى
عالم الخلود.

من أجواء الرواية نقرأ:
“بعد تلقيهم اتصالاً يُخبرهم بوجود أصوات طلقات نارية على الطريق السريع رقم
191، توجّه الشريف ومعه سيارة دورية أخرى، وعند اقترابهم من موقع النزل الذي قام
بالإبلاغ عن الحادث، أوقفه تجمهر للناس حول السيارة المعنيّة، وما أن اقترب من
السيارة حتى تعرّف عليها، إنها سيارة مزرعتنا، فلا يوجد بيك أب من صنع شركة
شفروليه طراز 3100 موديل عام 1948م ولونها أحمر في جاكسون غير الذي في مزرعتنا،
ولكن…”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى