وتكونين طوعا حمايا وعريني…. !
ها أنا أنزوي وحيدا إلى عزلتي هاربا من الغوغاء والضوضاء حاملا خطايا المتثاقلة إلى فسائح الطبيعة وصمتها مستأنسا بحديثها الحلو وحوارها الذي لاصوت له غير لمسات النسائم الخفيفة الناعمة تهدهد جسدي المتعب المثقل بالهموم والأحزان وأناشيد الطير وزقزقة العصافير تخترق مسامعي بين الحين والآخر وأنا منسرح بأفكاري مطلقا العنان لخاطري كي يصول ويجول وسط إخضرار هذه الطبيعة الرائع المغري وعبق أريج أزهارها وورودها يقتحم حاسة الشم لدي ليمحوا منها روائح غازات المدينة وأدخنتها ….
ها أنا أجلس هنا حيث يسبح فكري ويسافر في متاهات الخيال وفضائه الواسع الرحب والسعادة تلفني وتحضنني بأجنحتها …وتغمرني بدفئها ونعومتها
غير أن صورتك الحلوة دوما تقتحم مخيلتي لتسطوا على أفكاري وتطفوا على سطحها
فكلما حاولت الهروب منك وقعت فيك….
وإذا ما صرفت إهتمامي عنك وجدته غارقا فيك….
فمن تكوني أنت أيتها النار المحرقة …من الذي أشعلك في عروقي فإلتهبت تأكلين هشيمي ….؟
من أنت أيها الطوفان الجارف …؟ ومن ذا الذي حفر سيولك في جسدي…..؟
ففضت تغمر أخضري ويابسي وتقتلع أوراقي وجذوري…
ألك وحدك تريد أن تحيلني إلى زبد….وتمضغني ثم ترميني….؟
من الذي أثارك في داخلي أيها الزلزال فإندفعت تقلب كل موازيني …….؟
وتثير الحمم بداخلي وتفجر كل براكيني……؟
أفي لحظة قصيرة من عمر الزمن دخلت إلي وصرت جزء لايتجزء من جسدي وسببا من أسباب تكويني…..؟
أرجوك ساعدني ومن جنون حبك إحميني…..
وأويني داخل قلبك علني أعود لحظة إلى رشدي وأبني داخل أوصالك بيتي ويكون جسمك طوعا حمايا وعريني
بقلم الطيب دخان/خنشلة/الجزائر