هل تغيرت سوريا حقا ؟

مازن كم الماز
خطاب و ممارسات السلطة السورية ، أية سلطة ، هي نفسها ، بلا تغيير بلا تطوير و لا تحديث أو إبداع ، لا تقبل هذه السلطة من رعاياها سوى الصمت و الخضوع و ردها الوحيد على أي نقد أو معارضة هو بالإبادة ، و الوطن ليس إلا الزعيم و الشعب ليس سوى شبيحته و المفهوم الوحيد للعدالة هو تلك الجرائم التي ترتكب بأمر الزعيم و بتهليل و تصفيق شبيحته ، هذا هو باختصار مضمون الشعار الأبدي لكل سلطة سورية : الأسد أو نحرق البلد أو نسخته الجولانية الجديدة ، البديل الوحيد عن الخضوع هو الإبادة …. و لا أدري هل هو مضحك أم مبكي أن ترى من كان يصدع رؤوسنا بالإبادة الأسدية و قد أصبح أبرز دعاة و رعاة الإبادة الجولانية و من كان يملأ الدنيا صراخا عن الاستبداد الأسدي و هو اليوم من أهم دعاة و مطبلي الاستبداد الجولاني …. و عندما يصبح سيدهم في خطر و عندما يصبح تهديد و دعس اخوتهم في الوطن غير مجد أو غير ممكن لا يجد شبيحة السلطة في سوريا بديلاً عن “مناشدة” الجميع بالخضوع لسيدهم بلا قيد و شرط و كما كان الأسد يرفض حتى آخر لحظة التنازل عن و لو جزء ما مهما كان تافها من السلطة المطلقة يردد شبيحة الجولاني اليوم أننا في مركب واحد و أن لا بديل و لا خيار أمام السوريين إلا الاستسلام بدون قيد و لا شرط دون أن يفكروا لا هم و لا سيدهم و لو للحظة أن يتنازلوا للسوريين و لو عن جزء من السلطة المطلقة و عن حقهم الحصري و المطلق في إبادة و قمع و تجويع أي سوري ، إما أن يستمر “مركب” الوطن كما هو تحت سيف مولانا المسلط وحده لا شريك له و إلا ليغرق