هل اقترب إبرام صفقة تبادل للأسرى؟!
وسام زغبر
مدير مكتب مجلة الحرية في قطاع غزة
عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين
يتوّق الغزيون إلى سماع أنباء التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى تتضمن وقفاً لإطلاق النار في قطاع غزة، مع دخول حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي شهرها الخامس وتجاوز عدد الضحايا فيها حاجز 100 ألف من بينهم نحو 70% من الأطفال والنساء، من بين الضحايا قرابة 28 ألف شهيد ونحو 8 آلاف مفقود وأكثر من 67 ألف جريح، وآلاف المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت قناة تلفزيونية إسرائيلية بأن الرئيس الأميركي جو بايدن يمارس ضغوطاً على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإبرام هدنة إنسانية لمدة 4 أشهر تتضمن وقفاً لإطلاق النار في قطاع غزة.
حيث أوضحت إحصائيات للأمم المتحدة أن ما نسبته 93% من الغزيين يواجهون خطر المجاعة وسوء التغذية، وتفشي الأمراض والأوبئة في صفوف النازحين، في الوقت الذي قالت الأمم المتحدة إن «غزة أصبحت وعاء ضغط مملوء باليأس». وأضافت أن «مليون فلسطيني في غزة أصبحوا بلا مأوى».
وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، إن «غزة تعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة»، مضيفاً أن «قطاع غزة أصبح مكاناً يواجه صراعاً من أجل البقاء اليومي في خضم الموت والارهاق واليأس».
وأكد جوزيب بوريل المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أن الوضع في غزة أصبح كارثياً.
وأمام تلك التصريحات والتقارير التي تعبر عن إنعدام سبل الحياة في قطاع غزة إلى جانب استمرار سياسة التقتيل والتدمير وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يمارسها جيش الحرب الإسرائيلي، يتطلع الغزيون إلى بريق أمل أو الوصول لنهاية النفق لإبرام صفقة تبادل للأسرى أو عقد هدنة إنسانية تفضي لوقف إطلاق النار دائم في قطاع غزة.
وتتضارب الأنباء عن قرب التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى من عدمه أو أن المفاوضات متعثرة وفي بداية الطريق، حيث أن الكرة أصبحت في ملعب نتنياهو الذي يواصل مراوغته بعد أن أعطت فصائل المقاومة الفلسطينية رداً أولياً بالإيجاب على اتفاق الإطار الذي صدر عن اجتماع باريس ووضعه قيد الدراسة، فيما يأمل الغزيون بتوقف إطلاق النار بشكل فوري وسريع في قطاع غزة.
وتتواصل التظاهرات لأهالي الأسرى الإسرائيليين في البلدات والمدن الرئيسية في القدس وتل أبيب وحيفا وغيرها تطالب بإتمام صفقة تبادل للأسرى وإجراء انتخابات مبكرة وعزل نتنياهو.
فيما جابت تظاهرات في عدد من العواصم الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا – الدولتان الشريكتان لإسرائيل في جرائم الإبادة الجماعية- تدعو لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بشكل فوري.
ووفق مراقبين فإن شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن في استطلاعات الرأي شهدت تراجعاً سيفقده موقعه كرئيس للولايات المتحدة الأميركية لولاية ثانية نظراً لمواقفه الداعمة لإسرائيل عسكرياً وسياسياً وفي المحافل الدولية وشراكته لها في الحرب على قطاع غزة.
ويرى مراقبون أن الرئيس الأميركي يعمد لكسب الأصوات التي خسرها في استطلاعات الرأي بدعوته المتكررة لعقد هدن إنسانية وإدخال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين وتخفيض التصعيد.
وحسب المراقبين فإن بايدن مع اقتراب ولايته الرئاسية الأولى يدفع باتفاق إطار لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تحت مسمى «حل الدولتين» في إطار تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية وخطة لإعمار قطاع غزة بقيادة السعودية وعدد من البلدان العربية.
ويؤكد المراقبون أن المطلوب ليس طرح خطة أو اتفاق إطار بعد أكثر من 30 عاماً من المفاوضات العقيمة وفق اتفاق أوسلو بملحقاته السياسية والأمنية والاقتصادية بل استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدعو للبدء بخطوات عملية لتطبيق إقامة دولة فلسطينية مستقلة وسيّدة على أرضها وحدودها وعلى حدود 4 حزيران (يونيو) 1967 بعاصمتها القدس.
ويعتبر المراقبون أنه رغم الضغوطات التي تمارس على نتنياهو سواء من بايدن أو أهالي الأسرى الإسرائيليين أو غانتس وايزنكوت إلا أن نتنياهو يعمل على إطالة أمد الحرب ويواصل المماطلة والتسويف في عقد الهدنة الإنسانية أو إبرام صفقة تبادل للأسرى خوفاً من ايتمار بن غفير أو سموتريتش وانهيار ائتلافه الحكومي في إسرائيل رغم أن زعيم المعارضة يائير لابيد أعطى لنتنياهو شبكة أمان في وجه معارضيه لمدة عام لإجراء انتخابات مبكرة.