نهاية نتنياهو

نتنياهو: مستقبل على المحك وأيامه معدودة

الدكتور خيام الزعبي- استاذ العلاقات الدولية بجامعة الفرات

وسط حالة من الجدل، تعيش إسرائيل اليوم حالة من تراجع القوة والنفوذ والتأثير، بذلك يفقد الكيان الصهيوني تدريجياً أهم عوامل القوة التي يتحصن بها، ومن هنا تخطئ إسرائيل التقديرات والحسابات وتلعب بالنار، فما يمكن أن تجده في غزة جبهة تتكامل مع جبهات المقاومة بغية تجاوز الصعاب وكسب الرهانات، ليضاف كابوس جديد يقض مضجع إسرائيل و زعمائها السياسيين، وهو استمرار رجال المقاومة بتحقيق الانتصارات على جميع المستويات والجبهات.

لا شك أن عدم الاستقرار هو العنوان الأبرز للمرحلة الحالية في إسرائيل ، حيث تزداد ورطة نتنياهو وسط انتقادات كبيرة يواجهها بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، الذي خلّف صدمة في البلاد ، هذا ما يعد أخطر تحد يواجهه نتنياهو حتى الآن خلال فترة حكمه، فالأمور تسير من سيئ إلى أسوأ في تل أبيب وتنذر بحرب داخلية خاصة بعد تصاعد الاحتجاجات على مشروع الإصلاح القضائي الذي طرحته حكومته.

أحدثت العملية العسكرية الكبيرة التي شنتها حركة حماس ضد إسرائيل زلزالاً أمنياً وسياسياً مدوياً في إسرائيل، والتي كان لها ارتدادات قوية على السياق الإقليمي المؤثر في ديناميكية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأربكت كل حسابات إسرائيل، حيث أثبتت هشاشة المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية عبر النجاح الباهر للمقاومة في السيطرة على مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية.

ما يحدث حالياً في إسرائيل يشير إلى أن حزب الليكود وصل لنهاية دوره، إلا أن الشعبية الهائلة والاستثنائية التي كان يتمتع بها نتنياهو من قبل شعبه أصبحت من الماضي، وأصبحت المناوشات السياسية داخل الحزب الحاكم أشد ما يوجع نتنياهو، والهزائم المتلاحقة يتم النظر لها من داخل الحزب الحاكم على أنها نتيجة طبيعية للفشل السياسي الداخلي، وكذلك تضلعه بتهم الفساد والرشاوى والاحتيال.

في هذا السياق نقلت صحيفة بوليتيكو الأميركية عن مسؤوليْن أميركيين قولهما إن الرئيس الأمريكي بايدن ناقش مع كبار مساعديه احتمالية أن تكون أيام رئيس الوزراء الإسرائيلي السياسية معدودة ، بعد أن اقترح على نتنياهو التفكير في الدروس التي سيشاركها مع من سيخلفه في المنصب.

بالمقابل إن التوقعات داخليا كانت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيستمر على الأرجح في منصبه لعدة أشهر، أو على الأقل حتى تنتهي الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.

مما لا شك فيه، إن مستقبل نتنياهو على المحك، حيث يواجه العديد من الأزمات الداخلية مع مطالبات بالاستقالة، وحيث شهدت تل أبيب مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع تطالب بإقالته والإفراج عن المحتجزين في غزة، كما طلب المتظاهرون إطلاق سراح الإسرائيليين الذين احتجزتهم المقاومة الفلسطينية خلال عملية طوفان الأقصى وفشلت الحكومة الإسرائيلية استعادتهم حتى الآن، حيث اعتبر المتظاهرون ما جرى فشلاً أمنياً وسياسياً، محمّلين نتنياهو المسؤولية مطالبين بتشكيل لجنة تحقيق بعد الحرب، بمعنى إنها بداية سقوط نتنياهو خاصة بعد فقدان الإسرائيليين الثقة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية.

وبالرغم من متاعب نتنياهو مع القضاء حيث يحاكم في 3 قضايا فساد، نجح نتنياهو في الفوز في الانتخابات التشريعية الأخيرة في تشرين الثاني هام 2022 والعودة إلى السلطة مستنداً إلى تحالف مع أحزاب من أقصى اليمين وتشكيلات يهودية متطرفة.

اليوم إن المعادلة الأمنية في المنطقة ستعاد صياغتها بعد ما حدث في 7 تشرين ، و لم تعد عبارة زوال الكيان المؤقت مجرد حلم أو شعار، بل صارت هدفاً واقعياً يمكن تحقيقه، خاصة بعد الإعداد والاستعداد من قبل رجال المقاومة لمواجهة إسرائيل الإرهابية.

مجملاً… بات من الواضح أن نتنياهو الفاشل والمجرم بحق الإنسانية سقط سياسياً بسقوط جبهته الداخلية، فمستوطنوه لن يرحموه، ولن ينسوا أنه أدخل أكثر من ستة ملايين إسرائيلي في الملاجئ لأول مرة في التاريخ، وعلى هذا فإن الدعاية الانتخابية التي أرادها نتنياهو لنفسه وأراد بها طمأنة شعبه، تحولت إلى أخطبوط أسقط أسهمه في الحضيض.

بإختصار شديد…. إن إسرائيل ستزول عاجلا أم آجلا لأنها اغتصبت حقوق وأرض الشعب الفلسطيني … وستعود الأرض إلى أهلها عاجلا أم آجلا، لذلك ففناء الكيان العبري أقرب ما يكون، ذلك فإن حتمية الزوال والاندثار والاضمحلال لهذا الكيان الغاصب باتت وشيكة وأقرب ما يكون.

وأختم بالقول، بقي أن نترقب إعلان الانتصار الكامل للشعب الفلسطيني في مراحل لم تعد ببعيدة، وبعد هذه الأسابيع من القتال تستحقّ غزة تحية احترام وهي تخوض المعركة ضد الاحتلال الاسرائيلي والذي ستنعكس آثارها بطبيعة الحال على منطقة الشرق الأوسط وربما على الحالة الدولية، والرهان على أية خيارات أخرى خاسر ومرفوض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى