نهاية الرخاء وبداية التنجيم!
احمد جمعة
روائي
هل توجد رؤية للعالم بعد موجة وباء كورونا وحرب أوكرانيا؟ الوباء وإن تراجع وكاد يختفي لكن تداعياته تظلّل العالم وما زالت الصين للآن تنتج الوباء ومعه الوفيات…بالنسبة لحرب روسيا أوكرانيا، تبدو في بدايتها وتنتج حرب غربية شرقية، وإن لم يبادر طرف غير روسيا بالمواجهة مع الغرب سوى الصين على ضفة صراع مع أمريكا، يشهد ضربات تحت الحزام ومن وراء الستار، في قضية قد تجر مأزق آخر للعالم وهي مسألة الصين الوطنية، فرموزا…
الأوروبيون متجهين للمواجه رغم الأوضاع الاقتصادية والتضخم وخطر الانفجار الشعبي الداخلي بسبب التضخم والفقر…وروسيا إلى متى تصمد بوجه التدفق الغربي للسلاح والإصرار على هزيمة بوتين؟ العالم يشتعل بالأسعار وفقدان السلع واضطراب الأسواق وفوضى البورصات مع احتمالات الانفجارات الداخلية التي تُذكّر بثورة الطلاب فرنسا عام 1968 وسقوط جمهورية ديغول…هذه الصورة تتكرر في بريطانيا بعد فشل كل سياسات المحافظين في ترميم الأوضاع وإنقاذ السياسات الاقتصادية والمالية في وقت تنجرف فيه البلاد وراء الحرب الاكرانية، مخلفة الفقر والاحتقان الشعبي الذي طالت من خلاله الإضرابات كافة المرافق والقطاعات البريطانية وكادت تذكر بموجة الاضطرابات في بداية عهد مارغريت تاتشر…
العالم يشهد حالياً تقلصًا في كافة المجالات والقطاعات، وثمة توقعات تشاؤمية للفترة القادمة ما لم تحسم الحرب الاكرانية وما لم يتقلص النفوذ الصيني وتتراجع سياسات المواجهة الغربية الشرقية التي أذنت لحرب باردة غير معلنة يشهدها العالم الآن من دون رايات أو إعلانات سوى أن نتائجها تبدو في حجم التضخم الذي يشهده العالم…
في خضم هذه الصورة القاتمة والتي تظهر انعدام الرؤية للعالم وإلى أين يسير…تبرز دولنا العربية خارج سياق الزمن…خارج الرؤية نهائيًا، بانتظار المنجم وقارئ الفأل ومكبر صوت الأذان على مداه أن يعلن عن نهاية عصر الرخاء الذي ما كاد يتنفس حتى اختنق!!