نقص انتاج القهوة عالميا

نقص انتاج القهوة عالميا , مثل اخر على غضب الطبيعة

محمد رضا عباس

تتوقع المنظمة الدولية للبن ارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية بنسبة 25% وهو اعلى مستوى له خلال ال 45 عاما الماضية . والسبب هو سوء الأحوال الجوية في فيتنام للموسم الثاني على التوالي والتي قلصت صادراته بنسبة 20%. وأوضح تقرير المنظمة ان انتاج البن في فيتنام قد انخفض بنسبة 34.4% , هذا وان فيتنام تلبي حوالي ثلث امدادات العالم من بن ” روبوستا” او “robusta”.
سوء الأحوال الجوية في البرازيل هو الاخر اثر على حجم انتاج البن العربي “arabica” , حيث ان الامطار الغزيرة في هذا البلد وفي غير موسمها أدى اضرار بالغة في انتاج حبات البن. وبالنتيجة فان كلا النوعين ارتفعت اسعارهما في الأسواق العالمية لان شركات التحميص تستخدم كلا النوعين في انتاج القهوة الى السوق. بلغة الاقتصاد , ان روبوستا الرخيصة الثمن و العربية المرتفعة الثمن مكملة الواحدة للأخرى.
ماذا سيكون تأثير نقص انتاج البن في فيتنام والبرازيل على أسعاره في الأسواق العالمية ؟ وهل سيتأثر جميع عشاق شرب القهوة بأسعارها الجديدة ؟
بكل تأكيد أسعار القهوة سواء منها الجيدة ( غالية الثمن ) والغير جيدة (الرخيصة) سوف ترتفع في أسواق العالم , ولكن الارتفاع سوف لن يؤثر على الجميع . مرونة الطلب سوف تكون هي الحكم . المدمن على شربها (غير مرن) سوف لن يتأثر بارتفاع أسعارها , انها مثل الدواء بالنسبة له لا يستطع بدء يومه الا بشرب فنجان القهوة , وهذا خبر سار الى شركات بيع القهوة ستارباك “starbucks” و امثالها. اخرون سوف يقلصون من شرب القهوة او الانتقال الى أنواع الدرجة الثانية او الثالثة , فيما تمتنع المجموعة الثالثة من شربها والانتقال الى شرب الشاي بدلا القهوة , حيث انه احد بدائل مشروبات الصباح.
هل يمكن زراعة القهوة في مصر العربية على سبيل المثال من اجل تعويض نقص الإنتاج في فيتنام والبرازيل . الجواب هو لا يمكن زراعة القهوة الا في أماكن محددة من العالم حيث يجب ان تزرع في ارض يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر ما بين 1200 و 1600 متر , وهذا السبب يتركز انتاجها في عدد محدود من العالم , ومنها البرازيل حيث تنتج ما بين 30 % و 32% من الإنتاج العالمي يليها فيتنام 18 % ثم كولومبيا و إندونيسيا بنسبة 8% لكل منهما , واثيوبيا 6% وتنتج دول أخرى نسبا اقل , منها اوغندا والهند والمكسيك , فيما يتم الاحتفال باليوم العالمي للقهوة في اول تشرين الأول من كل عام. (الشرق الأوسط)
هل ان فيتنام والبرازيل سيخسران بسبب قلة انتاج القهوة ؟ الجواب هو ليس من الضروري .
لماذا ؟ لان عرض القهوة في الأمد القصير هو ثابت وبلغة الاقتصاد غير مرن على شكل خط عمودي , لا يمكن زيادته . وعليه فان تراجع هذا الخط الى اليسار مع بقاء عدم تغير الطلب , سيؤدي الى ارتفاع أسعار القهوة في الأسواق العالمية وبالتالي سيجني منتجو القهوة دخل قد يعوضهم عن خسارة حجم الإنتاج . على سبيل المثال لو كان عرض القهوة هو مليون باون وان سعر الباون الواحد هو 4 دولارات , فان مجموع الدخل سيكون 4 مليون دولار , ولكن انخفاض الإنتاج الى 800,000 باون وارتفاع سعره الى 6 دولارات سينتج منه 4.8 مليون دولار. وهو دخل اكبر من سابقه .
طبعا , الحالة سوف لن تبقى على حالها في الأمد الطويل. قلة الانتاج في فيتنام او في دولة أخرى ربما يشجع زراع القهوة في اوغندا في زيادة رقعة زراعتها , وفي الأخير يرجع التوازن بين العرض والطلب.
ولكن في الوقت الحاضر , سوف لن يكون مفاجئ لك وانت تشاهد سعر علبة القهوة غير الذي تعودت عليه قبل شهر او شهرين . وربما ستلاحظ منتوجات قهوة جديدة وبغلاف جذاب ولكن بنوعية غير جيدة , لان حسب المثل القائل البضاعة الرديئة تطرد البضاعة الجيدة , وفي هذه الحالة سوف يضطر أصحاب الدخول الغير عالية التحول لها حفظا على راحة اعصابهم ونشاطهم , خاصة اذا كان طالبا يتحضر لامتحان البكلوريا او شاب يتحضر لمقابلة عروسه اول مرة.
المهم , يجب احترام امنا الأرض , وعدم السماح الاعتداء عليها . يعتدي الانسان على هذا المخلوق العجيب في كل لحظة ونتيجة هذا الاعتداء انفجر غضبها على شكل ثلوج في البحرين والسعودية , امطار تشل الحياة في كثير من بقاع العالم , حجم ثلوج لم تشهدها المناطق الثلجية من قبل , حرائق تلهم الاف الهكتارات من الغابات حول العالم ,وتلوث المياه بدرجة ان العالم استبدل ماء الصنبور بقناني البلاستك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى