نظرية “المليار الذهبي”.. عندما يتآمر العالِم المفكّر والسيّاسيّ على قتل البشر.

نظرية “المليار الذهبي”..

عندما يتآمر العالِم المفكّر والسيّاسيّ على قتل البشر.


رشيد مصباح (فوزي)

**

الناس في هذه الأيّام تعاني من غلاء المعيشة، وتدنّي القدرة الشرائية، وغياب بعض المواد الأساسية. ويفترض في مثل هذا الانشغال أن يكون “ترمومتر” ومقياس حقيقي للحكومات المتعاقبة، وسبب من الأسباب الهامّة التي تؤدّي إلى نجاحها أو فشلها.

وأمّا عن سياسة تحسين الأجور المنتهجة، وهذه الزيادات “المناسباتية” فهي عبارة عن ذر للرّماد في عيون أصحابها الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن تلبية أدنى الحاجيات، نظرا لجنون الأسعار.

هناك من يريد أن يردّ هذا التدنّي في القدرة الشرائيّة وندرة المواد الأساسية إلى تزايد عدد السكّان؛ وإلى نظرية وقانون “العرض والطلب”.

لكن هناك أيضا من صار يشكّك في قوانين هذا العالم ونظرياته، كهذه التي تقول: كلّما زاد الطلب قلّ المنتوج وارتفعت الأسعار. ويبرّر شكوكه بغياب الكفاءة والنّنزاهة لدى السيّاسيّ، وانتهاج “الشعوبية” أو”الشعبويّة” نهجا وخطابا. وغياب التخطيط والصرامة في فرض الرقابة وتطبيق القوانين على المخالفين. كلام سهل على الورق، نعم. ولكن من أراد أن يتولّى أمور النّاس فعليه أن يتحمّل عبء المسئولية، لأن المناصب ليس تركة أو هبة أو هديّة.

بين هذا وذاك، بقيتُ وحدي أفكّر وأقارن بين الأمس واليوم؛ وعدتُ بتفكيري إلى الوراء؛ إلى أيّام “الخير و البركة” في الستّينيّات والسبعينيّات؛ حين كانت ورقة الخمسة آلاف فرنك (5000) تلبّي جميع الطّلبات وتكفي لتوفير كل الحاجيات اليومية تقريبا. ولكن الأسعار يومها، كانت في المتناول، كما أن عدد السكّان كان قليلا، مقارنة بهذه الأيام.

فهل للنمو الديمغرافي علاقة بالقدرة الشرائية؟

فإن قلت نعم، فسيكون هذا مبرّرا لأصحاب نظرية “المليار الذهبي” الذين يروّجون لقتل البشر؛ و”بيل چيتس” على رأسهم. لكن هناك من سبق (بيل چيتس) إلى هذه الفكرة المتمثّلة في التخلّص من ثلثي البشر؛

وأوّل من ربط بين عدد السكان والإنتاج هو المفكّر الإنجليزي (توماس مالتوس)، الذي توفّي في منتصف القرن التاسع عشر. وكان قد حذّر من خطر زيادة النمو الديمغرافي على مستقبل الدول. وسار على نهجه من سار، ويتبنّى العالم أفكاره إلى يوم يقوم الأشهاد.

وكان لذلك تأثير على سياسة الحكومات التي تبنّت وبكل جديّة، سياسة “تحديد النّسل” في برامجها؛ وقد ساهمت هذه السياسة بالفعل في تراجع عدد السكّان في العالم، ممّا أدى إلى ارتفاع نسبة الشيخوخة في العالم، سيّما في الدوّل التي وجدتها ذريعة لكي تحرّر المرأة من القيود الاجتماعية والأخلاقية الدينية الكلاسيكية المعروفة.

كما ساهمت هذه السياسة في تنافس رجال الأعمال وأصحاب المال على توفير أنواع حبوب منع الحمل، والتي تسبّبت في ظهور أمراض جانبيّة خطيرة؛ مثل داء السكّري والضغط المرتفع، بالإضافة إلى بعض الأمراض النفسيّة والعصبيّة، كالكآبة وغيرها…

فإذا كانت النيّة من وراء هذا الأسلوب الذي لم ير العلماء ومن يسيّر هذا العالم بدّا من التقيّد به لتحسين ظروف الحياة والمعيشة على هذا الكوكب، فلماذا تراجعت معظم الدول عن تطبيق هذه النّظرية، سيّما تلك التي صارت تعاني من ظاهرة الشيخوخة، وخير مثل على ذلك الصّين، والتي بالأمس القريب كانت تسمّى الصين “الشعبية”؟

الأمر الذي يجعلنا نشكّ في نوايا هذا العالم؛ خاصّىة بعد تسرّب الفضائح حول تصنيع الفيروسات مثل الكوفيد والإيبولا وغيره.. لإنتاج لقاحات قاتلة وأخرى تتسبّب في عاهات وآثار جانبية خطيرة.. ونقف موقف الحذر من نظريات عُلَمائه المشبوهة هذه. وإن كان خوف هؤلاء العلماء مزوّدا ببعض المعطيات من الواقع؛ كما هو الشّأن بالنسبة لنظرية (توماس مالتوس) في ربط الاقتصاد بتزايد السكان.

البلدان التي كانت تطبّق بصرامة وجديّة سياسة “المؤامرة” المتمثّلة في تحديد النسل مثل: المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر… تمتلك ثاني أكبر الصحارى مساحة في العالم. وقد أثبت أهالي الصحراء قدرة وجودة وكفاءة الرّمال في توفير أنواع الغِلال والفواكه، والمكسّرات… كما وقد تعرّض بعض من أنواع هذه الغِلال للتّلف؛ مثل الطماطم وغيرها، بسبب غياب سياسة التسويق.

فالحكومات في هذه البلدان التي سارعت إلى تنفيذ بنود الاتفاقيات الدولية فيما يخص نظريات بعض المعتوهين من أمثال (توماس مالتوس) و(بيل چيتس) وغيرهم الذين يرون أن الحل يتمثّل في الاحتفاظ بمليار فحسب من الملوك والأثرياء وأتباعهم وأما الباقي فيجب التخلّص منهم بحرب جرثومية، وأخرى بالإفقار والتجويع، وأخرى بإنتاج لقاحات خبيثة وقاتلة و و… لمَ لا تساعد الناس على استصلاح أراضي البور والتشجيع على الاستثمار الفلاحي من خلال تسهيل القروض و القضاء على البيروقراطية،و التوعية والمرافقة الميدانية، والتفكير في تسويق المنتوج ودعمه بكل الوسائل؟

لكن حين تسمع أن بعض أعضاء الحكومات المحترمة متورّطون حتى النّخاع في الصفقات المشبوهة، وآخرون متواطئون ولهم يد مباشرة فيما يحدث من أزمات داخل البلاد… فإنّك حتما ستعرف أسباب أزمة البشر الحقيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى