نصر بين المعركة و الحرب
لقد ربحت المعركة ولكنك لم تنهي الحرب بعد بل كانت هذه بدايتها وعليك أن تكون يقظا وحذرا .
أيها العربي البطل ..
إن النصر لم يؤتى لك هبة ولاصدقة من أحد ،ولم يتفضل به عليك أي طرف سواء كان من كان…
وإنما نلته بفضل التضحيات الجسام التي قدمها أصحابك وأترابك ودفعت فيه أمتك أثمانا باهظة تكبدت فيها خسائر في الأرواح والممتلكات وضحت فيها الشعوب بالنفس والنفيس من أجل أن تنعم بالحرية والإستقرار والأمن والسلامة والسلم والرقي والإزدهار،
فلا تغرنك ديمقراطية الغرب الزائفة ،ومصطلحاتهم الكاذبة التي يوهموننا بها ويصدرونها إلينا …
لقد رأينا ديمقراطيتهم وسئمناها ومللنا منها في العراق وأفغانستان وفي غزة ولبنان ،والجولان ،والصومال والسودان …
فالغرب لم يقف معك حبا فيك وخوفا عليك ،وإنما طمعا فيما لديك…ولولم يضمن فائدته منك ولم يرى فيك مصلحته لما فعل ذلك…
هناك الملايين ممن أضطهدوا مثلك في سائر البقاع والأصقاع ومانالوا ولاءه ولا حتى تعاطفه ،بل كان في أغلب الأحيان يقف مع الجلاد ضد الضحية وفي الأخرى يساوي بين الضحية والجلاد وتارة يكون هو نفسه الجلاد…. مثلما هو الحال في العراق وأفغانستان ،ووقف مع الجلاد في غزة ولبنان … ولعب دور المتفرج في ثورة تونس ومصر ،والآن في اليمن وسوريا وكان من مصلحته التأليب والتحريض ونشر الفتنة بين أبناء الوطن الواحد لأنه ينتهز الفرص ويتحينها فلمن مالت الكفة مال واتكأ…
فكن حذرا أيها العربي منه حذرالراعي على قاصية غنمه من الذئب وكن، وفيا لوطنك وعروبتك ودينك، ولا تتخذ اليهود والنصارى لك أولياء من دون الله والمؤمنين …
وخذ العبرة من ماضيك وتاريخك المجيد وعد إلى مباديء أمتك التي من رحمها ولدت وعلى أرضها نميت وترعرعت…
لأن هذه المباديء هي الشعلة والنبراس الذي يضيء لك طريقك ودربك الموحشة المليئة بالأخطار والأهوال وكن شجاعا في قراراتك مستقلا في رأيك إلا من أصحاب الخير والعلم والصلاح من أمتك فمشورتهم أمنا ونجاة لك ،وكن حريصا على علاقاتك مع الشعوب المجاورة فهم البيئة التي منها خرجت أمتك للوجود ،ومنها التي يربطك بها رابط الأخوة في الدين واللغة، والعقيدة والنسب
هذه هي الحرب الحقيقية وسلاحك الوحيد هو أخذك لكل هذه العوامل في الحسبان حتى تقيم دولة قوية مهابة الجانب عتيدة الأركان
الطيب دخان/خنشلة/الجزائر