أحوال عربية

الادارة السورية الجديدة متهمة بارتكاب جرائم

ألفاظ نابية ومعايرة بالمذهب الديني خلال عمليات مداهمة نفذتها عناصر مسلحة يُزعم انتماؤها للإدارة السورية الجديدة، ضد أشخاصٍ أوسعتهم ضربًا بعد اتهامهم بالانتماء إلى نظام الرئيس المعزول بشار الأسد، تلك المشاهد الصادمة التي وثقتها مقاطع فيديو تجوب منصات التواصل الاجتماعي، أثارت المخاوف لدى الشعب السوري من تحمل أخطاءٍ لا ذنب لهم فيها.

الاضطهاد على أساس طائفي

أعاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي نشر مقاطع الفيديو التي توثق قصف بيوت المنتمين للطائفة الشيعية والعلوية، وتظهر العناصر المسلحة وهي تجلد المواطنين العزّل بالسياط، وتجبرهم على الزحف وتقليد أصوات الحيوانات، كالكلاب، فضلًا عن ترديد شعارات طائفية مناوئة للنظام البعثي وبشار الأسد.

وزعم المعارضون للحكم الإسلامي في سوريا أن العناصر المسلحة التي داهمت منازل المواطنين في جوف الليل، تتبع قوات أحمد الشرع على الرغم من تأكيده في أكثر من مناسبة على احترام حقوق الأقليات الدينية والعرقية في البلاد.

استغلال المجرمين لحالة الفوضى

وأمام ضبابية الرؤية لمستقبل سوريا الجديدة الذي أشار إليه قائد الإدارة الحالية أحمد الشرع في عدة لقاءاتٍ صحافية بقوله إنه لا بد من دمج جميع طوائف الشعب وعدم إقصاء أحد، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان يوم الأحد عن قيام مسلحين تابعين للقيادة الجديدة بتنفيذ 35 عملية إعدام بإجراءات موجزة خلال 3 أيام، موضحًا أن معظم الذين أعدموا هم عناصر في نظام «الأسد».

من جهتها، قالت السلطات المنبثقة من فصائل المعارضين الذين سيطروا على مقاليد الحكم منذ الثامن من ديسمبر الماضي، إنها اعتقلت عشرات العناصر من الذين شاركوا في العمليات الأمنية المستهدفة لـ«فلول النظام السابق»، بتهمة ارتكاب انتهاكات في قرى ريف حمص الشمالي والغربي خلال الأيام الفائتة.

وجاء في وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن السلطات أن «مجموعة إجرامية» استغلت هذا الظرف لارتكاب تجاوزات بحق الأهالي، منتحلةً صفة أمنية رسمية.

قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع

عمليات إجرامية تحت مظلة السلطة

فيما أدانت رابطة الأقليات الطائفية السورية في بيانٍ لها عبر منصة «إكس»، مظاهر العنف التي عكستها الفيديوهات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي عن مسلحين محليين من الأكثرية العقائدية في سوريا (السُنّة)، وهم يقومون بعمليات انتقامية وتصفية حسابات قديمة ضد أبناء الأقليات العقائدية من شيعة وعلويين ودروز ومسيحيين وغيرهم ممن يختلفون معهم، وذلك دون الرجوع للقانون مستغلين حالة الفوضى وانتشار السلاح في إيهام المواطنين بأنهم من الإدارة السورية الجديدة حتى تكتسب عملياتهم الإجرامية صفةً شرعية.

وشملت الانتهاكات وفق «المرصد السوري»، تنفيذ حملات اعتقالات عشوائية طالت عشرات الأشخاص ومن ثم إهانتهم وإذلالهم بطريقة بشعة، فضلًا عن الاعتداء على رموز دينية، في خرق واضح للقيم الإنسانية، ولم تكتفِ الفصائل المسلحة عند ذلك الحد بل تطورت لجرائم التنكيل بالجثث والإعدامات الميدانية التي طالت عددًا من المواطنين، في حالاتٍ تعكس مستوى غير مسبوق من القسوة والعنف التي شهدتها البلاد.

طائفة المغضوب عليهم في سوريا الجديدة

منذ وصول هيئة تحرير الشام إلى السلطة، سعت الإدارة السورية الجديدة إلى طمأنة الشعب السوري بأنه عاد مجتمعًا متجانسًا لا يعرف الطائفية التي زرعها النظام السابق، إلا أن بعض الأفراد من الأقلية العلوية التي ينتمي لها بشار الأسد، أعربوا عن خوفهم من عمليات انتقامية على خلفية انتهاكات ارتكبت في الماضي، ليدفع ثمنها الوطن بأكمله.

وبحسب شهادات سابقة للمحررين من السجون السورية رصدتها وسائل إعلام محلية، لم تحظَ الطائفة العلوية بامتيازاتٍ داخل المعتقلات، فالجميع تعرض للتعذيب على حدٍ سواء، بغض النظر إلى انتماءاته الدينية وهو ما يدحض المزاعم حول سعي الإدارة الجديدة إلى الانتقام من الطائفة التي كانت مميزة في عهد بشار الأسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى