أحوال عربية

نحن في ورطة ما بعدها ورطة

كاظم فنجان الحمامي

كنا (نحن العرب) ومازلنا ننتمي إلى حكومات معظمها عبارة عن انظمة فاشلة ظالمة لا تؤمن بنظرية (العدل اساس الملك). أنظمة خنزيرية غبية مستبدة. تحسبها جبال شامخة، وهي في حقيقتها اكياس بلاستيكية فارغة، انتفخت بانقلابات دموية يقودها العسكر. فكان ظلها اكبر من حجمها الحقيقي. لم نكن ندرك ضعفها وهشاشتها حتى جاء اليوم الذي قررت فيه أمريكا اسقاطها كقطع الدومينو الواحدة بعد الأخرى. .
وكنا (نحن العرب) نشاهد الطبخات التي تعدها أمريكا بوقود روسي أو صيني داخل خرائبنا الطائفية، ثم تتولى أوروبا اعداد المقبلات لكي تلتهمها اسرائيل، بينما ينحصر دورنا بغسل الصحون والمواعين وتوزيع الحلوى بمناسبة انتصار الغزاة علينا، ثم ننعق بعد خراب البصرة مع كل ناعق. ونملئ الدنيا ضجيجاً وصخباً وعويلاً. .
أرايتم كيف اختفت الفصائل الجهادية فلم يعد لها وجود منذ أعوام ؟. لكنها عادت مباشرة بعد سقوط حلب وحماة وحمص ؟. فسارع قادتها لتفعيل فتاوى تناول الطعام مع الرسول في سوريا، بعد ان كانوا صائمين في لبنان وغزة. .
لقد تهاوى نظام الخنازير، وسقطت سوريا، وتقطعت أوصالها، ووقعت القنيطرة وجبل الشيخ في قبضة الجيش الاسرائيلي، وتقدمت دباباتهم نحو العمق الدمشقي لفرض واقع جديد في مساحة لا تقل عن 235 كم² على ارتفاع 2814 مترا فوق سطح البحر. ثم توجهت نحو قصف الطائرات الحربية والسفن القتالية فأغرقتها كلها. بينما توغلت قوات النيتو في الشمال السوري برادارات ودفاعات جوية وقوة عسكرية ضخمة. في حين انتهز حزب العمال الكردستاني الظروف الفوضوية فتسللت فلوله للاستحواذ على المواقع الاستراتيجية. .
فإلى كل من يصفق فرحا بتفكك سوريا: تريثوا قليلا فسوف تكشف لكم الايام ما لا يخطر على بالكم. وسوف يظهر لكم المخرج الحقيقي لهذه المسرحية، واعلموا ان ما يفعله الإعلام العربي هذه الايام هو محاولة بائسة لاقناع المغفلين بأن رجلاً اخرس قال لرجل اطرش ان رجلا اعمى شاهد رجلا مشلولا يطارد رجلا مقطوع اليدين ليمنعه من شد شعر رجل اصلع. .
ختاماً: يتعين على صقور الحكومات العربية ان يوحدوا صفوفهم، ويضعوا حدا لهذه الحروب التسقيطية التي تستهدف عواصمهم، وإلا فسوف تتسبب غفلتهم بانهيار أنظمتهم كلها. ولات حين مندم. فالأشجار التي تحرسها الصقور لا تتسلقها القرود، ولا تقترب منها الأفاعي. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى