مهلوسات وعصابات.. أبناؤنا في خطر

رشيد مصباح (فوزي)


الادمان على سموم الأدوية والمهلوسات وحرب الأحياء وتكوين جماعة الأشرار والعصابات، وجرائم القتل واختطاف الأطفال.. كل هذا وغيره من الجرائم… بات “أمر واقع” في الجزائر؛ وظاهرة متفشيّة في الأوساط؛ المجتمعية والشبّانية على وجه الخصوص. ولايكاد ينجو بيت من البيوت، في مدينة من المدن، أو قرية من القرى ، أو حتّى دشرة من المداشر الجزائرية… إلاّ وعرف طريقه إليها.

“الدهيماء” التي وجدت طريقها إلى قلوب وعقول أبنائنا فلذات أكبادنا في هذا الوطن الغالي لم تأتي من فراغ هكذا بل هي وليدة عمل إجرامي مدبّر وتخطيط مسبق، ” مع سبق الاصرار والترصّد”. فالذين خطّطوا ودبّروا له، وبصرف النّظر عن العائد المادّي المتمثّل في الأرباح التي يتقاسمونها مع المخابر المنتجة والجهات المروّجة، الغرض منه هو إفساد المجتمع وإرغام أفراده على ارتكاب الجرائم ومن خلال تشكيل عصابات تقتل وتنهب وتهدّد الأفراد في ظلّ سلطة غائبة وأحزاب أصحابها يبحثون عن الكراسي والبلد يغرق في الفساد ولا يهمّهم ما يجري وجمعيات غايتها التّرويج لنفسها عبر الفايسبوك. مرورا بالإعلام الذي كأن دوره يتلخّص في ما تمليه عليه السّلطة.

وفي هذا اليوم بالذّات، تناولت قناة البلاد من خلال برنامجها “في الواجهة” الموضوع المهم و الخطير في آن واحد، والذي لم يأخذ حظّه الكامل ونصيبه الأوفر؛ (مقارنة بالاشهارات الهابطة و المحتويات الفارغة التي تأخذ حصّة الأسد من الأوقات الثّمينة التي تهدر في أنواع المسخرات التي تبثّها مختلف القنوات الجزائرية خلال أربع وعشرين ساعة (24/24) سا).

إن الغاية من طرح مثل هذه الظواهر الإجرامية الخطيرة على بساط النّقاس هو التوعية ومن ثمّ البحث عن الحلول النّاجعة و الممكنة. لكن المتتبّع للبرنامج يدرك أن المدعوّين-لهذه الحصّة أو “الخِطبة”- ليس مرحّبا بهم، على الرّغم من أهميّة وخطورة الموضوع؛ (ويكأنّ “الرّيح من تحت” الإعلامي صاحب البرنامج، وهو على عجلة من أمره).

وقد تساءلت الأستاذة المحامية (بن براهم) عن غياب دور وزارة التضامن الوطني والأسرة في هذا المجال. لكن الإعلامي (صاحب البرنامج) قفز على سؤال المحامية ولم يعره اهتماما؟ وهو أمر يدعو للرّيبة ويدعم الشّكوك في هذه السّلطة التي كانت بالأمس القريب تتعاطى مادّة الكوكايين وتبيع مناصب الأمّة بالمال الفاسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى