أحوال عربية

من يحمي العرب من العرب ؟

كاظم فنجان الحمامي

ربما قرأتم كتاب: (من يحمي المسيحيين العرب ؟) لمؤلفه اللبناني (فكتور موسى سحّاب) وهو من إصدارات عام 1981. وربما قرأتم مقالات كثيرة كانت تتساءل عمن يحمي العرب من التجنيد الارهابي ؟. والتي نُشرت معظمها عام 1991. أي بعد عشر سنوات من تساؤلات فكتور موسى. اما الآن ونحن في منتصف عام 2024 فقد تدهورت أحوالنا الامنية، وصارت البلدان العربية تخشى على نفسها من مخططات البلدان العربية الأخرى التي تبعد عنها آلاف الاميال. ولم يعد الأمر مقتصرا على خشية الأقليات من الموت على يد الجماعات المتطرفة. فالتفجيرات التي كانت تتعرض لها مساجدنا وكنائسنا ومدارسنا وأسواقنا في العراق كانت بتمويل مباشر من الحكومات العربية الداعمة للارهاب وبتشجيع منها. والإمدادات البشرية واللوجستية التي كان يتلقاها تنظيم داعش الارهابي في سوريا والعراق ولبنان وليبيا والسودان كانت تقف وراءها البلدان العربية. حتى وصلنا إلى اليوم الذي هرعت فيه كل من مصر والأردن للتخندق مع إسرائيل في حربها الهمجية على غزة. فقد شهد (جو بايدن) على ان السيسي هو الذي يصر على غلق المعبر، وناشده عشرات المرات بخطابات رسمية بضرورة فك الحصار عن الجياع في غزة. .
شاهدوا الآن كيف يدخل حامل الجواز الإسرائيلي عبر المنافذ المصرية لغرض الترفيه عن نفسه في منتجعات سيناء بعد دفع 20 دولاراً فقط، ويدخل ابن غزة مصر للعلاج بعد دفع مبلغ 5000 دولار ناهيك عن تكاليف العلاج والإقامة التي يدفعها من جيبه المثقوب. بينما ظلت السفن والطائرات المصرية تتردد على موانئ ومطارات الكيان الذي يواصل حملات الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين بكل الأسلحة المحرمة دولياً. .
اما في الأردن فقد انتقل حلف الناتو إلى قواعده الجديدة المحاذية للحدود العراقية والسورية والفلسطينية. وكان سلاح الجو الأردني هو الذي يتصدى للصواريخ والمسيرات المتوجهة لضرب قواعد الاحتلال. .
تتكرر هذه المواقف العربية المعادية للعرب امام انظار جامعة العرب التي باتت لا تجمع ولا تنفع، والأغرب من ذلك كله الهجمات التحريضية التي يشنها بعض المشايخ، وتشنها معظم الفضائيات العربية ضد اهلنا في غزة بدعم وتوجيه من الزعماء العرب. .
ونختتم مقالتنا بقرار عميد كلية مغربية بمنع تسليم شهادة طالبة متفوقة بسبب ارتداءها الكوفية الفلسطينية في حفل توزيع الجوائز على الخريجين، وهو قرار يعكس عدوانية العرب ضد انفسهم. .
ولله في خلقه شؤون. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى