من وحي معركة غزة
من وحي معركة غزة
· هل فهمتم الآن؟ هل فهمتم لماذا انقلبوا على الرئيس مرسي؟ لماذا شيطنوا الثورات العربية (وصدّقهم كثير من “الطيبين” حتى لا أقول السذج)؟ لماذا وقفوا مع الطغاة – أمثال سفاح سورية – لإيقاف انتفاضة الشعوب العربية؟ لماذا سجن بن سلمان جميع العلماء والدعاة غير المنبطحين وألقاهم في السجون بغير توجيه تهمة ولا محاكمة؟ لماذا سرّعوا وتيرة التطبيع؟ لماذا أوكلوا إلى الإمارات العبرية إنشاء الدين الجديد المسمى “الإبراهيمية”؟ لماذا شيطنوا قناة الجزيرة وأنشؤوا لها ضرّات بئيسة مثل قناة العربية؟ لماذا ضخموا الطائفة الوهابية وسلموا لها المساجد ولمّعوا شيوخها – وهم أقرب إلى الأمية الفكرية وأوكلوا لهم مهمة تخدير الشباب وتخذيل الشعوب بتأليه الحكام وإلغاء العقول والتركيز على التدين الفردي والسلبية والاشتغال بما يفرق الصف؟ كل هذا تمهيد لتصفية الأمة كلها والبداية بالقضية الفلسطينية إلى درجة أن سلطة رام الله أصبحت لديها مهمة واحدة هي ضمان أمن الكيان الصهيوني بمحاصرة الشباب حتى يموت أي أمل في تحرير أرضهم…هذا ما فهمته حماس وعملت على الثورة عليه بشكل خارق يسجله التاريخ، ولولا طوفان الأقصى لقبرت القضية نهائيا بمباركة الأنظمة الوظيفية التي فهمت أن بقاءها مرهون ببقاء الكيان الصهيوني قويا معربدا لأن لدى الطرفين عدوا مشتركا هو الشعوب العربية التواقة للحرية والكرامة والعزة.
· انتبهوا إلى خطر إيران وحزب اللاة: لا تنخدعوا بشعاراتهم فهم لا يريدون خيرا لغزة ولا فلسطين، الشيعة لديهم أجندة للتمدد في بلاد أهل السنة – مستغلين حرب بني سعود وبني زايد والسيسي وغيرهم من الخونة على القوى السنية الحية -،هم جيّشوا فيالق عسكرية وفِرق الموت لإبادة إخواننا في سورية وما زالوا يقتلونهم تقتيلا بشعا، واستولوا على العراق بمساعدة أمريكا وضيقوا على أهل السنة فلا يجرأ أحد هناك إلى اليوم أن يطلق على ابنه اسم أبي بكر أو عمر، ولا على ابنته اسم عائشة وإلا كان مصيرهم الموت المحقق…إنهم يتاجرون بالقضية الفلسطينية متاجرة فجة ويطلقون الكلام المعسول للسذج والمغفلين منا…انتبهوا: العمليات التي تنطلق هذه الأيام من جنوب لبنان ضد الكيان الصهيوني لا علاقة لحزب اللاة بها، هي من فعل المقاومة الإسلامية، وهي كتائب القسام التابعة لأهل السنة هناك…وانظروا هل قدمت إيران وحرب اللاة لغزة في مأساتها؟ لا تصدقوهم فهم في صف الصهاينة والأنظمة العربية الخائنة.
· ماذا فعلت أنت من أجل غزة؟ نعم، أنت ماذا فعلت؟ دعك من حكاية الدعاء فوقتُه بعد أن تبذل كل جهدك ووسعك من أجل القضية…اجعل غزة هي شغلك الأول، أنزل منشورات هادفة في وسائل التواصل، انشر الصور والفيديوهات التي تبثها المقاومة، شارك الكتابات النافعة، تابع قناة الأقصى، وخاصة تبرع بالأموال، جاهد بمالك فهذا هو مقياس صدقك، وإياك أن تتبع فتاوى الشيطان بأن الأموال لا تصل بل يتم اختلاسها، هذا كذب، فهي تصل إلى غزة بواسطة الجمعيات النزيهة مثل الإرشاد والإصلاح، البركة، جمعية العلماء…تبرع وكن سخيا، كن جنديا في المعركة لا متفرجا، ما معنى إعجابك بأبي عبيدة إذا لم تتبنَ قضيته وتتبع منهجه؟
أيها الأولياء ربوا أبناءكم وبناتكم على معاني الرجولة والبطولة والعزة اجعلوهم يتابعون مسلسل غزة الرفيع المستوى فهو أفضل ألف مرة من المسلسلات التي اعتادوها، قولوا لهم إن البطل الحقيقي ليس رامبو بل الملثم وإخوانه، أخرجوهم من حياة الاسترخاء واللهو إلى مستوى القساميين، بثوا فيهم روح الإسلام ونخوة العرب وأثار أحمد ياسين…إنها فرصة ثمينة لتعيدوا أبناءكم إلى التربية الصحيحة ليس على مناهج بن زاغو – بن غبريط لكن على مناهج أبطال غزة…على مدى سنوات هل رأيتم هناك شبابا طائشا أو امرأة متبرجة؟ وهل رأيتم اليوم فيهم جزعا أو خوفا أو تراجعا؟
· ركزوا جيدا وستجدون أن الكيان الصهيوني احتل العالم العربي كله ماعدا فلسطين، وأن غزة هي الولاية الحية الوحيدة بين الأموات، وأن الأقصى هو المسجد الحر الوحيد الذي لا يسبح بحمد ملك ولا زعيم، وأن حماس هي أمل الأمة، وأبو عبيدة هو المؤثر الحقيقي.
· في النهاية اقرؤوا وتعجبوا: كولومبيا، تشيلي، بوليفيا هندوراس تقطع علاقاتها بالكيان الصهيوني انتصارا لغزة بينما الإمارات العبرية تتبرع بمبلغ 2000 دولار لكل جريح صهيوني ، الحوثيون يقصفون الكيان والأردن يطلب من أمريكا أسلحة متطورة لحماية الكيان من هذا القصف، ولا تنسوا تصريح عبد الرحمن السديس الشهير “أمريكا تصنع السلام في العالم”.
عبد العزيز كحيل