من هنا يبدأ الإصلاح
تأملت حالنا فقلت في نفسي إن الكثير منا يهمل السنن التربوية في لإصلاح، و الإصلاح يبدأ من الفرد و ينطلق من النفس، ليشع خيره في الفضاء الواسع ، يتفاعل إيجابيا مع المحيط ؛ يؤثر و يتأثر لكن لا يذوب .
هي حقيقة فرانية أسقطها المربون من قواميسهم . فهل من مستدرك ؟ ! !
لأن القاعدة الربانية تقول: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].
يقول الشهيد سيد رحمه الله : ( فالدين لا يقود الناس بالسلاسل إلى الطاعات إنما يقودهم بالتقوى وإذا حدث ان فسد الناس في جيل من الأجيال فان إصلاحهم لا يتأتى بطرقة التشدد في الإحكام ولكن يتأتى من طريقة تربيتهم وإصلاح قلوبهم وإحياء شعور التقوى في أرواحهم ).
و لا تكون تربية موفقة إلا بقدر رغبتك أنت ، و لا يكون خراج تلك التربية إلا منك ،
فأنت الذي تسقيها و ترعاها و تنميها ، أنت الذي تحميها من انزلاق ، و أنت الذي تفجر
مواهبها ، و أنت الذي تحيي فيها مواطن الضعف ، و أنت من تختار لها المرافق الذي
تستكمل معه مراحل تكوينها .
فالإصلاح نحن من يقوم بأعبائه و تكاليفه ، فإرادة التغيير الإيجابي الفاعل فيه نحن و ليس
غيرنا ،لهذا فلا تلم غيرك إذا كان المحصول تربيتنا كاسدا فـ ” كل مولود يولد على
الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو مجسانه “
و في الشعر تصديق ذلك .
وما نيل المطالب بالتمنـي *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال *** إذا الإقدامُ كان لها ركابا
فماذا ننتظر ؟
الأستاذ حشاني زغيدي