من منا يتحمل مسؤولية شكله ؟
السحنة المُميِّزة
محمد فياض
أعلن الرئيس الامريكي ابرهام لينكون ذات يومٍ عن حاجته لرجل يتولى منصب معين في البيت الابيض وبعد المشاورة عرض عليه احد اصدقائه رجل في العقد الخامس من عمره، وبعد مقابلة العمل المعتادة رفض لينكون المصادقة على تواجده وبررّ قائلاً بإنّ شكله لم ينال اعجابه فحاول صديقه تغير رأيه بقوله : يا فخامة الرئيس ليس منّا من اختار سحنته
فأجابه لينكون معقباً على كلامه: ليس احد يبلغ الاربعين من عمره وليس مسؤول عن سحنتهِ.
إنَّ الموقف العفوي بين لينكون ورفيقه ورد لينكون العبقري المليء بالحكمة درس ينبغي التأني والتأمل في مفرداته.
هل حقاً إنّنا مسؤولون عن سِحنتِنا؟
هل اطلع لينكون على شاهد في الكتاب المقدس استوحى هذه الفكرة منه سطوره؟
في الحقيقة انا اؤمن وبشدة على انّ افعال الانسان وسلوكياته تُحدد معيار قُبح وجمال المُتحدث ، فحقيقة الجمال المُطلق اسمى ان يُقيد بعيونٍ واسعة وشفاهٍ مقلوبة ، فهنالك علاقة طردية بين السلوك البشري والجمال الروحي المُنعكس على السِحنة البشرية .
فنمط حياة المرء وتصرفاته المُتغايرة (الحسنة والقبيحة ) تُساهم وبشكل لا ارادي وغير ملحوظ عن رسم صورته وتشكيل عنوانه في الاربعين او لربما قبل الاربعين ايضاً .
وقد تطرق القرآن الكريم لهذه الجزئية بقوله تعالى : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً)
ومما يثير الدهشة ايضاً ان الكتاب المقدس قد اولى اهتماما بالغاً لهذا الرقم وفي عدة مواضع
الامر الذي يستوجب فهم الدلالة المعنوية لرقم الاربعين المميز
فبلال صاحب البشرة السوداء كان البهي في عيون اصحابه ومن لطافة الامر انه البهي بعيوننا ايضاً
ما الذي جعل بلال بهيا خالد الجمال ؟
بالتأكيد سحنته وافعاله الجميلة التي احالت بشرته السوداء الى نور يسر عيون الناظرين
ومن زاوية اخرى ارى انّ تمكن الانسان من فن الذكاء الاجتماعي وقدرته على التواصل السليم مع بني جنسه سيساهم في اكمال سحنته بالفعل
فقول الانسان وافعاله هما اللذان يجسدان حقيقه المرء وليس جماله والتبختر بمحاسنه
وعندها ستفهم حقاً لماذا قال سقراط لاحدهم (تكلم حتى اراك)