تعاليقرأي

من فضلك.. اِقرأ ولا تسجّل حضورك.

رشيد مصباح(فوزي)

سألني أحدهم؛ من الأشخاص الذين حازتهم الظروف وتعرّفتُ عليهم، لماذا لا يشاركني ولا يهتم الكثير من الأصدقاء الفعليين و الافتراضيين في المواضيع التي أكتبها؟
قلتُ له وأنا استحضر المثل الذي يقول: لا كرامة لنبيّ في أهله. ولم أشأ أن أدخل معه في التفاصيل، لأنّي رأيتُ أن ذلك لا يجدي، حتى وإن كان ما قاله هذا الشخص يثير بعض المشاعر في نفس الإنسان.
وإن كان قد قاله من باب الغيرة والحسد، فحسبي الله ونعم الوكيل فيه وفي من يحسدني. والحاسد لا يدخل الجنّة، حتى وإن كان هذا الشخص من المشايخ الذين لا يستطيعون مفارقة المسجد لحظة.
ألـا يعلم هذا الفاضل أن الناس اليوم يميلون حيث مالت الكفّة؛ وأنّهم ”مع الواچف حتى ولو كان بهيم“. يتملّقون أصحاب النفوذ والمصالح، حتى وإن كانوا من الأراذل. شعارهم في ذلك: ”بهيمنا ولا حصان الغير“. أليس هذا ما يقولونه في الانتخابات؟
ألـا يعلم أن الناس اليوم لا تهمّهم ثقافة ولا كتابة، حتى وإن كان الذي يكتب يريد مشاركتهم مشاعره. ولا ما يكتبه غيرهم من مواضيع قد ترقى إلى مستوى الإبداع والنقد. ولا يغرنّك حضورهم شبه الدائم على الصفحات، وتسجيلهم الإعجابات. فالكثير منهم يقومون بذلك لأسباب معروفة؛ لا علاقة لها بما يُكتب أويُنشر.
نستثني من هذا الكلام ربما، بعض الكتّاب والأدباء أصحاب الهمّم الرّاقية؛ الذين يترفّعون عن مثل هذه المشاعر الدّنيئة. حتى وإن كان هناك صراع فكري – إيديولوجي بينهم. لأن صاحب الهمّة الرّاقية لا ينظر إلى من هو أدنى منه، بل من هو أعلى ليتعلّم منه، و ليجعل منه مثله الأسمى وقدوة يتأسّى بها.
كما أريد أن أستثني بعض الأشخاص الذين ليس لديهم استعداد للقراءة ولديهم تشنّج؛ بسبب عاهات وأمراض نفسية أو عضوية ربما. وهؤلاء لا يستخدمون مشاعر الكراهية والحسد مطلقا. لأنّ معاناتهم اليومية لا تسمح لهم بذلك.
هذه رسالتي إلى الحاقدين والحاسدين الذين حرصوا على أن يكونوا أصدقائي الإفتراضيين في البداية؛ والذين لم يتردّدوا في طلب الدعوة حرصا منهم على العلاقة التي بيني وبينهم، ثم من باب الفضول الذّميم، لأنّهم يريدون معرفة ما أكتب.
أقول لهؤلاء وهؤلاء، إنّني أعشق الكتابة منذ الصغر. فهي هوايتي ومهنتي وعالمي ورغبتي المفضّلة، قبل حتى وصول هذه الوسائل المعرفية الحديثة. وكل من يعرفني يشهد لي بذلك. فأنا لا أتسوّل الاعجابات ولا أبحث عن الشهرة ولا أترجّى صديقا ولا أطلب من أحد قراءة مواضيعي وأفكاري، سوى من كان يهمّه ما أكتبه ويهتم لأمري.
مع احترامي للجميع
وشكرا على القراءة والاهتمام الكريمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى