من ذوقيات المجالس و المناسبات
في فسحة المجالس يأخذنا الشوق لنسرح قليلا في لطائف المجالس و آدابها ،
ننتقي من ذوق و أدب الإسلام معاني و قيم غاب سحرها في المجالس و الأندية
و الأسمار، و لم يعد لها من أثر في واقع حياتنا .
بارد جلساءك بالسلام و التحية، فلتحية سحرها في المجلس، اجلس بروح ك
لا بجسدك، فللمجالس روح خاصة، و اجذب بحضور تباشير وجهك و
ابتسامك و مجاملات حديثك أصحاب المجلس.
و إن حطت رحالك مجالس القوم. فلا تعجل و اجلس حيث المكان الفارغ
الغير محجوز لأحد، و لا تخصص لك مجلسا خاصا يميزك عن جلسائك،
فنفوس الأحرار تكره التميز.
و لا تطلب من ندٌك أن يسدي لك خدمات خاصة، التي تعرف بخدمات الأقدار
و المقامات، خصوصا إذا كنت بمقدورك خدمة نفسك، فمن العيب أن تطلبها
في المناسبات أو المجالس من ندك و من نفس مقامك.
ما يجذب النفرة في المجالس النفوس الثقيلة ، صعبة الانجذاب في التواصل ،
تلك النفوس التي تلبس ثوب الحداد و العزلة ؛ و المجالس يجملها الانبساط و
التودد في غير انحلال أو خروج عن الذوق .
و من العوامل المؤثرة في المجالس و التي تعطيها سحرها؛ معرفة الأقدار في
المجالس، و أن يكون للمجلس وقاره ، و أن يكون المجلس مكانا تدار فيه
الحكمة و الرشاد ، و أن يحمل المجلس داخله القيم و الفضائل و خلال
الرجولة من لباقة الكلام و عذوبة المنظف .
الأستاذ حشاني زغيدي