معركة آزوف .. كتيبة (آزوف).. حرب أوكرانيا

 
حسن مدن
تحقق السيناريو الذي كان الرئيس الروسي بوتين يرغب في رؤيته؛ خروج المقاتلين المتحصنين في أقبية مصنع آوزفستال للصلب في ماريوبول لأسابيع، رافعين أيادي الاستسلام، وكان بوتين ظهر في فيديو مسجل مع وزير دفاعه، شويغو، بعد أن أحكمت القوات الروسية القبضة على كامل أراضي المدينة، باستثناء المصنع المذكور، وهو يدعو إلى عدم اقتحامه، حفاظاً على أرواح الجنود الروس، قبل أن يطلب منه إحكام الحصار على المنطقة التي يقع فيها المصنع، بحيث لا يسمح حتى لذبابة واحدة أن تمر، وبدا واثقاً أنهم سيستسلمون في النهاية بعد أن يدركوا ألا مفر من ذلك.
قرابة ألف عنصر من هؤلاء المقاتلين أصبحوا في أيادي القوات الروسية، بينهم عشرات، وربما مئات المصابين، ويدور سجال الآن حول المصير الذي ينتظرهم، فهل سيجري تبادلهم مع أسرى روس لدى القوات الأوكرانية، كما تطالب أوكرانيا، أم تلجأ روسيا إلى محاكمة من ينتمون منهم إلى كتيبة «آزوف» اليمينية المتطرفة، التي تصف روسيا أفرادها بالنازيين، والذين كانت ماريوبول معقلهم الرئيسي حتى قبل اندلاع الحرب الجارية الآن؟
الحقيقة أنه ليست موسكو وحدها من يصفهم بذلك. حسب تقرير مطوّل على موقع «دي. دبليو» الألماني، فإنه كانت هناك مبادرة في عام 2019 في الكونغرس الأمريكي لتصنيف كتيبة آزوف ك«منظمة إرهابية»، لكن المبادرة لم تنجح، ما يعني أن هذا التشخيص لهوية الكتيبة، كمجموعة متطرفة موجود حتى في أمريكا نفسها، وحسب الموقع إياه فإن لدى «آزوف»، ومنذ أعوام، اتصالات مع الوسط اليميني المتطرف في خارج البلاد، بما في ذلك ألمانيا، حسب ما أفادت به الحكومة الألمانية في ردها على سؤال لكتلة حزب اليسار في البرلمان الألماني «بوندستاغ».
نشأت «آزوف» عام 2014 من كتيبة متطوعين في مدينة بيرديانسك، لدعم الجيش الأوكراني في قتاله ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرقي أوكرانيا، وكان هؤلاء المتطوعون جزءاً مما يسمى ب «القطاع اليميني»، وبعض هؤلاء ينحدرون من مشاغبي الملاعب «ألتراس»، وآخرون كانوا نشطين ضمن المجموعات القومية المتشددة.
كما أثارت «آزوف» الجدل بسبب رايتها وشعارها. فالشعار له دلالة يمينية متطرفة، إنه رمز وثني، استخدمه النازيون أيضاً في القرن الماضي، وفي حرب عام 2014 كانت هناك اتهامات كثيرة للمقاتلين المتطوعين، بمن فيهم مقاتلو آزوف، بسوء السلوك والقيام بأعمال سلب ونهب.
وتلخص ليز دوست كبيرة المراسلين الدوليين في «بي. بي. سي» الوضع الناشئ بعد استسلام المتحصنين في مصنع «آزوفستال» بالقول: «ماريوبول هي جائزة استراتيجية للروس، لكن أعضاء كتيبة آزوف هم جائزة للرئيس بوتين»، الذي قد يقدّمهم كدليل على ما قاله عن وجود نازيين في أوكرانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى