مصير محور المقاومة الآن .. هل يجوز لنا الحديث عن محور المقاومة
مصير محور المقاومة الآن .. هل يجوز لنا الحديث عن محور المقاومة
اسف , لا اعرف ما سيحل بمحور المقاومة , ولكن اعرف كيف تقطعت اوصاله
محمد رضا عباس
عندما خططت منظمة حماس لمعركة ” طوفان الأقصى” ضد الكيان الصهيوني , كان في ذهن المخطط ان الحكومات العربية ان لم تكن داعمة له , فلن تكون خصم له . كان على خطا , الحكومات العربية انقسمت بين ساكت و داعم للكيان الصهيوني , بل وخرج خط اخر لم يحسب له حساب , وهو الوقوف العلني لرجال دين وسياسيين يشتمون حماس , ويدعون لهم بالويل والثبور , والخذلان بدل النصر المؤزر.
ولما لم يكن هناك ناصرا للقضية الفلسطينية وتحرير الأرض , تبرعت سوريا وايران وحزب الله وانصار الله الحوثين , ومجموعة صغيرة من قوات الحشد الشعبي العراقي للوقف مع الفلسطينيين . سوريا وايران لم يدخلا بالمواجهة مع اسرائيل , ولكنهما كانا المصدرين الرئيسيين لتزويد المقاومة الفلسطينية و اليمنية و العراقية بالسلاح والعتاد .
رد الفعل الكيان الصهيوني على عملية ” طوفان الأقصى” لم يكن متوازي . إسرائيل ومن كان يدعمها قرروا كسر ظهر حماس ومن ناصرها , فكان رد الفعل الإسرائيلي عنيفا وقاسيا الى درجة وصل عدد شهداء وجرحى اهل غزة بفعل الغرات الجوية والارضية ما يقارب 150 الف , والى درجة اعتبرت المحكمة الجنائية الدولية ان ما يقوم به نتنياهو ووزير دفاعه في غزة ” جرائم حرب” وعقوبته الاعتقال .
إسرائيل في عملياتها العسكرية ضد حماس شملت ليس فقط القتل وتجويع أبناء غزو وتدمير 80% من القطاع , وانما شمل ملاحقة قادة حماس أينما وجدوا , الى درجة أوصلت المنظمة ان تحارب بدون راس او قيادة , ومن هؤلاء الذين اغتيلوا على يد القوات الإسرائيلية هم : صالح العاروري , مروان عيسى , محمد الضيف , إسماعيل هنية رئيس حركة حماس , و يحيى السنوار خليفة هنية .
ومع تأكد الكيان الصهيوني بضعف المقاومة في غزة , وعدم قدرتها على استمرار زخمها الأول وسكوت العرب والمسلمين عن الجرائم بحق الفلسطينيين , دار الكيان وجه نحو حزب الله في لبنان الذي كان يتبادل الضربات مع إسرائيل , طيلة سنة كاملة دعما لأهل غزة.
قبل ان يبدئ الكيان الصهيوني عملياته العسكرية ضد جنوب لبنان , قرر تحييد اكبر عدد ممكن من انصار حزب الله عن طريق القتل الالكتروني , وهو ما قام به يوم 17 أيلول 2024 , من تفجير أجهزة النداء ( البيجر) التي كان يحملها عناصر حزب الله في لبنان عن بعد. وبهذه العملية النوعية يكون الكيان قد انجز اول مرحلة لتحييد او ارباك عناصر حزب الله في الجنوب اللبناني. العملية عطلت عنصرا مهما من عناصر التواصل بين أعضاء الحزب , وكشفت هوية اعضاءه في كل لبنان . انتجت العملية باستشهاد 12 مواطنا , واصابة 2800 , من بينهم 200 في حالة حرجة .
بعد ذلك دخلت إسرائيل في معركة مفتوحة مع حزب الله استخدمت جميع الأسلحة المتقدمة في حوزتها ودعم غير مسبوق من ” العالم المتحضر” . لقد لعبت القوات الجوية الإسرائيلية دورا مهما في الرد على هجمات حزب الله . يضاف الى ذلك , استخدمت إسرائيل نفس الاستراتيجية التي استخدمتها مع حركة حماس , وهو قتل قادة حزب الله , فكان رئيس الحزب احد الضحايا . قائمة الاغتيالات لقيادة حزب الله طويلة جدا ولكني اخترت بعض افرادها المعروفين وهم : وسام حسن طويل , طالب سامي عبد الله , محمد ناصر , فؤاد شكر , إبراهيم عقيل , احمد وهبي , إبراهيم قبيسي , محمد حسين سرور ,حسن نصر الله رئيس حزب الله , حسن خليل ياسين , نبيل قاووق , و هاشم صفي الدين خليفة السيد حسن نصر الله.
وفي يوم اعلان وقف اطلاق النار بين حزب الله و إسرائيل خرجت اخبار بتحرك الفصائل المسلحة المناوئة للرئيس السوري بشار الأسد . كان زحف فصائل هيئة تحرير الشام نحو دمشق سهلا وبدون مواجهات كبيرة . الاخبار ذكرت بان قادة الجيش السوري لم يكن لهم الرغبة بوقف زحف الفصائل المسلحة المدعومة من قبل الولايات المتحدة الامريكية وتركيا . العملية لم تطل كثيرا لقد بدأت يوم 27 تشرين ثاني وانتهت يوم 8 كانون اول , يوم سيطرت هيئة تحرير الشام بقيادة احمد الشرع على دمشق واسقاط الأسد. كان شعار أبو محمد الجولاني او احمد الشرع هو قطع اذرع ايران في المنطقة والتعايش مع إسرائيل . ومع هذا العرض السخي للإسرائيليين , الا ان إسرائيل اغتمت فرصة انهيار النظام في سوريا وراحت تدمر المواقع العسكرية ومخازن السلاح و مراكز البحوث في جميع محافظات البلد بدون ردع.
ففي اليوم الذي خرج الالاف من السوريين مبتهجين بسقوط بشار كانت ارض سوريا تحترق من الضربات الجوية الإسرائيلية . الهجمات الجوية بلغت اكثر من 300 هجمة , كلفت سوريا عشرات المليارات , وحسب بعض المختصين ستحتاج سوريا الى 50 عاما لإعادة بناء قواتها الدفاعية . وكالة رويترز نقلت عن مصدرين أمنيين سوريين قولهما إن إسرائيل قصفت قواعد جوية رئيسية في سوريا، ودمرت بنية تحتية وعشرات الطائرات المروحية والمقاتلات.
وعلى الأرض , قام الكيان الإسرائيلي بالتوغل البري نحو الأراضي السورية حتى غدا الجيش الإسرائيلي على بعد 15 كيلو متر من العاصمة السورية , دمشق . ومن على هضبة الجولان المحتلة وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، ليعلن انهيار اتفاقية فصل القوات بين إسرائيل وسوريا لعام 1974، بحجة انسحاب قوات الجيش السوري من مواقعها، مطالبا قواته بالسيطرة على منطقة جبل الشيخ.
وفي البحر نفذ سلاح البحرية الإسرائيلي ضربات واسعة النطاق لتدمير الأسطول التابع للقوات البحرية في ميناءي البيضا واللاذقية . وحسب مراسل صحيفة هآرتس الصهيونية , فان هجمات إسرائيل على ميناء مدينة اللاذقية قد دمر سفن تابعة للبحرية السورية بالكامل ، كما دمرت منظومة الدفاع الجوي في الميناء. وبالملخص وحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه تم الانتهاء من الجزء الأساسي من العملية في سوريا، مشيرة إلى أنه جرى تدمير من 70% إلى 80% من القدرات العسكرية لنظام بشار الأسد .
اما عقوبة اليمن على مشاركتها دعم النضال الفلسطيني من اجل ارضه و شرف الامة , فلم تكن اقل من دمار غزة او الجنوب اللبناني . فقد اتفقت أمريكا وبريطانيا بضرب مواقع عسكرية ومدنية في هذا البلد , ردا على هجمات الحوثيين على سفن النقل البحري التي تنقل البضائع الى الكيان الصهيوني في البحر الأحمر والأبيض . فقد بدء الهجوم الصاروخي الجوي والبحري يوم 12 كانون الثاني 2024 , ولم ينتهي حتى بعد ان توقف القتال في جنوب لبنان وانهيار نظام بشار الأسد . فقد أفادت جماعة الحوثي يوم 15 كانون الأول 2024 ( 8 أيام بعد سقوط دمشق)بان غارات أمريكية – بريطانية استهدفت مدينة التحيتا بمدينة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر. وامعانا بذل المقاومة الإسلامية , طالب الرئاسي اليميني بإضافة الحوثيين ” منظمة إرهابية”. وفي يوم 16 كانون الأول 2024 , وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بكل وقاحة بإذلال العرب والمسلمين بالقول ” قبل عام قلت اننا سنغير الشرق الأوسط ونحن نغيره بالفعل “, مضيفا ” سوريا ليست سوريا نفسها ولبنان ليست لبنان نفسه و غزة ليست غزة نفسها , وراس المحور ايران , ليست ايران نفسها”.
اما القادم على ايران , فان الله اعلم.