أمن وإستراتيجيةدراسات و تحقيقاتفي الواجهة

الترتيبات الأمنية لأوكرانيا مستقبلا

الترتيبات الأمنية لأوكرانيا مستقبلا – 1 –

مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب

رغم أن قبول عضوية أوكرانيا في الناتو لا تزال عالقة ، إلا أنه أضحى لا مندوحة عن التوصل – مع الغرب – إلى إقرار ترتيبات أمنية قابلة للتطبيق على المدى القريب والمتوسط والبعيد. فأوكرانيا في حاجة ماسة لتدريب جيشها وتجهيزه ، وتقعيد ودعم صناعة الدفاع المحلية في البلاد ، وهذا أمر لن يستقيم فعلا إلا بانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.

في هذا السياق اقترح “إريك سياراملا” ( *) – Eric Ciaramella – ترتيبات أمنية طويلة الأمد ومتعددة الأطراف تمكن كييف من حيازة جيش قوي مدعوم بتعهدات مقننة بدعم التدريب والتجهيز والتعاون الصناعي الدفاعي من طرف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وهي ترتيبات تعطي الأولوية لاستراتيجية الردع من خلال نشر جيش قوي وحديث وجيد التدريب ، وهذا من شأنه رفع تكلفة العدوان، مما سيؤدي بروسيا أن تفقد الثقة في تفوقها العتادي والكمي وتقليص قدرتها على تحقيق أهدافها بأوكرانيا بالقوة.

(* ) – باحث في مؤسسة “كارنيغي للسلام الدولي” – Carnegie Endowment for International Peace – يركز أبحاثه على أوكرانيا وروسيا ضمن برنامج “روسيا وأوراسيا”. عنوان بحثه:

« Envisioning a Long-Term Security Arrangement for Ukraine »

يقر “إريك سياراملا” في بحثه هذا، أن على أوكرانيا وشركائها – بغض النظر عن التطورات في ساحة المعركة – التفاوض على ترتيب أمني طويل الأجل الآن وحاليا. فإن التوصل إلى توافق في الآراء عاجلاً وليس آجلاً بشأن إطار عمل يكون أكثر منطقية من تأجيل القرارات المثيرة للجدل حتى تنتهي الأعمال العدائية واسعة النطاق. إذ يمكن للترتيبات الأمنية أن تقوض قناعة الرئيس فلاديمير بوتين بأن روسيا يمكن أن تصمد أمام أوكرانيا والغرب وتفقده الثقة في نفسه. كما يمكنها أن تجعل أوكرانيا قادرة على الدفاع عن سيادتها حتى لو لم تحرر كامل أراضيها قريبا.

وهذا، علما أن النموذج الأمني المقترح ليس بالضرورة بديلاً لعضوية الناتو ، التي تتمتع بدعم قوي من قادة أوكرانيا وشعبها . لقد وعد حلفاءها بمكانة نهائية في الناتو ، لكنهم أوضحوا أن هذا لن يندرج في جدول الأعمال أثناء استمرار الحرب، وسيتطلب وقتا لتصبح أوكرانيا.عضوا في الحلف. لذلك ، يصر الاقتراح على تعزيز قدرة الدولة على الدفاع عن نفسها لأنها ستظل خارج حلف الناتو لفترة قد تطول. لكن في ذات الوقت ، تؤكد المقترح على الدور الحاسم الذي سيلعبه انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي بخصوص أمنها على المدى الطويل. وعلى الولايات المتحدة – من جهتها – أن تقود المحادثات حول ترتيب أمني مستقبلي، لا سيما المزيد من تفعيل قدرتها على المساعدة الأمنية وتقوية التنسيق متعدد الأطراف باعتباره حيوي لنجاح هذا الترتيب الأمني ، وقد يساهم تعهد أمريكي واضح وطويل الأجل لأوكرانيا في دفع أوروبا إلى توسيع التزاماتها وتقويتها ، مما سيساهم في تقاسم الأعباء بين حلفاء أوكرانيا . كما أنه على سيكون الترتيب الأمني المقترح أن يكون مرنًا ليشمل التزامات من الاتحاد الأوروبي بشكل جماعي، ومن الدول الأعضاء الفردية، ومن الدول الأخرى.

يحدد هذا المقترح خمسة عناصر ضرورية لترتيب أمني مستقبلي:

  • الإقرار السياسي والقانوني القوي الذي يضمن استمرار الترتيب بغض النظر عن الدورات الانتخابية وتغييرات القيادة في الولايات المتحدة وأوروبا،
  • قنوات متعددة قابلة للاشتغال لسنوات للإمدادات العسكرية تمكّن أوكرانيا من التخطيط والحفاظ على قوة قادرة على ردع العدوان الروسي،
  • دعم صناعة الدفاع الأوكرانية ،
  • آليات للمشاورات السياسية ، وتبادل المعلومات ، والتنسيق لضمان تلبية الاحتياجات العسكرية لأوكرانيا في الوقت المناسب،
  • ارتباط واضح بعملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وإعادة الإعمار بعد الحرب.

سيكون أمن أوكرانيا على المدى الطويل من بين أكثر الأسئلة المربكة التي ستواجهها الولايات المتحدة وأوروبا في السنوات المقبلة. و نظرًا لعدم العضوية في الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) حاليا أو في المستقبل القريب ، فإن أوكرانيا ستبقى في منطقة “رمادية خطيرة” ، خارج النظام الأمني الأوروبي و هي تواجه تهديدًا عسكريًا حادًا إلى أجل غير مسمى، علما أن واشنطن و أوروبا لن يرسلا قواتهما للدفاع عن أوكرانيا أثناء تعرضها للهجوم، وأقصى ما يمكن القيام به هو الحفاظ على مستويات عالية من المساعدات العسكرية .

لهذا السبب، يرى المقترح أنه يتعين على أوكرانيا وشركائها التوصل إلى ترتيب أمني الآن دون انتظار، وعليه أن يكون ترتيبا أمنيا قويا بما يكفي لزعزعة اعتقاد الكرملين بأن انتظار حسم انضمام كييف للاتحاد الأوروبي في صالحه . فمن الضروري الاتفاق حالا على الترتيب الأمني حتى تتمكن كييف من بناء قوة دفاع عن النفس قوية ومستدامة، وهذا حتى لو احتدمت الحرب مستقبلا.

ويرى المقترح، ولو أن المطلوب قد يبدو مهمة صعبة، ولا يوجد نموذج دقيق لمثل هذا الترتيب المتعدد الأطراف المعقد، فإن الترتيب الأمني المقترح قابل للتطبيق. يعد الدعم العسكري الهائل الذي قدمته الولايات المتحدة وأوروبا وغيرهما منذ بداية العدوان الروسي الشامل، والابتكارات السياسية والبيروقراطية التي رافقت هذه المساعدة، أساسًا متينًا لرسم خطة طويلة الأجل. وقد قدمت الحكومة الأوكرانية اقتراحًا مع ميثاق كييف الأمني لترجمة هذا الدعم المستمر إلى إطار عمل أكثر ديمومة ، كما يمكن أن تقدم العلاقات الدفاعية الوثيقة للولايات المتحدة مع الحلفاء غير الأعضاء في المعاهدة – ولا سيما إسرائيل – تصورا لكيفية إنجاز الترتيب الأمني المقترح على أرض الواقع.

إن شكل هذا الترتيب الأمني طويل الأجل لأوكرانيا وكيفية جعله موثوقًا ومستدامًا يعتمد على تحليل المتطلبات الأوكرانية والرؤى والنماذج الأمنية الناجحة الحالية ، وذلك ليقترح شبكة من الاتفاقات والالتزامات متعددة الأطراف تتمحور حول تدريب وتجهيز قوة عسكرية كبيرة في المستقبل، مما سيُلزم الأطراف بضمان قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ، دون القتال نيابة عنها.

إن قيادة النقاش حول الالتزامات الأمنية لأوكرانيا موضوع على عاتق الولايات المتحدة – مع أوروبا -، ولا يمكن لأي جهة أخرى أن تضاهي قدرة واشنطن على توفير وتنسيق وتقديم مساعدة أمنية مؤثرة في الوقت المناسب ودعم استخباراتي وحلول صناعية دفاعية. كما أن تعهد الولايات المتحدة القوي لأوكرانيا من شأنه أن يدفع أوروبا إلى تقديم التزامات أمنية أكبر وأكثر ديمومة ، وبالتالي خلق صيغة مستدامة لدعم أوكرانيا للدفاع عن النفس بغض النظر على الوقت الذي سيتطلبه ذلك.

طبعا، يجب أن يرتبط الاتفاق طويل الأجل ارتباطًا وثيقًا بعملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي أيضًا ، مع تكامل السياسة الأمنية للبلاد والقاعدة الصناعية الدفاعية تدريجيًا مع تلك الخاصة بالاتحاد ، وإن كانت مرتبطة بشدة بالولايات المتحدة. وبمجرد انتهاء الحرب ، يمكن تعزيز الترتيب لتجسير الفترة حتى تنضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي ، مما يمنحها ضمانات أمنية خاصة بها.

الخطة المقترحة ليست بديلاً للعضوية في حلف الناتو – والتي ستظل مطلبًا رئيسيًا من قادة وسكان أوكرانيا- بدلاً من ذلك ، وإنما هي خطة تدرك أن الحلفاء ليسوا مستعدين لقبول أوكرانيا حاليا عضوا، لمنها تقدم طريقة لترسيخها (أي أوكرانيا) في نظام الأمن الأوروبي ومنظومته في الوقت الحالي. إنه ، بشكل من الأشكال ، حل مؤقت، ولكن مع استمرار وجود احتمالات – رغم أنها غير مؤكدة حاليا – لعضوية الناتو ، إلا أنه يجب أن يكون هذا الحل ذا مصداقية بما يكفي ليسمح بالتطور. كما أنه ينطلق من فهم واضح بأن روسيا ستظل تشكل تهديدًا لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها – وبالتالي لأمن أوروبا – لفترة طويلة ، مع الحفاظ على مساحة للمناورة مع موسكو إن هي غيرت مسارها.

الفرصة سانحة الآن أكثر من أي وقت مضى

إن اهتمام الولايات المتحدة وأوروبا بأمن أوكرانيا على المدى الطويل واضح ومقنع الآن (1) . ويشكل الغزو الروسي تهديدًا لأمن أوروبا وازدهارها ، وهو ما تهتم به واشنطن كثيرا و بشدة غير مسبوقة. إن الأمر واضح، وجوب ردع روسيا وأي معتدين محتملين عن محاولة تغيير الحدود من خلال القوة العسكرية. وفي نفس الوقت ، لا ترغب الولايات المتحدة وأوروبا في نشر قواتهما في الميدان للدفاع عن أوكرانيا – على الأقل حاليا – بسبب الرغبة في تجنب حرب مباشرة بين القوى النووية.

(1) – انظر : “استراتيجية الأمن القومي” ، البيت الأبيض ، أكتوبر / تشرين الأول 2022 ،
https://www.whitehouse.gov/wp-content/uploads

Biden-Harris-Administrations-National-Security-Strategy-10.2022.pdf.

لقد أشار القادة الغربيون – مرارا وتكرارا – إلى أنهم سيدعمون أوكرانيا مهما طال زمن الحرب (2) . لكن هذا العزم لم يثن بوتين عن المضي السافر في “عمليته العسكرية الخاصة العدوانية”، بل يبدو أنه واثق أن الوقت في صالحه، ويرى أن الغرب “متقلب المزاج” وسوف يتعب من الحرب ، مما سيؤدي إلى تقليص الدعم لأوكرانيا . ويعتقد بهذا الرأي الكثير من المحيطين ببوتين ومدعميه، لهذا أن هناك اعتقاد قوي بأن الوقت سيعمل لصالح موسكو . كما أن شعور المسؤولين الأوكرانيين بالقلق باد جدا بخصوص: هل أن خطاب الغرب سيقابله – فعلا – دعم متواصل لهم ؟ سيما وأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الأبواب ( 2024 ) مع وجود انتقادات بعض المتنافسين البارزين للرئاسة بخصوص الدعم العسكري المستمر لأوكرانيا ، مما قد يوشي أن سياسة واشنطن “طويلة الأمد” غير مؤكدة وغير ثابتة (3) .

(2) – “بيان قادة مجموعة السبع، « البيت الأبيض، 24 فبراير 2023،
https://www.whitehouse.gov/briefing-room/statements-releases/2023/02/24/g7-leaders-statement- 5 /
(3) – انظر:
“ميج كينارد” – Meg Kinnard – ، “الانقسام حول دعم أوكرانيا يظهر في بداية 2024 “-
“Divide on Ukraine support emerges in early 2024 GOP field,”

https://apnews.com/article/ukraine-republican-president-2024-tucker-carlson-446e5c4aab7fd1f077f3ce453144d24a.

تدرك الولايات المتحدة وحلفاؤها أنه يجب عليهم تطوير ترتيبات “بشأن الأمن المستدام والالتزامات الأخرى” لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها في حرب طويلة الأمد ، و وبما خلال فترة أطول من إعادة الإعمار الاقتصادي وإعادة البناء العسكري بعد الحرب. فالرئيس الأوكراني يؤكد بشدة أن العدوان الروسي لن ينتهي إطلاقا وأن السلام ، وإن حل ، لن يكون مستداما ما لم يتم ضمان أمن كييف على المدى الطويل .لكن يبدو أنه ما يزال هناك تردد واضح من طرف المسؤولون الغربيون بخصوص فحوى الترتيبات الواجب اعتمادها، إذ هناك خلافات كثيرة في تفاصيلها. قد يكون مسار الحرب العدوانية الروسية غير مؤكد ، و أن الإحجام عن تطوير إطار عمل دائم لدور أوكرانيا في النظام الأمني الأوروبي أمر مفهوم، لكنه في ذات الوقت، قد تكون هذه الرؤية قصيرة النظر، ومن شأنها معاكسة مسار تحقيق ما يرغب الغرب تكريسه بعد هذه الحرب العدوانية.

قد يكمن وراء هذا التردد الغربي جملة من الشكوك التي ماتزال تسكنه ، منها:

  • الاعتقاد بعدم جدوى التفكير في ترتيبات أمنية طويلة المدى مادام لم يتضح بعد مآل الهجوم المضاد في أوكرانيا ،
  • انتظار التقدم في ساحة المعركة ، حيث يرى البعض أنها أفضل فرصة لكييف لتغيير مسار الحرب بشكل حاسم لصالحها،
  • توقع البعض في الغرب أن يؤدي اختراق أوكرانيا إلى دفع بوتين إلى قبول الجلوس إلى طاولة المفاوضات بشروط أكثر ملاءمة لكييف ،
  • أمل البعض أن تؤدي هزيمة عسكرية مدوية لروسيا إلى المزيد من التغييرات الجذرية التي سيكون لها انعكاس شامل لسياسة الكرملين تجاه أوكرانيا وربما الإطاحة ببوتين.

قد تكون هذا الترقب وهذه الانتظارية من أسباب تجنب المحادثات الصعبة حول أمن أوكرانيا على المدى الطويل. ومما يعزز هذا التردد، بروز نظريات متنافسة حول كيفية تقعيد الترتيبات الأمنية لتتناسب مع “سيناريوهات مختلفة” لكيفية انتهاء الحرب.

وربما قد يكون الامتناع – أو عدم الحماس – لاعتماد التزامات صارمة الآن سيسمح للغرب بنشر ترتيبات أمنية لاحقًا لحث كييف على القبول ( من قبيل تسوية تفاوضية لا تفي بالهدف المعلن بتحرير كامل أراضي أوكرانيا ). و في الوقت ذاته، قد يبدو ربط الترتيبات الأمنية بمحادثات السلام من شأنه أن يحمل احتمالية إدخال روسيا فيها المحادثة، وبالتالي، بدون الموافقة الروسية ، لن يدوم أي ترتيب.

الواضح حاليا، هو أن انتظار تحديد الترتيبات الأمنية تمنح لكييف مساحة أقل للمناورة ، وحتى النجاح العسكري الأوكراني الأخير ونجاحات أخرى مثله، من غير المرجح أن تؤدي إلى نهاية الحرب . كما أن تكييف ترتيبات أمنية بمحادثات السلام التي قد تستمر لسنوات، من شأنها أن توقع أوكرانيا في مأزق لا يمكن تحمله ومن شأنه تأخير اتخاذ قرارات مهمة وحاسمة بخصوص إعادة هيكلة قوتها العسكرية في المستقبل.

من ناحية أخرى ، إذا كان الهجوم المضاد الأوكراني أقل نجاحًا ، فقد تبدو الخطة المقدمة على عجل وكأنها جائزة ترضية. كما أنه ليس من المعقول أن نأمل في ظهور “قيصر جيد” قد يعكس مسار روسيا. إلى حد الآن، حافظ نظام بوتين على نوع من المرونة في مواجهة النكسات العسكرية ، كما أن قوة وعمق عداء النخبة الروسية تجاه أوكرانيا يعنيان أن التغيير الحقيقي في نهج الكرملين سيتطلب حسابًا وطنيًا روسيا، وهذا احتمال لايزال بعيد المنال.

وقد يكون تردد بعض المسؤولين الغربيين في صياغة رؤية طويلة المدى، نابع من خشيتهم القيام بذلك قبل أن تحرر أوكرانيا جميع أراضيها، قد يجبرها ذلك على الدخول في سلام سابق لأوانه يضفي الشرعية على العدوان الروسي ويسبب تقسيمًا دائمًا. إلا أن معظم التدابير الأمنية المذكورة سالفا (التدريب والتجهيز والحلول الصناعية الدفاعية ) يمكن تقنينها ضمن ترتيب طويل المدى لا يعتمد على استعادة أوكرانيا للسيطرة على كامل أراضيها. وبذلك ستكون الالتزامات الأمنية نشطة منذ البداية دون انتظار سبب جديد من قبيل هجوم روسي لاحق.

هناك رؤية أخرى تعتقد أن أوكرانيا لن تكون آمنة حتى تصبح عضوا في حلف الناتو وأن أي ترتيب أمني آخر من شأنه أن يقوض هذا الهدف (أمن كييف)، لكن ليس هناك إجماع بين الحلفاء بهذا الخصوص، والكثير منهم يرون أن العضوية ستكون في أحسن الأحوال احتمالية طويلة الأجل بعد نهاية الحرب . لكن ليس هناك أي مانع للقيام بـ “ترتيب أمني مؤقت”، اعتبارا أنه لن يجبر الناتو على قبول عضوية كييف، وأيضا يمكن أن يتحول هذا الترتيب إلى الدائم . وفي كلتا الحالتين ، من شأنه تحسين قابلية “التشغيل البيني” لأوكرانيا مع الناتو في هذه الأثناء.

عموما، يرى الكثير من الخبراء والباحثين أن الحجج المدلى بها – لحج الآن – لتأجيل مناقشة الترتيبات الأمنية لأوكرانيا ليست مقنعة . كما يرون إن توضيح الرؤية طويلة المدى من شأنه تقليل تفاؤل بوتين بالحرب وإقناعه بأنه يخوض معركة خاسرة ، كما أنه – من جهة أخرى – سيؤكد لأوكرانيا التزام الغرب المستمر بسيادتها بغض النظر عن كيفية تطور الحرب . وستكون الترتيبات الأمنية المدعومة من الغرب دافعا لمعظم الشركات الخاصة الأجنبية للاستثمار في جهود إعادة الإعمار لاحقا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى