مصائد المغفلين

 
 
ضرغام الدباغ
هناك أنواع عديدة من الألغام تستخدم ضد أهداف مختلفة وفي ظروف وأغراض مختلفة، فهناك الألغام ضد الأفراد، والألغام ذد الآليات، والألغام المضادة للدروع بأنواعها وأحجامها المختلفة، وهناك لغم له أسم طريف ” مصائد المغفلين ” وهذه يطيب لي أن أستخدمها في السياسة بناء على وظيفتها وليست تسميتها فحسب.
مصائد المغفلين هي عبارة عن ألغام صغيرة، وقد تكون صغيرة جداً، ولكنها شديدة الفاعلية. تزرع هذه الألغام ” مصائد المغفلين ” في أماكن لا تخطر على البال، يتعثر بها قليلوا الحذر كأن توضع في ظرف رسالة لا تثير الشبهات ….! فتقل من يحاول فتح الرسالة، أو تبتر أصابعه على الأقل جزاء عدم حذره…! أو خلف لوحة زيتية رائعة يتغافل من يريد أن يستولي عليها وينتزعها من مكانها على الجار فتنفجر وتودي بحياته. فالمغفلين يقتلون أو تبتر أجزاء مهمة منهم فيصبحون مقعدين يلازمون بيوتهم يتفرجون على التلفاز وعلى المسلسلات الدرامية وما أكثرها …!
خلص … انتهيت من التلميح ولننتقل للتصريح ..! ليست هناك عبارة، امتهنت، وأهينت حاول مستخدموها أن يغلفوها بما لا تحتمل كمصطلح أو عبارة ” التجديد ” فيضعون عليها كميات كبيرة من أصباغ وألوان التجميل لتبدو على ما غير عليه في الواقع ترويجاً لسلعة خربانة، تعبانة … أو حتى مشبوهة .. وأحيانا لكي تنسجم مع منطوق المصطلح ” تجديد ” للسلعة التعبانة المنتهية الصلاحية (expired) وتكثر الاصباغ طرديا مع وعي الجمهور المتلقي، فيتقلب الأمر إلى مهزلة حقيقية. والمهزلة الأكبر حين يتولى الأمر ” التصبيغ والتجميل …. التجديد ” أناس لا قبل لهم ولا قدرة، فيصبح حالهم ككلمات الأغنية ” لا تلعب بالنار تحرق اصابيعك ” .
وإذا أسأنا الظن والعياذ بالله ولسنا ممن يسيئون الظنون بسرعة، نقول أن المجددين غير مؤهلين لهذا الدور، فهم كمبتدأ في الرقص، ويتنطح لرقص الفالس … والجمهور المشاهد الأذكياء يكتشف بسرعة أنهم هواة في الرقص .. وفي حالتنا هواة في الرقص على الكلمات فيأتي التلفيق بدائيا ساذجاً وتلاعب وتحايل (Minipulation) بالكلمات، وقصة التجديد هذه مفضوحة المرامي والأهداف، فكل من يريد أن يدس لنا لغماً يهتف بلوعة ” التجديد … التجديد ..” لماذا … لأن التجديد ينطوي على أن يحاول أن يغير ما عجزت أسلحته فعله .. لهؤلاء نقول كلمة واحدة : ” قولوا لنا إن كنتم تقدرون .. تجديد ماذا ..؟ ” فهم إما لا يعلمون ماذا يقولون وهو الأرجح، ولكنها كلمة / لغم / قنبلة دخان لإعماء الأبصار نجزم أنهم لا يعلمون ماذا يعني التجديد، أو لا يجرأون على قوله، فمخرج الحفلة أغبى منهم، ولم يخبرهم بتفاصيل الدور .. وهم مروجون لسلعة فاسدة، ضحى بهم المخرج بسهولة …
أسفا ً … على المروجين … وأسفي على من أبتلع الطعم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى