أحوال عربيةأخبار

ماذا يعني اتفاق التنسيق الأمني والعسكري لمحور المقاومة لإسرائيل ودول التطبيع؟

ماذا يعني اتفاق التنسيق الأمني والعسكري لمحور المقاومة لإسرائيل ودول التطبيع؟

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

التقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في 2/9/ 2023 في بيروت مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري استعرضوا خلال هذا اللقاء آخر المستجدات المتعلقة بلبنان وفلسطين، وتصاعد حركة المقاومة في الضفة الغربية والتهديدات الإسرائيلية باغتيال قادتها، وأصدروا بيانا أكدوا فيه الموقف الثابت لمحور المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وشددوا على أهمية التنسيق والتواصل اليومي والدائم بين حركات المقاومة خصوصا في فلسطين ولبنان.
والجدير بالذكر أن هذا اللقاء جاء في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية المحتلة تناميا واضحا في وتيرة العمليات البطولية التي يقوم بها الشعب الفلسطيني ضد دولة الاحتلال، وفي ظل تهديد نتنياهو بملاحقة واغتيال قادة المقاومة ” في غزة والضفة وكل مكان”، وتغول حكومته وعصابات المستوطنين في حربهم المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته. فهل سيكون التنسيق الأمني والعسكري لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان، خاصة بين حزب الله وحماس والجهاد بداية لتزويد المقاومة بأسلحة أكثر تطورا تمكنها من القيام بعمليات نوعية لم يشهد لها الصهاينة مثيلا من قبل؟ وماذا ستكون تداعيات ذلك على السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى الدول العربية التي استسلمت وطبعت مع تل أبيب، وعلى تلك التي تجري محادثات سرية مع دولة الاحتلال بشأن التطبيع وتنتظر الفرصة المواتية لإعلانه رسميا؟
هذا الاتفاق على التنسيق بين حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي سيساهم في تقوية المقاومة الفلسطينية عسكريا، وفي تطوير نوعية عملياتها من حيث التسليح والتخطيط والتنفيذ، ويشجع المزيد من الفلسطينيين على الانخراط في صفوفها، ومن ثم تحويلها إلى مقاومة شاملة تثبت لنتنياهو وحكومته وقطعان المستوطنين أن اعتداءاتهم على الفلسطينيين لن تزيدهم إلا صلابة واسرارا على مقاومة الاحتلال، وان أملهم وجهودهم ومؤامراتهم وتنسيقهم مع السلطة ودول التطبيع لوقف المقاومة، أو حتى إضعافها وإرغام الفلسطينيين على قبول حل سلمي بمواصفات وإملاءات صهيونية ليست سوى أضغاث أحلام لن تتحقق أبدا!
محور المقاومة بصورة عامة، خاصة حزب الله، وحماس، والجهاد الإسلامي، وعرين الأسود، وكتائب جينين والمجموعات المقاتلة الأخرى تحظى بإعجاب ودعم وتأييد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى لكونها تعبر عن إرادة تلك الشعوب الرافضة للتطبيع والذل والاستسلام للصهاينة؛ ولهذا فإن التنسيق السياسي والعسكري والأمني بين حزب الله وحماس والجهاد والفصائل الفلسطينية الأخرى سيدعم تصاعد المقاومة، وستكون له تداعيات سلبية على استمرار السلطة الوطنية الفلسطينية التي فقدت مصداقيتها وتأييد معظم الفلسطينيين والعرب لها، وما زالت تراهن على اتفاقيات أوسلو وملهاة حل الدولتين والأكاذيب الأمريكية، وسيسبب المزيد من القلق للحكام العرب الذين تجاهلوا إرادة شعوبهم وطبعوا مع الصهاينة وتنازلوا بذلك عن حق أمتنا في فلسطين، وسيخيف، وقد يردع، أولئك الذين يجتمعون ويتباحثون مع الصهاينة وراء الأبواب المغلقة وينتظرون الفرصة المواتية للهرولة لتل أبيب!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى