مسجد ستراسبورغ الكبير
إن الدين عند الله الإسلام – وإن المسجد لله فلا تدعوا مع الله أحد.
قال الحبيب المصطفى صلى الله وسلم من بنى لله مسجد بنى الله له بيتا في الجنة.
المساجد بفرنسا حضارة وعمارة. تاريخ وتراث.
المسجد الكبير بستراسبورغ عاصمة الألزاس شرق فرنسا الرمز الأنموذج
المسجد بلا منافس ذو شهرة ومكانة أكبر مساحة بفرنسا..
من حلم لفكرة ومن هدف لمشروع وختام جوهرة متلألئة بواقع ملموس
يازائر فرنسا عليك بالألزاس عموما وبستراسبورغ خصوصا
ففيها راحتك ومتعتك
وأنشد مسجدها الكبير ففيه ملاذك
وأنعش نظرك بزخارف روائع هندسته الإسلامية العربية الأندلسية المغاربية بكل نوع ولون و رسم بفنون مشوقة و منعشة
مقدمة :
يعود شهر سبتمبر 2022 الى ساحة الأضواء و طاولة المحاذات وأقلام الصحفيين وتقارير الإعلاميين ليشع من جديد إسم المسجد الكبير بستراسبورغ، المسجد الجوهرة الثمينة التي نقشت بصمته الجالية الإسلامية عامة والمغاربية خاصة, المسجد اللبنة التي أضيفت لقائمة المسجد بأوروبا عامة و بفرنسا خاصة وبستراسبورغ إنفرادية خصوصا.
المسجد الكبير الذي كان مجرد حلم يختلج صدور الجالية المسلمة بستراسبورغ، حلم يراودها بشغف ونفس تتنفس مطلع كل صباح وإسدال ظلام كل ليلة, ليتحول إلى فكرة ذات صبح من مجموعة مصلين جلسوا يتذاكرون أذكار الصباح, لتنطلق الفكرة وتتخمر في نفوس الحضور ويشع نورها بكل أرجاء المدينة لتتداول بين الناس وعلى بركة الله بدأت التحركات والإتصالات والحوارات ومنها لعقد جلسة وجلسات لتتمخض الفكرة وتختمر عن كاملها و تفرز باكورة حصيلتها.
تحولت بعد صياغتها الذهنية إلى هدف منشود ومشروع ينتظر تجسيده على أرض الواقع, وبعد إقتناع وإتفاق بإجماع لجميع من حضر وبصم ووافق وثمن تحركت سفينة المسجد الكبير على بركة لتبحر في جميع الإتجاهات غير آبه لا بأمواج متلاطمة هنا وهناك ولا برياح عاتية تأتي كل حين من جميع الإتجاهات ولا بعواصف هوجاء.
أولى الخطوات مصدر التمويل وطرقه فكانت البداية بجمع التبرعات والمساعدات وما يجود به الأخوة من المصلين الحضور ومن الجالية الإسلامية بعد إخبارها وإطلاعها بالمشروع وأهميته.
خلفية تاريخية:
في الوقت الذي كان فيه العالم الغربي الأوروبي يوسع من نفوذه في عديد مناطق العالم الأفريقي عموما والعربي خاصة. كان الدين الإسلامي يزداد إنتشارا ويشع نورا بأراضيه وبذاك يتضاعف عدد المسلمين بين مواطنيه، الأمر الذي فتح المجال والأبواب على مصرعيها أمام فكرة بناء المساجد والمراكز الإسلامية الثقافية لتجمع المسلمين فيها، إلا أن وقتها لم يهتموا كثيرا بهذا الأمر.
– المساجد في أوروبا :
مقدمة :
تشير المناسبات الدينية والأعياد في يومها و تراويح شهر رمضان المعظم تضاعف أعداد المسلمين في القارة الأوروبية عامة كثيراً وفرنسا خصوصا خلال الخمسين 50 سنة الماضية، وبالأخص عشريتين القرن الواحد 21 والعشرين, يحث تبين الإحصائيات إلى أن الإسلام هو أسرع الأديان نمواً في فرنسا بأوروبا، وهذا نظرا لكثرة المساجد التي شيدت سواء القديم منها أو الحديث، فهناك مساجد قديمة في مدن وصل إليها الفاتحون الأوائل من المسلمين، وبقي بعضها على سيرته الأولى في البلدان التي إعتنق فيها الإسلام، فيما إندثرت أخرى عندما رحل عنها المسلمون. وهناك مساجد بنيت حديثاً بما في ذلك أول مسجد في فرنسا سنة 1200.ة من طرف أحد الجنود الفرنسيين المسيحيين الناجين من الأسرى وإطلاق صراحه بعد إعتناقه الدين الإسلامي في عهد الفاتح صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وما تحكيه الأسطورة التاريخية التي تبقى فخر كل عربي مسلم تتداولها الألسن وتغديها وسائل الإعلام من يوم لأخر على مر السنين.
ومن المساجد التي بنيت حديثا والذي يحتفل بذكراه الأربعين سنة 1982 من التأسيس والنشأة والعاشرة لتدشينه سنة 2012، والذي أسفرت كل المساعي بكل فخر ليصبح أول مسجد على مستوى التراب الفرنسي بلا منافس من حيث المساحة والمكانة والعمارة والطراز والنمط بلا منازع. والغريب في الأمر أن المسجد بدون مأذنة والمبهر فيه القبة النموذج التي تبهر الناظر إليها وتسره و تجذبه لإتجاه للقبلة وللقبتي الصخرة بالقدس الشريف والشريفة بالبقاع المقدسة والتي تعد إرتباط وثيق في حياة المسلم و جزء لا يتجزأ من عقيدته.
أهمية المساجد في حياة المسلمين:
إن للمساجد أهمية بالغة في حياة المسلمين، فهي الزاد الروحي لمسيرة المسلم الطويلة إلى الله تعالى، وهي المدرسة التي يأخذ فيها المسلم علومه الشرعية برمتها وآدابه ويعرف ماضيه وحاضره، ويترسم خطى مستقبله، ولقد كانت المساجد في أيام عزتها ومكانتها منطلقَ المسلمين لكثير من شؤون حياتهم، فمن ذلك أنها كانت جامعة لمختلف العلوم، وساحة للتدريب على مشاق الجهاد في سبيل الله، حتى خرجت منها الجيوش إلى أصقاع الأرض مهللة مكبرة ترفع راية الإسلام في كل أنحاء المعمورة. تلكم هي مكانة المساجد وأهميتها، واليوم لا بد من إعادة تلك الأهمية والمكانة إلى نفوس الناس وواقع حياتهم. ومن خلال الأسطر القادمة يتضح لنا أهمية ومكانة المساجد في حياة المسلمين.
فالمساجد أهم وسيلة، وأسلم مكان، وأفضل بقعة ينطلق منها العلماء وطلاب العلم لتوجيه الناس، وتعليمهم وتثقيفهم وحل مشكلاتهم، ولذا كان المسجد منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرون الفاضلة هو المكان الذي يصدر عنه كل أمر ذي بال يهم المسلمين في دينهم ودنياهم.
تعريف المسجد:
المسجد مكان مقدس ولكن أيضا مساحة تربوية تعليمية, ثقافية وإجتماعية وغيره.
المساجد في ستراسبورغ :
بعد إقتناع الجالية الإسلامية عن يقين بضرورة بناء وإنشاء مساجد وأماكن للعبادة بما يليق بالمسلم تكورت العملية و شيدت عدة مساجد نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: مسجد الصحوة لامينوا سابقا الاخوة حاليا , مسجد الفتح غالية , ندورف, مسجد نجمة بولقون , مسجد الزو, مسجد بشهايم, مسجد كينوكسوفن, مسجد الناصر بمعهد الأندلس بشلتيغايم. مسجد الإحسان بمرأة الراين . مسجد السلطان أيوب. مسجد روبرتسو , مسجد الرحمة بهوت بيار. مسجد القبة. مسجد السلام بالجبل الآخضر, لينقولسايم, مسجد نوهوف , مسجد المحطة الرئيسية,
مسجد ستراسبورغ الكبير في ومضة جملتين, هو ثمار جهود الخيرين على مدار أربعة 4 عقود ونيف من الزمن والذين كافحوا وناضلوا لسنوات طوال للخروج بقرار موحد ومشترك برأي جماعي لأجل بناء مسجد كبير لأداء الصلوات والشعائر الدينة وباقي الفرائض وإحياء المناسبات الدينية والإجتماعية برمتها. أيقونة معمارية، وتهدف فكرة بنائه إلى تعزيز التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم. وقد تم تصميم المسجد على الطراز المعماري الإسلامي العربي الأمازيغي المغاربي. بكل جودة وتقنية عالية وفنيات معمارية لا تضاهيها أية فنيات ولا جماليات.
المسجد الكبير بستراسبورغ في ومضة تعريفية وجيزة :
يعتبر المسجد الكبير بستراسبورغ الذي يقع على ضفاف نهر إيل في حي هيريتز، صرحا شامخا ويعد أكبر مسجد كمعلم إسلامي في شرق في فرنسا بمنطقة الآلزاس, مقارنة بباقي المساجد مساحة ونشاطا, هندسة ومعمارا, بات يلقى إقبالا وتوافد كبير, صرحا دينيا, منبر إشعاع ديني تربوي تعليمي وقطبا ثقافيا تاريخيا ومركز إجتماعي, ذو أثر مستقبلي في خدمة أبناء الجالية المسلمة قاطبة بأوروبا و ضواحيها.
إذ يعد الأكبر حجما وإستيعاب المئات المصلين رجال ونساء, وشبابا وقاعات النشاطات ومكتبته الزاخرة المتنوعة بموسوعتها العلمية القابلة للتوسع, كما يكتسب المسجد أهميته من حيث وجوده في مدينة تزدحم فيها المؤسسات الأوروبية لعديد التخصصات المختلفة ومنبر الديانات والمعتقدات المختلفة.
هذا الصرح الذي يفسح المجال أمام الجالية المسلمة بتعدد جنسياتها ومختلف لغاتها المقيمة في ستراسبورغ للصلاة والعبادة والتلاقي والتعايش السلمي بكل أريحية ولنبذ العنف والكره والبغض والعمل على الوحدة والأخوة.
تأسيس جمعية المسجد الكبير بستراسبورغ:
فكرة التأسيس المسجد ونواته الأولى تمتد لسنوات إلى الوراء، إلى السبعينات سنة 1975 أين فكر الطلبة والعمال المسلمين في وجود مكان للصلاة فكانوا يصلون في الكنيسة وبعد في مسجد الأتراك ما يسمى وقتها. ومطلع بداية الثمانينات (1980—1982)، حين كان مسلمو المدينة من الجالية يستغلون قاعة متواضعة لأداء الصلاة، وفي الأقبية والمرآب والمستودعات غيرها من المباني التي لا تلبي الحاجة وكانت الكنيسة تفتح لهم أبوابها لأداء صلاة الجمعة فيها، إلى أن بادروا لتأسيس جمعية الهدف منها بناء مسجد جامع للجميع يستغله المسلمون بكل أرحية وفخر وإعتزاز
فكرة إنشاء مسجد شامل موحد للجالية الإسلامية بستراسبورغ – فرنسا:
وفي سنة 1987، كانت فكرة بناء مسجد فعليا جد متداولة ومنتشرة بكثرة وبأصوات عالية. ولكن لتحقيق هذه الفكرة أمام نقص الإمكانيات المادية وغيرها إستغرق الأمر إستثمارا كبيرا من المال والجهد والوقت.
القصة بدأت بمجرد فكرة راودت ثلة من المصلين يوم 11 نوفمبر 1991، وبالتحديد فور الفراغ من أداء صلاة الصبح آنذاك، حيث طرح بعض الإخوة مبادرة مفادها بناء مسجد جديد، بعد أن أصبح المسجد القديم لا يستوعب الأعداد الهائلة من المصلين المنحدرين من مختلف الجنسيات، وهو الأمر الذي تم الشروع في تجسيده ميدانيا، عن طريق جمعية إتحاد الطلبة المسلمين في ستراسبورغ التي تحولت فيما بعد إلى جمعية مسجد ستراسبورغ الكبير.
للأمانة و للتاريخ:
قامت الودادية المغربية في عام 1977 عهد الحاج اطربق رحمه الله بدعم من تاجر مغربي السيد قاسم كانوا من الأوائل الذين قاموا بإصلاح قاعةٍ في مدينة بيشهايم (Bischheim) وأطلقوا عليها إسم مسجد الحسن الثاني(الفتح). ورابطة الطلاب الإسلامين بفرنسا فرع ستراسبورغ المكونة من جمعية الطلبة والعمال من شتى الدول الإسلامية -تونس، المغرب، الجزائر، سورية، مصر……. كانوا يصلون صلاة العصر في مصلى الأتراك (مسجد فاتح) وكان هذا أول مكان يجتمعون فيه الطلبة والعمال للصلاة، ثم بعده كانوا يجتمعون في السرداب ( La cave) للصلاة وحلقة التعليم في المجال الديني: تفسير القران الكريم، السيرة النبوية الشريفة، حياة الصحابة العطرة، العقيدة والفقه.
تحت غرفة الأخ الجيلاني التونسي (Avenue de la Forêt Noir) وصلاة الجمعة والأعياد في الكنيسة البروتستنية سان-ماتيو من عام 1980 إلى عام 1981 قرر المكتب الإداري للجمعية (AEIF) أن يشتري داراً تكاد أن تنهار ليقوموا فيها بالشعائر الدينية وكان رئيس الجمعية الأخ الدكتور عبد الله الديماسي والأمين المال الأخ الدكتور بشير باي كلاهما من تونس ومجموعة من الإخوة أعضاء الإدارة منهم: السيد حسبوت محمد، مصطفى والقاصي، شعيب شوكري، الجيلاني اهبيلة، منصف، وحاتم الشريف، وعمي ميمون الحلوي، وهيثم، أين إقترح الحاج شعيب شوكري على الإخوة أن يكلفوا الأخ حسبوت محمد ومصطفى والقاضي ليتقربا من والده الفقيد الحاج محمد شوكري رحمه الله ليساعدهم في إيجاد أرض أو بيت واسع للمسجد, فوافق الإخوة في المكتب واقتربوا من الحاج محمد شوكري وبدأ يبحث و يستفسر إلى أن توصل إلى الحل فبدأ بإستعمال كل الوسائل لإقناع صديقه المهندس السيد سيتلير.(Sittler)
ليساعدهم في إيجاد مكانٍ تقام فيه الصلوات الخمس والجمعة وبدأ الرجل يتكلم بإسم أعضاء الجمعية ويدافع عنهم بحب وقناعة، وفي أخر المطاف إقترح عليهم أن يشتروا معمل لحم الطيور
. (Usine du Foie gras)
وسط المدينة، فكان شيء لا يصدق. بعد الموافقة تم شراء المعمل بمبلغ يقدر:
مليونونصف مليون فرنك فرنسي (150.000.000,00 ) كان وقتها مبلغ باهظ جدا عام 1982, وبعد شراء المعمل رسميا وتنفست الصعداء إنطلقت الجمعية وطاقمها الموقر بالأشغال في نفس العام بداية من ترميم معمل الذي أصبح مسجداً بفضل الله تعالى وشرعت فيه الصلوات الخمس، صلاة التراويح، صلاة الجمعة والأعياد.
بالإضافة إلى تعليم اللغة العربية لأبناء المهاجرين، والدروس في التوعية الاسلامية والإرشاد الديني، والحلقات التعليمية، تنظيم الندوات النصف الشهرية للطلبة في إختصاصاتهم، والمؤتمرات والندوات في الجامعة وأصبح الفقيد الحاج محمد شوكري رحمه الله جندي من جنود المسجد وركيزة من ركائزه يهيئ إفطار الصباح كل يوم الأحد مع فريقه المناضل: كل من العم الخاضير القضاوي، أجعون محمد، حسبوت محمد، شاكير معزوز وغيرهم. وكانت له قدرة إقناع الناس في التبرعات وهو الذراع الأيمن للأخ مصطفي والقاضي أمين المال للمسجد، ويقوم بكل الخدمات لصالح الطلبة أطلقوا عليه إسم أبو الجميع كان رحمه الله رجل يحب الدين، ويحب المساجد والعلم والعلماء والمتعلمين والمساكين.
بعد توسع النشاط وإستقطاب عدد كبير من المصلين و رواد المسجد إلتحق بالمجموعة كل من الإخوة الطيبين الأخيار، العاملين في سبيل الله تعالى ولصالح المجتمع والإنسانية، منهم الدكتور عبد الحميد يويو الذي حمل الياجور والإسمنت مساعدا في ترميم المسجد والأخ الستوتي إدريس في البناء والإمامة، وعمي عبدون رحمه الله، وعمي حسن العطياوي رحمه الله، وعمي العضمي، وعمي شعيب، الدكتور عبدالله الديماسي، الدكتور بشير باي، الدكتور حاتم الشريف، الأستاذ فؤاد دوي، الأستاذ عبد الحكيم بلال، والدكتور عبد الله بوصوف، والدكتور محمد رفقي، والدكتور مصطفى المرابط، والأستاذ سعيد علاّ، والأستاذ مبروك الملقب بمصعب، والدكتور هيمن، الأستاذ محمد الشربيني وغيرهم.
ولضيق المسجد وتزايد المصلين وعدم قدرة الإستعاب, لإضافة إلى أسباب عديدة منها إزعاج الجيران، ضيق المكان، عدم إيجاد مواقف للسيارات, بدأ التفكر في إيجاد أرض واسعة لبناء المسجد يكون معلمة للأمة الإسلامية عامة ولمدينة ستراسبورغ خاصة وبصمة للجالية الإسلامية العربية المغاربية ولسكانها وكذا من يحكمها.
فقام السيد سي محمد رفقي أول مسؤول بإستضافة عمدة مدينة ستراسبورغ السيدة كاترين اتروتمان في زيارة للمسجد التي إطلعت يومها على وضعية المسجد وضيقه.
وفي يوم من الأيام بعد صلاة الفجر سنة 1992 تعهد الإخوة أن يتبرع الجميع بمبلغ عشرة ألف فرنك فرنسي للفرد ولمن يستطيع عليه بأكثر.
وتمت عملية البحث على قطعة الأرض التي تكون مناسبة لبناء مسجد كبير يجمع المسلمين عامة. فتعهد الإخوة جميعاً مع الدكتور عبد الله بوصوف حامل مشعل مشروع بناء المسجد الكبير إستطاع أن يقنع بحنكته ودبلوماسيته وخبرته السلطات المحلية اليسارية بمنح المسجد قطعة الأرض واسعة ورخصة البناء، والتي تم الحصول عليها وبفضل الله وعونه شيد عليها المسجد الكبير المبارك الجديد موضع الساعة والحدث مساحتها 10200 متر مربع و10% من التكلفة الإجمالية، بالاضافة الى الدعم 8% من المجلس الجهوي و 8%من المجلس الاقليمي. ويضم المشروع الجناح الديني والجناح الثقافي في المستقبل القريب إن شاء الله تعالى.
المصدر لقاء بمكتب جمعية الضفتين الثقافية وفي قاعة جلساتها، مع الأستاذ شعيب شوكري رئيس جمعية الضفتين بمسجد روبرتسو حاليا ,عضو مؤسس للمسجد الكبير والذي مارس عدة مسؤوليات خلال الأربعين عاما في التعليم، المكتبة، أمانة المال، الدعوة والإرشاد في السجون، الأمانة العامة، ورئاسة المسجد الكبير حفظه الله.
موقعه :
يقع في وسط مدينة ستراسبورغ, على ضفاف نهر إيل في حي هيريتز. وضع حجر الأساس الأول للمسجد في 29 أكتوبر 2004 من قبل رئيس بلدية ستراسبورغ السيد فابيان كيلر يومها.
هندسته:
فاز بالتصميم المهندس المعماري باولو بورتوغيزي لعدة أسباب منها أقل تكلفة عن الباقي المصممين، عدم وجود أعمدة نماذج وألوان ثمانية مشعة ومبهرة وغيرهم.
المساحة :
بني هذا الصرح الإسلامي على مساحة كبيرة تقدّر بـعشرة الآف 10000 متر مربع، وقاعة للصلاة تبلغ 1050 متر مربع شيدت بدون أعمدة بقبة ذات إرتفاع يصل إلى 20 مترا٬ ويمكنه إستيعاب أكثر من 1500 مصلي. إضافة المدخل الرئيسي توجد مساحة خضراء وفضاء شاسع.
بناؤه:
توصلت وتيرة أشغال البناء في بطئ تارة وتوقف تارة بحرص شديد للقائمين عليه لأجل إستماراية بناؤه إلى تاريخ 27 نوفمبر2009 تاريخ وضع القبة في موقعها بدل المأذة ممتا أعطى صبغة ولمسة فينة وتحفة زادته بهجة وجالا وتنفست الصعداء بتقدم كبير و قطع أشواط طويلة في رحلة بنائه.
خصوصيات :
خص بناء المسجد خاصة حزام الشريط الأمامي بحجر نوع إغريق الحجر اليونامي المنقول من جبال ليفوج Vosges حتى يصبح جزء من تراث ستراسبورغ المحلي المميز , لكون كل مباني جدران الكنائس والمعابد بمدينة ستراسبورغ مبنية به.
الحدث:
إحتفالية المسجد الكبير بذكرى تأسيسه العاشرة 2012—27سبتمبر—2022 في جو غير معهود من حيث النشاط والتقديم والعروض ألخ…….
على مدار أسبوع من يوم الجمعة 23 سبتمبر 2022 عاش المسجد الكبير فعاليات أيامه التاريخية التي عززت رصيده وسجله الذهبي.
مشاركة تاريخية لأيام التراث الأوروبي:
بداية قبل أيام من إنطلاق حفل الذكرى العاشرة لتدشين المسجد وفي مثل كل سنة، قام المسجد الكبير بستراسبورغ بمشاركته الفعالة بفتح أبوابه للزوار و تمثلت مشاركته في تنظيم جلسات وشروحات و عرض شريط وثائقي تعريفي ومعارض لواحات وصور للتعريف بالموروث الديني الثقافي والفن الإسلامي, نشطها كل من فضيلة الإمام الشيخ خليلو سلا, الأستاذ عبد الرحمن بن جلون والأستاذ عبد الحميد لوباردي, والتي حققت النسخة التاسعة 39والثلاثون من أيام التراث الأوروبي نجاحا باهرا. إذ إكتشف مئات من زوار المسجد الكبير في نهاية العطلة الأسبوعية يومي 17 و 18 سبتمبر 2022. ما يزخر به المسجد والتي لقيت إقبالا كبير من الجمهور المتعطش لزيارة المسجد والتعرف عليه وعلى منجزاته و زخاريفه والذي تلقى شروحات وافية و أجوبة على إستفساراته و تساؤلاته.
فشكرا لمتطوعي المسجد الكبير وشبابه المفدى على بصمتهم المنقوشة الذين حشدوا كل الترحيب والإستقبال الحار بالزوار في ظروف جيدة حسنة ترك أثرا في نفوس الزوار.
مشاركات مسجدية أخرى :
على غرار نشاط المسجد الكبير، شارك مسجد الأخوة بلامينو ,الذي يرأس جمعيته فضيلة الشيخ الإمام صالح فاي. بأجنحة مختلفة ومتنوعة تمثلت في: جناح لمختلف البهارات ومستلزمات الطهي, وجناح الخمارات والعطور والروائح والبحور من الطيب والمسك, الطبخ التقليدي (الحريرة ذات المذاق الذي لا يضاهيه مذاق الطبق الرئيسي للمناسبات و لتزيين موائد رمضان) والأطباق الشعبية والحلويات من شباكية و تمور و باقي أطباق السمك والدجاج والطرطات.و البتزا على الجمر في الفضاء بالهواء الطلق, أطباق لذيذة ومشهية أسال لعاب الناظرين. بحيث خصصت للزوار والضيوف أجنحة بديكور و زخرفة بمعدات وأداوت تقليدية خاصة من التراث القديم أصالة وتاريخا وأرائك شعبية من الطراز التراثي مرفوقة بأباريق الشاي و القهوة كرم واجب الضيافة.
بدابة الإنطلاقة:
بعد صلاة الجمعة إنطقلت الأيام المخصصة للمناسبة بإفتتاح القرية الثقافية لمختلف النشاطات، إفتتاح معارض دروب الأخوة على أبواب المسجد.
وفي يوم الجمعة 23 سبتمبر 2022، أول أيام أسبوع الإحتفالات بمناسبة الذكرى العاشرة للمسجد.
مشاركة رمزية تاريخية لأصدقاء المسجد الكبير من غير المسلمين:
وفي إلتفاتة جميلة مبهرة غير معهودة، قامت صاحبات المبادرة بعرض هديتهن الثمينة المنجزة من أناملهن تعبيرا للوفاء و تواصل جسر الصداقة الممدود بين المسجد ومحبيه لكل الجنسيات والديانات بدون إسثتناء, بحضور الجمهور والمتمثلة في طرحة الأخوة المعروضة بمناسبة ذكرى 10 للمسجد
والتي أرادت بها هؤلاء السيدات الرائعات المقيمات في أحد دور رعاية المسنين (دور المسنين الطبي) مشاركتهن الرمزية وإقتسام هذه اللحظات الإحتفالية مع المسجد الكبير على الرغم من سن أعمارهن المتقدم. فلهن جزيل الشكر والإمثتنان على ما قدموهن.
وعلى هامش العرض قامت السيدة رئيسة لجنة الحوار مع المسلمين، و رئيسة جمعية الثقافات والأديان المؤمنين في منطقة الميكونج بشرح المعنى الرمزي والعميق لعرض وشاح طرحة الأخوة بطول عدة أمتار, والذي قام ينسجه وخياطته مئات الأشخاص من أصول وديانات ومعتقدات مختلفة عن طريق المشاركة في هذه السعادة. بمناسبة الحدث، شكرا لها ولكل من ساهم في نسج هذا العمل الجميل الثمين.
حوار وتبادل:
كما سبق على هامش الذكرى العاشرة لتدشين المسجد إجراء حوارات وتبادلات مع السادة رئيس مجموعة في مدينة ستراسبورغ ومستشار الألزاس والمسؤول عن الحوار بين الأديان في منطقة الشرق الكبير والمسؤول عن الرسالة العلاقات مع الأديان والحوار بين الأديان إلى الجالية الأوروبية في الألزاس ، ورئيس مجلس إدارة المجلة الرسالة الجديدة ومدير الخدمة الوطنية للحوار مع المسلمين في مؤتمر الأساقفة.
كلمة الأستاذ سعيد علا رئيس جمعية المسجد الكبير:
إستقبالا لضيوف المسجد ومدعويه ومحبيه وجمع الحضور لمختلف الجنسيات والديانات، رحب بالجميع من خلال كلمته الترحيبية وإستعراض كافة مراحل ومحطات المسجد خلال العشرية الفارطة من تدشينه يوم 27 سبتمبر 2012 وباقي التفاصيل التي مر بها المسجد. في كل مراحله منذ وضع حجر الأساس إلى يوم تدشينه وهو القائل يومها إن المسجد مسجدكم جميعا.
عرفت فعاليات الذكرى العاشرة لتدشين المسجد ندوات ومحاضرات أخرها كانت أمسية الختام حضرها عديد الجمهور من الضيوف والزوار ورواد المسجد وشبابه ومتطوعيه والأهالي وباقي الحضور من نساء وفتيات.
مواصلة النشاط:
كما خصصت لكامل أيام الأسبوع كل يوم بعد الظهيرة للمغرب بعرض الصناعة التقليدية، صناعة الفخار, البهارات, العسل , الخشب, جناح الكتاب , الألبسة التقليدية, فن الخط و الزخرفة, النقش على الخشب, الحنة و التزيين, معرض اللوحات الفنية, و جناح فن الحكواتي.
أما الفترة الليلية من المغرب للعشاء إقامة نشاطات ثقافية مختلفة وتقديم مأذوبة عشاء على روائع أنغام السماع.
وفي يوم الأربعاء 28 سبتمبر 2022 تم عرض فيلم خاص بعنوان المسجد في الحي وتخللت ندوة ونقاش خاص به.
وفي يوم السبت 01 أكتوبر 2022 اليوم الأخير وختاما لفعاليات نظمت سهرة خاصة على شرف مؤسسي المسجد والشخصيات الفاعلة التي تركت بصمة منقوشة يشهد لها التاريخ ويؤرشفها للأجيال القادمة, بمأذوبة عشاء عائلية في جو تضامني تأزري حضره العديد من الناس.
قراءة ومتون , تلاوة و دروس , وسماع الصوفي :
لم يتوقف المسجد عن أداء نشاطاته اليومية من صلاة وقراءة للقرآن الكريم وتلاوته العطرة و لا الإنقطاع عن حلقات مجالس الجمعة و الشباب، وشنف مسامع الحاضرين الأستاذ أيوب بوصلات إنشادية ترانيم روحية أهتز لها الحضور نغما و طريا.
تكريمات خاصة نوعية تاريخية:
ومن بين الشخصيات والإطارات التي تركت بصمة منقوشة التي لقي أسمها تداولا تاريخيا على مر العقود الفارطة والتي كرمت تكريما يليق بمقامه وأسمه تقديراً شديداً لشخص الرئيس السابق الدكتور عبد الله بوصوف، العضو الرئيسي، المبادر في تأسيس المسجد وحامل لمشروعه الذي أصبح الآن بفضل الله والرجال حقيقة واقعة. الرجل الذي كان يؤمن بإنجازاته الملموسة في أرض الميدان في الوقت الذي كان فيه الكثيرون متشككين له ومراهنين على فشله. وتكريمه جاء عرفانا بالجميل وتقديرا لجهوده فرغم بعده الجسدي عن ستراسبوغ عامة والمسجد خاصة, إلا أنه مزال مرتبط يه حسيا روحيا ومعنويا بلا إنقطاع, فإن غاب الجسد بقي الأثر.
كما تم تكريم بعض الشخصيات الأخرى الفاعلة من الذاكرة الحية التي تركت بصمة ولمسة بتاريخ المسجد. على سبيل المثال لا الحصر, سواء الأموات رحمة الله عليهم منهم فضيلة الشيخ محمد حميد الله والشيخ سعيد رمضان البوطي وكل من ادريس موني و فرحات دريس , الحاج محمد شوكري ,و من الأحياء حفظهم الرحمن العم الحاج محمد حسيبوت, الحاج علي التونسي. وباقي الأسماء التي تطول قائمتها.
إلتفاتة خاصة :
وفي إلتفاتة طيبة عرفات بجميل العمل المشهور تم تكريم صاحبة اللمسات الفنية الهندسية المهندس المعماري الإيطالي المصمم للمسجد الكبير في ستراسبورغ, البروفيسور باولو بورتوغيزي مهندس معماري مشهور عالميا وللعلم هو مصمم مسجد روما بإطاليا وهو أحد أكبر المساجد في أوروبا وغيره. قبل بناء المسجد الكبير في ستراسبورغ.
وختام الحفل مسك وعنبر يفوح أريجه على مدى سائر الأعوام اليوم وغدا.
شكرا و ثناء خاص:
فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله, والشكر عرفان بالجميل وفضله, فلله الشكر من قبل ومن بعد وللسادة الأفاضل الذين رافقوني في بحثي ومقالتي بداية من إنطلاقة الرحلة منذ سنوات منهم على سبيل المثال كل من الأستاذ شوكري الحاج شعيب, الأستاذ سعيد علا رئيس لجنة المسجد, والأستاذ مصطفى ولقاضي والأستاذ صادقي مصطفى من إطارات جمعية المسجد وطاقمها المسير وباقي الشخصيات كل بإسمه وشخصه حفظكم الرحمن و جزاهم خير.
خلاصة القول:
لقد أصبح مسجد ستراسبورغ الكبير صرح ورمز معلم تاريخي أثري. هندسي الأوصاف يثري الرصيد الفني المعماري لمدينة ستراسبورغ خاصة ولمنطقة الآلزاس عامة. رغم عدم السماح بتشييد مئذنة وبناء فضاء ثقافي ملاصق به. فبعد أزيد أربعة عقود لعدة سنوات من العمل والمثابرة. أتيح لمسلمي المدينة ومنطقة الألزاس مكانا محترما لممارسة شعائرهم الدينية وعباداتهم بكل أريحية وبكل فخر وإعتزاز وتباهي لا يضاهيه شيء في العالم بأسرة في نفوس الجالية الإسلامية برمتها بهجة وسرورا وسعادة. كون هذا أن هذا المعلم الجديد ساهم إلى جانب الكاتدرالية والمعبد اليهودي، أصبح ثالت المعالم الدينية المقدسة ملكا لكافة سكان ستراسبورغ بفضل طابعه الأصيل وفنه المعماري المميز, لا سيما الإسلامي, الأندلسي والمغاربي المميز بخصوصيات وفسيفسائه وباقي مكوناته، في إضافته كرمز من رموز المشهد المعماري للمدينة وبات يعد فضاء للإلتقاء والتسامح والتأخي مفتوحا لجميع سكان ستراسبورغ بمخالف ألوانهم ودياناتهم وجسرا من جسور التوصل يصل بين المسلمين وغير المسلمين بين مختلف الجاليات من كل حدب وصوب فأرض الله واسعة فأينما تمشون فتم وجه الله سبحانه وتعالي
–الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون —- ستراسبورغ فرنسا