مسجد الإمام علي بن أبي طالب بحي أولاد العيد بمتليلي الشعانبة يتوج طلبته حفظة كتاب الله في تتويج رسمي.
مسجد الإمام علي بن أبي طالب بحي أولاد العيد بمتليلي الشعانبة يتوج طلبته حفظة كتاب الله في تتويج رسمي.
خيركم من تعلم القرآن وعلمه والعلم فريضة على كل مسلم و مسلمة.
بسم الله الرحمن الرحيم اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ, خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ, اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ, الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ, عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ. صدق الله العظيم.
قال رسول الله: (إنَّ لله أهْلِينْ، قِيلَ من هُم يا رسُول الله؟ قال: هم أهلُ القرآنِ أهلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ)
قال السلف رحمهم الله علم إبنك القرآن وأترك القرآن يعلمه كل شيئ.
تمهيد /
الحمد لله جليل النعم التي لا تعد ولا تحصى، باعث الهمم مفرج الغم والكرب، ذي الجود والكرم، الحمد لله الذي جعل لأهلِ القرآنِ مزيةً ومنزلة رفيعة عليا، ثم الصلاة والسلام التامانِ الأكملان على خيرِ البرية وأزكى البشرية، إمام المرسلين, خير خلق الله سيدنا وحبيبنا محمدِ بن عبدِ الله، صلى الله وسلم صلاة دائمة تملآ الأرض والسماء. اليوم وغدا أبدا ودائما سرمدا وعلى آل بيته الطاهرين وصحبه الكرام ومن والاه وعلى تبعة تبعته بإحسانه إلى يوم الدين.
إذا أراد الإنسان تخليد لذكراه عليه أن يترك أثر طيب يفوح أريجه ويعبق في كل حدب وصوب لا ينسى، وما أطيب أن يترك الإنسان أثرا صالحا من علم ينتفع به ويشرح الصدور، أثر يسعى لتغير البشرية ويحررها من الجهل إلى العلم و يخرجها من الظلام إلى النور، يشهده العالم بأسره بأنواره الساطعة. ولا أثر بعد أثر القرآن وربيعه ونوره فاللهم أجعلنا من أهله وقرائه يارب.
كلمة ترحيبية:
ضيوف المسجد الأكارم تحييون بتحية الإسلام. السلام عليكم و رحمة الله وبركاته, سلام نابع من القلب يطيب شذاه مسكا وريحانا ويحمل في طياته حبا ووفاء, تحية أهل الجنة لأهل القرآن وخاصيته.
أيها الحضور طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتكم من الجنة منزلا ومقعدا, فحضوركم شرف يضفي على الحفل أنسا وسرورا فبارك الله في مسعاكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم اللهم أمين.
إن حضوركم أروع من الجمال بإجتماع هذه الوجوه الطاهرة النيرة في هذا المكان المبارك والزمان المشهود بالتلاوات العطرة من الحناجر الصادحة المتردد صداها من كل شبر وزاوية وعلى مائدة كتاب الله, نعم موائد القرآن التي يحلو اللقاء حولها ولها.
فها هي حلقات مسجد الإمام علي بن أبي طالب بحي أولاد العيد بمتليلي الشعانبة قلعة الثوار الأشاوس, أتت اليوم لتنثر لكم الدرر والياقوت كعادتها, ففي عصرنا الحاضر هذا نحن جميعا بحاجة إلى القرآن نتلوه ونتدبره ونتعلمه ونعلمه لنحيا به ونتعامل معه ونعمل به. ونتحرك به لنصلح أنفسنا ونخدم به مجتمعاتنا على هديه ونقيم مناهج حياتنا على أسسه المتينة.
فكان القرآن الكريم هو المنطلق الذي عشنا في ظلاله. وحاولنا أن نغترف في حلقاتنا من بحور كنوزه وأن نرتوي من معينه العذب نعم. واليوم نجتمع في لقاء ودي نتذاكر فيه أيام سلفنا السابقة, لنعتبر منها وننهج دربهم حتى لا نظل ولا نزيغ ما زاغ البصر .
لقاء متنوع نجد من خلاله أنس الإجتماع وتنوع الفائدة وتكريم ركب القافلة التي سارت لسنوات عدة وهي تتطلع دوما إلى سلم المجد علها تقودنا إلى جنان الخلد.
الحدث/
في أمسية قرآنية نورانية بمسجد الإمام علي بن أبي طالب بحي أولاد العيد العريق بمتليلي الشعانبة ولاية غرداية, إحتفل المسجد بطلبته حفظة كتاب الله بحضور السيد مدير الشؤون الدينية و الأوقاف لولاية غرداية وسط مشايخ وأهل العلم بالمدينة وجمع الجمهور من رواد المسجد وأهالي المتوجين.
من تنشيط النجم الساطع من ربوع السوارق التاريخي العريق الأستاذ بوقرة قدور من حفدة الشيخ الحاج الناصر بوقرة من أحد أقطاب العلم وأعمدة كتاب القضاء وتحرير الأحكام والمواثيق عصر زمانه بالقرن التاسع عشر بمتليلي الشعانبة.
أفتتح الحفل على بركة بسم الله, بخير ما تفتتح به مجالس الذكر والتلاوة والمتون. بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.
كلمة موعظة وتذكير وإفتخار بالقرآن وأهله:
سبق ففل التتويج كلمة موعظة لفضيلة الشيخ الدكتور مصيطفى محمد سعيد إمام خطيب المسجد, بحضور أعضاء وإطارات المسجد والأطفال الطلبة المحتفى بهم المكرمين من حفظة كتاب الله ومستظهريه.
لحظات التتويج:
حلت لحظات التتويج المنتظرة بفرحة عارمة لا توصف ولا تصدق بين عامة الحضور, في جو بهيج رفقة أهاليهم. في ساعة لا تنسى أدام الله فضل القرآن على الدوام. وعلى نهج السلف وخطى الأباء والأجداد وبقصيدة البردة شرع في تتويج الحفظة الثلاثة على بركة الله.
توج الطالب جعفر أحمد عبد الرؤوف من طرف الأستاذ محجوب الحاج الطيب رفقة الشيخ الطالب الحاج عبدالله بن الذيبة نجل الأب الروحي للتعليم القرآني بمتليلي وضواحي عبن ماضي بالأغواط عصر زمانه مكون المشايخ الطالب علي بن الذيبة رحمه الله ومؤسس المدرسة القرآنية بحي العرمة بحاضور سيدي سليمان بمتليلي الشعانبة.
توج الطالب بن دكن قصي العم الحاج عبد القادر بن دكن عم الوالد.
وتوج الطالب دحمان معتز بالله من طرف معلمه الشيخ الطالب حمو هرويني,
عادات وتقاليد:
يكون التتويج باللباس الزي الرسمي للأعراس والمناسبات حفظ القرآن والختان و يتكون من العباءة القندورة والسروال العربي أبيضا اللون والبرنوس والتاج والمحرمة الحمراء لما لها من أهمية ورمز تحمل المسؤولية والسيف للدود عن الشرف و الدفاع عن العرض, إضافة إلى اللوحة الشرفية لختمة القرآن وما بها من آيات وأحاديث وزخارف متنوعة.
فضل المعلم و دوره/
قم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.
بفضل الله ومن منه كان الفضل لفضية الشيخ هرويني الطالب حمو, المربي معلم الأجيال سليل نور العلم وشرف نور القرآن, واحد من أعمدة معلمي القرآن الكريم بالمسجد، وتقاتها المتواضعين، الراسمين نهج النور في نفوس أجيال متلاحقة.
الشيخ هرويني الطالب حمو:
هو الأستاذ الأنموذج في التعليم القرآني وإجازاته لطلبته. المعلم القائد والمثل الأعلى الذي يهتدى به. له دور جليل على مدار السنة في تنشئة الأجيال سواء بتربيتهم على الأخلاق الحميدة والفضيلة وإمدادهم بالعلم ومناهج التعليم القرآني. والذي أشاد الجميع على الدور الإيجابي الذي يقوم به في الجانب التوعوي الذي أتي بثماره المشهود لها من خلال هذا النجاح المبهر والتلاوات الرائعة التي أثلجت صدور الحضور، خاصة خلال السنوات الأخيرة، إضافة إلى تجاوب الأولياء في تحفيز وتشجيع أولادهم بالإلتحاق بحظيرة القرآن الكريم، مما سهل العمل وأمن أعدادا لابأس بها من الطلبة الأطفال وشجع على الحرص والمضي قدما في منهجية التعليم.
التحفيز والتشجيع :
تعددت طرق الإهتمام والتحفيز والتشجيع على حفظ القرآن الكريم لدى الجميع، وكثرت وتنوعت لاسيما في المواسم والإحتفالات المقامة بمناسبة حفظة القرآن في العالم الإسلامي برمته في حواضره وقراه، جاء ذلك إذكاء لروح المنافسة فيما بين الطلبة وتكريما لهم على إجتهادهم، ومكافأتهم لتفانيهم في حفظ كتاب الله العزيز والرفع من معنوياتهم وتشريفهم أمام الحضور وأهاليهم للإفتخار بهم.
ومن الحدث الذي يلقى العناية لدى طالب القرآن, هي اللحظة الذي يتوج فيها أمام الجميع وأهله و ذويه فرحة و بهجة. ليزداد حرصا بعد المرتبة التي منحت له لتعزيز رصيده العلمي، التي وصل إليها والمكانة التي كرم لأجلها.
تشريف بإفتخار مبهر:
ممازاد حفل التتويج والتكريم جمالا وفرحة وبهجة تاريخية لا يمكن وصفها هو كوم المتوجين كل من الطالب جعفر أحمد عبدالرؤوف بن الدكتور جلول بن مسعود سليل الثورة التحريرية ونجل الشهداء و الطالب بن دكت قصي بن المهندس الحاج مصطفى بن الحاج أحمد حفيد أحد قامات التربية والتعليم والعلم الفكر بالمنطقة لعقود خلت من أبناء حينا العريق حي 19 مارس 32مسكن وحي الشهيد بضياف أحمد و الطالب دحمان معتزبالله من خيرة الطلبة النجباء سيرة وسلوكا أخلاقا وتربية حفظهم الرحمن.
الجميل المميز المحفز:
للعلم والمفرح المحفز هو أن هؤلاء الأطفال المكرمين حديثي السن هم بفضل الله متفوقين في دراستهم التعلمية النظامية بعلامات مميزة ومشجعة بشهادات مشرفة بالمتوسط بمؤسسة الشهيد شنيني أحمد بن بكار وسط المدينة بالحي الإداري, بفضل الله وحرص أهاليهم ومعلميهم والقائمين الساهرين على توفير التعليمين النظامي والقرآني. عرفوا القرآن الكريم وأحبوه وتعلموه وحفظوه.
حلاوة التتويج وحلته الجديدة:
ويأتي هذا التتويج القرآني في حلته الجديدة مواصلة لسلسلة التتويجات والأفراح لمثل هذه الدفعات القرآنية المتتالية و المتعاقبة لسابقيهم, وذلك بفضل الله وبتضافر جهود الخيرين و الداعمين والمشجعين للعمل على إرساء قواعد وجود المساجد و توفير المدارس القرآنية، والتي أتت ثمارها بتشجيع الوافدين على القرآن على تزايد بقناعة شخصية وإختيار موفق.
للإشارة، يهدف هذه التكريم البسيط في نوعه من خلال هاته الجائزة الرمزية إلى مزيد الإهتمام بالقرآن الكريم حفظا وتجويدا وتفسيرا والإسهام في إعداد الحفاظ إعدادا متقنا في الحفظ والتلاوة والأداء. ويأتي تكريم أهل القرآن الكريم والإهتمام بهم, لحثهم على نشر المعارف المتعلقة بعلومه برمتها. ولربط الناشئة به وغرس محبته في نفوسهم والعمل على تثبيت قيمه وفهم معانيه وإكتشاف المواهب الشابة من الجيل الصاعد لإبراز قدراتها وصقلها ولأجل تحقيق التعارف بين أهل القرآن الكريم وربط الصلة بينهم ولتشجيع روح التنافس الشريف بينهم.
أدام الله القرآن وأفراح القرآن وأهله وحفظ الله القائمين عليه.
الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون.