مرور.. مرور
د. علاء هادي الحطاب
نُصابُ بالدهشة عندما نرى من خلال وسائل الاتصال المرئيَّة أو من خلال المشاهدة المباشرة، لالتزام المواطنين في بلدان العالم المتحضرة بالقوانين المروريَّة، رغم أننا لا نشاهد رجال المرور في تقاطعات الإشارات الضوئيَّة المروريَّة، ولا نشاهد سيطرات “مشتركة” ولا نشاهد كذلك سيطرات لرجال المرور تدقق في سلامة الموقف القانوني للمركبات وسائقيها، ومع ذلك فلا نجد سائقاً يتجاوز الإشارة المروريَّة ولا يقف في الشارع العام حسب مزاجه ورغبته، ولا سيارات تتجول بلا أرقام، وحتماً لا نجد سائقاً يقود مركبته عكس اتجاه السير و”بكيفه” بل أنَّ بعض تلك الدول باتت تحاسب على ارتفاع صوت مسجل السيارة وانبعاث الدخان من بعضها، كل ذلك من دون رقابة مباشرة من رجال المرور، لأنَّ تطبيق القانون المروري تحول إلى ثقافة متأصلة في شخصيَّة الفرد لديهم، فضلاً عن وجود نظام رقابة إلكتروني من خلال انتشار الكاميرات الرقميَّة في جميع الشوارع المهمَّة والمرتبطة بنظام حوكمة يسجل المخالفين وينفذ قانون العقوبات الخاص بكل مخالفة من دون تدخلٍ بشري.
إحدى وسائل مكافحة الفساد هي إبعاد التدخل البشري بين مقدم الخدمة والمستفيد منها في جميع المراحل والقطعات، إذ يمنع هذا التدخل البشري الابتزاز والرشوة وعدم تطبيق القانون لاعتبارات ماديَّة أو شخصيَّة.