
خوانما رودريغيز (صحفي) عن فضائح كرة القدم
“الغش ليس في إقامة مباراة يوم 27 مارس، بل في دفع 8.4 مليون يورو على مدار 17 عامًا لنائب رئيس الحكام. هذا هو الفساد الحقيقي الذي شوّه المنافسة. سأحاول أن أصدق أن هذه الأموال دُفعت مقابل تقارير من صفحتين مليئة بالبديهيات التي يمكن لأي شخص كتابتها على طاولة في حانة، لكن لماذا لم يدفع أي نادٍ آخر مثل هذا المبلغ؟
نيغريرا لم يكن مجرد شخص بلا تأثير، بل كان له نفوذ حقيقي على الحكام. ماثيو لاهوز، الحكم الإسباني السابق، قال لمقربين منه ولمعلقي موفيستار، إن الحكام الذين استعانوا بخدمات نجل نيغريرا، والمعروف باسم “نيغريريتا”، حصلوا على دعم ساعدهم على التقدم بسرعة ليصبحوا حكامًا دوليين، على عكس زملائهم الآخرين. وذكر لاهوز تحديدًا الحكم فيلاسكو كاربايو كمثال على ذلك. هذه التصريحات تؤكد أن هناك شبكة من النفوذ كانت تمنح امتيازات غير عادلة لبعض الحكام.
قلتُ ذلك بالأمس، أليس كذلك يا لاهوز؟ في إذاعة كوبي؟ ما قاله لاهوز عن تأثير نيغريرا في تصعيد الحكام ليس مجرد رأي، بل حقيقة تُظهر أن هناك نية واضحة للتلاعب بالمسابقة. أنا أعلم أن 2+2=4، لكن في عالم نيغريرا ومن معه، قد تكون النتيجة مختلفة حسب رغبتهم!
الغش ليس في إقامة مباراة مؤجلة، بل في تشويه قواعد الليغا بشكل منهجي. تم إثبات دفع 8.4 مليون يورو، ولم يحصل أي نادٍ آخر على هذه “التقارير”، مما يعني أن برشلونة كان يتمتع بامتيازات لا يملكها غيره.
أما بالنسبة لداني أولمو، فقد انتهكوا القواعد لضمه، ولجؤوا إلى المجلس الأعلى للرياضة لإجبار الاتحاد على تسجيله، رغم أن القوانين كانت تمنع ذلك. هذا أيضاً شكل آخر من أشكال الغش في المسابقة.
نفس النادي الذي دفع لنيغريرا، قام أيضاً بتضخيم قيمة Barça Estudios بنسبة 54% إلى 208 مليون يورو، وهو ما أثار دهشة المدققين الماليين. أحد المختصين قال إنه لم يتمكن من أداء عمله بسبب التلاعب الواضح في الأسعار، مما مكّن برشلونة من تسجيل أرباح غير حقيقية بلغت 304 مليون يورو.
بفضل هذه الأرباح الوهمية، زاد هامش الرواتب لديهم وتمكنوا من تسجيل ليفاندوفسكي، ديمبيلي وكوندي، الذين كانوا من العناصر الأساسية في فوز برشلونة بالدوري “المُزوّر” في موسم 2022-2023 تحت قيادة تشافي هيرنانديز.
الجميع يغض النظر عن هذه الفضيحة، مما يجعل الدوري الإسباني غير موثوق به، وبدون الحد الأدنى من العدالة والقواعد. برشلونة يستمر في فعل ما يريد، بينما الآخرون يصفقون.
النادي الذي دفع لنيغريرا، زوّر القيم المالية، وسجل لاعبين بالغش، هو نفسه الذي يدّعي أن إقامة مباراة مؤجلة في 27 مارس هو الغش!
لكن إذا لم يعجبهم هذا التاريخ، فلن يلعبوا في ذلك اليوم. لأنه ببساطة، في الليغا، برشلونة هو من يقرر القوانين كما يريد!”